تمكين المرأة كي تعي ذاتها



رغد نصيف جاسم السراجي
2012 / 2 / 16

تمكين المرأة كي تعي ذاتها

البيئة التمكينيه : هي البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد، والتي تضم القوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، وهذه القوى تعكس لنا صور النظم السياسية والمؤسسات الاجتماعية الموجودة في المجتمع من جانب وطبيعة العلاقة بين الأفراد وهذه المؤسسات من جانب آخر، وان السلوك والعلاقات الإنسانية التفاعلية في هذه البيئة تحكم من قبل القيم والمقاييس والمثل لاجتماعيه وطرق التفكير.
إن البيئة والإنسان في حالة تفاعل مستمرة والتي تنعكس في العلاقات الإنسانية التي تتمثل بالسلوك المحكوم من قبل القيم والمقاييس والمثل الاجتماعية وطرق التفكير، ولتهيئة البيئة التمكينيه لابد من خلق الأوضاع الضرورية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية والقضاء على عدم المساواة والتمييز ضد المرأة والاعتراف الكامل بمساهمتها في الحياة العامة والسياسية ودورها كقوة فاعلة في الاقتصاد، ولتحقيق ذلك يتطلب تخصيص الموارد الكافية وتطوير السياسيات والآليات والأطر القانونية لتنفيذ أهداف مقيدة بأطر زمنية، ويرافق ذلك التغير الثقافي والاجتماعي
إن إيجاد البيئة التمكينيه يحتاج إلى مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة ،والتي تمثل نمطاً من التنظيم الاجتماعي والسياسي والثقافي خارجاً قليلاً أو كثيراً عن سلطة الدولة وتمثل هذه التنظيمات في مختلف مستوياتها وسائط تعبير ومعارضة بالنسبة إلى المجتمع تجاه كل سلطة قائمة.
كما ان للأحزاب السياسية دور فاعل في تمكين المراه إذ تتضمن برامجهاالاهداف والمشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسبل والأساليب الإجرائية التي عن طريقها يتم الوصول إلى الأهداف والغايات المقصودة والتي من ضمنها تحقيق التغير الاجتماعي (التغير لا يتم بصوره تلقائية .. بل يتم عن طريق التخطيط له مقدما والتكهن بآثاره وانعكاساته كما يمكن السيطرة على زخمه ووضع السبل والأساليب التي يمكن إن تحقق أهدافه وبرامجه) .
إن النهوض بالمرأة يتطلب تحقيق ما يلي :
اعتماد أسس عقلانية للحياة تفسح المجال للمرأة في العمل جنباً إلى جنب مع الرجل
1. التوعية والتدريب في مجال تطوير المهارات للمرأة والرجل:
يعد التدريب احد الآليات المفيدة في تحسين ورفع مشاركة المرأة في العمل وتهيئة البيئة المناسبة للمرأة عن طريق:
أ _ تنمية الوعي للرجل والمرأة بالاتجاهات والعوائق التي تحد من مشاركة المرأة.
ب_ رفع مستوى الوعي بالسلوكيات غير الملائمة للمرأة في العمل.
ويتحقق ذلك عن طريق ورش عمل مستقلة أو أنشطة التدريب الموجودة قبل برامج التدريب في مجالات الإشراف والإدارة والتزام القيادات العليا بسياسات واضحة ونظم محددة للمحاسبة عن مسئوليات العمل
2. الإدراك والمهارة المدنية والاجتماعية:
في البيئة التمكينية يكون فيها العمل الجماعي تضامنيh وليس جهود فردية تقوم بها المرأة لإحياء المجتمع لان الجهود الفردية سرعان ما يكتسحها التيار الجارف العنيف الذي تمثله القوى الاجتماعية المؤمنة بعزل المرأة والإعلاء من شأن الذكور والهيمنة الذكورية بحيث تكون ادوار المرأة ثانوية ومحصورة ضمن حيز لا يسمح للمرأة بتجاوزه إلا في حالات نادرة. أما في ظل العمل الجماعي التضامني يتحقق الوعي الاجتماعي عندما تثق المرأة بنفسها وتؤمن أن الحق يؤخذ ولا يعطى فتفجر طاقاتها وتتصدى إلى التحديات وكما يوضح لنا سماحة آية الله السيد (محمد حسين فضل الله): ( على المرأة أن تقاتل من اجل أن تجعل من عقلها عقلاً يحتاجه الناس ومن جهدها جهداً يحتاجه الناس لان الإنسان الذي يجعل من نفسه حاجة لمجتمعه هو الذي يؤكد حضوره في هذا المجتمع... يمكن ان تعطيها إشارة انطلاق... وتهيأ بها ظروفاً ملائمة ولكن لا تستطيع ان تصنع من المرأة قائداً، المرأة هي التي تحاول أن تعيش في نفسها مشروع قيادة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية بحجم طاقتها ...)
إن هذا القول عن المرأة هو في الحقيقة لفتة مفيدة يمكن أن تساعد هذه المرأة في فهم ذاتها وقدراتها التي حباها بها الله.