عن النسوية الاسلامية !!!



أسماء صباح
2017 / 3 / 13

تسعى النظرية النسوية الاسلامية الى تحديث منظور المرأة، وسيلعب هذا المصطلح دورا كبيرا في تغيير النسوية ذاتها من خلال مراجعة الاسلام وتكون الحداثة الجديدة، وكانت مارغو بدران اول ياحثة تستعمل هذا الممصطلح عام 1999.

حيث تميز النسويات الاسلاميات بين القرآن والحديث، ويعتقدن ان القرآن اكثر انصافا للمرأة في شأن النوع ويتهمن الحديث بالاجحاف بحق المرأة المسلمة.
وتعمل النسويات على إعادة قراءة نصوص دينية أساء المفسرون قراءتها متحيزين ضد المرأة، بهدف تعزيز روح المساواة المتماثلة من منظور أنثوي يقابل التحيز الذكوري المفترض، وذلك لتفكيك الخطاب التقليدي المتحيز للرجل.

انه من السهل ان تغير النسويات الاسلاميات بعض الاعتقادات الخاطئة في المجتمعات الاسلامية لانهن يعتمدن ويستندن على تفكيك النصوص الدينية من اجل الوصول الى حقوق المرأة كاملة كما يردن لها ان تكون، بينما يصعب على النسويات اللبراليات والعلمانيات ان يحدثن نفس التغيير لسبب بسيط وهو نظرة الاخرين اليهن كونهن يحملن فكر الغرب وجئن ليهدمن مبادىء واخلاق ودين الشرق، لذلك يكون المجتمع "الاسلامي" حذر منهن بل انه قد يضع المعوقات امام اي مشرع يأتين به من اجل المرأة وينظرون اليه بعين الشك والريبة.

فالنسوية الاسلامية تستخدم مصطلح الاجتهاد من اجل تفكيك النصوص الدينية واستخراج احكام وفتاوى يلجأن اليها في الدفاع عن حقوق المرأة، اذ يعملن داخل اطار الاسلام معتمدات على مناهج لغوية عدة في تفسير الخطاب الديني.

وتقوم النسوية الاسلامية على ايقاظ الوعي عند المسلمين وتذكيرهم بان الرجال والنساء سواء في الحقوق والواجبات من خلال اعادة قراءة ايات القرآن الكريم، ويعتبرن ان القرآن قد انصف المرأة وان الناس اخطأت في الممارسة في حقها وبهذا فهم بظلمهم للمرأة يخطئون ويرتكبون اثماً، حيث اشارت الباحثة النسوية الاسلامية مارغو بدران الى ان الدين لا يشكل المشكلة امام المرأة بل تكمن المشكلة في الطريقة التي يساء بها تفسير الدين وتطبيقه.

وترجع النسويات الاسلاميات الى القرآن كونه الكتاب الالهي وتعتبر الشريعة ليست الهية ومن هنا يدعون للعودة للتاريخ وفهم السياق الذي جاءت فيه الآيات ثم الاستفادة من العبر في العودة للحاضر، فيحللن الآيات لغويا ثم يحللن المحتوى من اجل فعل الاجتهاد وهذا يتطلب فهما جيدا وادراكا لقواعد العربية ومعانيها.

لذلك قد تكون النسوية الاسلامية قادرة على تغير المجتمع على المدى البعيد وخصوصا اذا تعاونت مع رجال دين متنورين وفاهمين للنص القرآني، ويرغبون حقا في بسط العدل في الدول الاسلامية، فيعملن على نقل النظريات من الجمود الى الممارسة من خلال الضغط على المؤسسات وجهات صنع القرار لاتخاذ خطوات في سبيل حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، ويساعدهن العلماء في نشر هذه الافكار وكيفية التعامل مع المرأة من منظور المساواة حتى يتم اصلاح المجتمع كاملا.