دور المرأة المصرية فى الثورات الشعبية



عبد الله صقر
2012 / 2 / 15

منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع عن هدى شعراوى وصفية زغلول ونوال السعداوى وسهير القلماوى , كلهن نساء فاضلات مناضلات من أجل قضايا الآمة , منهن من حاربت من أجل تنوير العقلية المصرية , ومنهن من حاربت وناصرت وساهمت فى أنجاح الثورات المصرية من عبودية الفرد الآوحد والآستبداد بالرأى فى حكم البلاد .
لعبت المرأة المصرية دورا بارزا وحيويا وتاريخيا فى أنجاح ثورة 25 يناير المجيدة , فكانت مساوية للرجل فى كل ما أنجز نحو الثورة , وكانت مشاركة مع الرجل مشاركة فعلية منذ اللحظات الآولى لآندلاع الثورة , وهذا الكلام حتى لا نبخسها حقها , وإحقاقا للحق , وهى كانت مساعدة , هامة بهامة وساعد بساعد بجوار الرجل فى ساحة ميدان التحرير , كما علا صوتها مطالبة برحيل الطغاة عن حكم مصر معرضة نفسها للموت , وكان صوتها أعلا من صوت أجراس الكنائس وأصوات الأذان من فوق النساجد .

إننا حين نقول بأن المرأة قد ساهمت وشاركت فى ثورة رحيل الطغاة , فإننا نقول الحقيقة دون رياء , لآننا شاهدناها حقيقة فى الميدان , مشاركة مع الرجل , وسمعنا صوتها مدويا مطالبة بإسقاط النظام الفاسد .
والمرأة المصرية لها تاريخ عظيم مع الثورات , فهى أثبتت أنها شريكة , ولا تقل أهمية عن الرجل فى مجريات الآحداث , حيث أنها لم تتوانى لحظة عن تقديم الدعم للثورة , ولا تقل مستوى عن مستوى الحدث , فصوتها لم يخفت منذ قيام الثورة ضد الآنجليز بقيادة زعيم الآمة سعد زغلول عام 1919 م , فقامت المرأة المصرية بالتظاهر مطالبة بجلاء الآنجليز عن مصر , جنبا الى جنب مع الرجل , لدرجة أن فى يوم 14 مارس من نفس العام سقطت أولى شهيدتين مصريتين فى العصر الحديث برصاص الآنجليز , خلال المظاهرات التى أجتاحت مصر , وذلك لآنجاح الثورة , وهن السيدة حميدة خليل والسيدة شفيقة محمد .

وكما نرى أيضا دور السيدة هدى شعراوى , والذى كان مؤيدا لثورة سعد زغلول , وأنضمامها الى بقية نساء مصر , وقد تم أنتخابها رئيسة لنساء جزب الوفد أبان ثورة ثورة 1919 م , إن نساء مصر قد أثبتن أنهن على مستوى الأحداث وعلى مستوى المسؤولية الواقعة على عاتق الشرفاء والشريفات من أبناء الوطن , ولا يخفى على أحد أن الوطن يكون فى أمس الحاجة الى مساندته والآخذ بيده وقت المحن , ومن هذا المنطلق , نساء مصر أحسسن بمستوى الآحداث الجسام التى يمر بها الوطن , فقمن ناهضات واثبات من أجل الوطن , وتركن بيوتهن وأعمالهن من أجل مناصرة قضيتهن الآساسية ألا وهى الخلاص من براثن الظلم والفساد للخروج بالوطن الى الحرية وبر الآمان , حتى يشعر المجتمع أجمع بأن الآوطان أصبح لا يحكمها اللصوص وخفافيش الليل المظلم والغربان .