امراة تطالب بالاستعباد لنفسها وبني جنسها



احمد عبد مراد
2012 / 2 / 14

في الاربعينات من القرن الماضي دارت معركة حضارية في العراق بين قوى التقدم والتحرر وحقوق الانسان والانعتاق من جانب وبين قوى الظلام والرجعية والعبودية من جانب اخر ..وقد سميت تلك المعركة ( بمعركة السفور) وبالرغم من كون كلمة السفور قد لا تعبر بالضرورة عن جوهر المعركة وعمق معناها واهدافها ولكن هكذا اريد لها ان تكون وان تحمل لها من اسم ومعنى ولكن في جوهرها ومعناها الحقيقي كانت معركة بين طرفي نزاع ، تدل وتعبرعن عمق ذلك الصراع الذي احتدم اواره بين قوى الخير والتقدم من جهة وبين قوى الظلام والردة من جهة اخرى.
في الاربعينيات من القرن الماضي كانت بداية نهوض التجمعات والاحزاب والقوى المستنيرة التي بدأت تصوغ اهدافها وتتلمس طريق نضالها الذي انصب وتجسد في الكفاح من اجل التحرر من سيطرة الاحتلال واستعباد الشعوب ومن اجل الدفاع عن حقوق الفلاحين والعمال والمعدمين عموما وصاحب ذلك النضال ضد الاقطاع والرجعية بمطالبة المجتمع بانصاف المرأة التي تعد نصف المجتمع والدفاع عن حقوقها ونيل حريتها ضمن محيطها، كما يطالب به اخيها الرجل لنفسه ..وفي تلك الفترة كانت المراة تريد ان تعبرعن نفسها بمظاهر عديدة ومن تلك المظاهر حريتها باختيار اللباس الذي ترغبه وان تجاري تطور المجتمعات الحضارية التي سبقتها وعندها خاضت المرأة ومن يؤيدها من قوى المجتمع الناهضة معركة السفور وارتداء الملابس العصرية التي تنسجم وتدل على التغير والتطور الحاصل في العالم على مختلف الاصعدة الاجتماعية والسياسية، وقد استطاعت المراة ان تحقق خطوة الى الامام بأنتصارها في حرية الاختيار.
وفي تلك الحقبة لم تكن هناك وزارة للمرأة ولم تكن هنالك نائبة في البرلمان العراقي والجدير بالذكر ان اول وزارة كانت من نصيب المراة هو بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة..واليوم وبعد كل تلك العقود من الزمن الحافل بنضال المراة جنبا الى جنب مع اخيها الرجل وبعد كل تلك التضحيات وسقوط العديد من الشهيدات على مذابح الحرية والتقدم والمساوات ورزوح المرأة في غياهب سجون ومعتقلات الحكومات الرجعية الاقطاعية وقوى الضلام والردة ..وبعد ان اصبحت المرأة وزيرة وبرلمانية ورئيسة حكومات وشاركت الرجل في غزو الفضاء وما الى ذلك من منجزات وانتصارات يصعب حصرها على عجالة ..ولكن في هذا الزمن الرديئ الذي اوصل قوى الردة والظلام ومكنها من سرقة ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واستيلائها على مقاليد السلطة..في هذا المنعطف الظلامي تخرج علينا وزيرة المرأة العراقية ولسان حالها يقول ( هيهات لكم ان تسبقوني في تجسيد العتمة والظلام والعبودية، فأنا الوزيرة المرأة التي تناضل ضد حقوقها وحقوق بنات جنسها هنا في ارض الحضارات في العراق الجديد ) ولا ندري ان كانت سيادة الوزيرة المحترمة قداطلعت على دستور العراق الجديد او على اقل تقدير كلفت نفسها بتصحفه ،حيث يقر الدستور في المادة ...14 منه ما نصه> (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أوالأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي او الاجتماعي.)