هل تعتقدون أني سعيدة ؟؟؟؟؟



لينا جزراوي
2012 / 2 / 21


لأني أقف موقف المدافع عن حقوق المرأة في القرن ال21 ، في مجتمع يعتبر نفسه قد تجاوز هذه القضية السخيفة ، ويعتبر نفسه قد منحها من الحقوق والحريات ما يكفي أن يضمن لها كرامتها؟
أوأني سعيدة ،، وأنا مازلت أقف مصدومة ومشدوهة ، وغير مصدقة ، بأن مازال في مجتمعي من النساء من تدفع حياتها ، قربانا لشرف ضيق جدا ، محدود جدا، وغير حقيقي ،، بينما شرف الأمة ينتهك ويغتال على مرأى ومسمع من العالم ، ثم يذهب الشرفاء الى المجالس الاجتماعية والسياسية والحوارية ، ليجدوا مخارج يحفظوا بها للكرامة العربية ماء الوجه؟
هل من المعقول أن أكون سعيدة وأنا أعيش عام الربيع العربي، وعام التغيير العربي، وعام الحقوق العربية ، ومازلت أطالب للمرأة في بلادي بأن يعترف بأمومتها لأبناءها ،، وينسبهم لها ، ويسمح بأن تمنحهم جنسيتها وقد صدعوا رأسنا بأن الجنة تحت أقدام الأمهات ،،،، فأية جنة ،وعن أي أمهات تتحدثون ؟؟؟
هذه مكتسبات مؤجلة تحصل عليها المرأة بعد موتها ،، أما جنتها الحقيقية فهي هنا ، على أرض الواقع ،، هل أنا سعيدة في مجتمع مازالت قوانينه وتشريعاته ،، ترى المرأة مجرد وسيط مابين الله والرغبة ،، أما قضية الحقوق فمؤجلة،، ثم يقولون أنهم يحفظون كرامتها ؟
أو أني أطير سعادة والعالم العربي كله يقف متأهبا على قدم واحدة ،، يطالب لشعوبه بالتحرر والانعتاق ،،،، وتلك الفتاة في المخيم ،،، لم تتوقف عن الضحك وأنا أحدثها عن حقوق المرأة ، ثم قالت لي ،،
(شو يعني حقوق مرأة مس ؟؟؟)
أنا سأخبرك شو يعني حقوق مرأة ،، فعقل أمي يا مس ،،،، لم يعد قادرا على احتمال حقوق أبي التي يمارسها بعنجهية فريدة ، وعلى استيعاب حقوقه الشرعية بتكرار وابتداع أساليب زواج جديدة ،، تتلا ءم مع متطلبات العصر ،، وكلها مشروعة ، ويجلب لنا كل عام طفلا جديدا يشاركنا مأساتنا ، تسعة أبناء وبنات نعيش في غرفتين ، أعرف أن والدى هو أبوهم ،أما الأم فليس مهما من تكون.
وأمي يا مس ،،
تصيبها نوبات بكاء وغضب ، مفاجأة فتحطم كل ما تراه أمامها ،، المسكينة لم يعد عقلها قادرا على استيعاب زواجات أبي الأسبوعية ،، فقدت عقلها ،،

آه ،،، نسيت أحكيلك مس ، بمناسبة حقوق المرأة ،،،،
هذا هو آخر يوم دراسي لي ،، هكذا قرر أبي ،، لأني سأكون مسؤولة عن أمي المريضة وأخوتي التسعة وعادت للضحك من جديد ،،،
بنظرة فاقدة لكل ملامح الحياة .
كيف أكون سعيدة ،، أنا أتعوذ بالله كل يوم من خروج فتوى جديدة تخبرالمرأة ،، كيف تأكل ، وكيف تشرب ، كيف تحب ، كيف تنظر ، كيف تفكر ، وكيف تتحدث ،، وكيف تستخدم الانترنت ، وكأنها ،، كائن غريب أو حيوان بشري ،، عفوكم ،،، كائن لا يصلح لشيء ،، الا للانجاب ،،، والحفاظ على أخلاق الأمة .

لست سعيدة أبدا ،، بل علي الاعتراف بأننا
فقدنا المنطق ،،، وفي طريقنا لأن نفقد الأخلاق ،،،
ومابين المنطق والأخلاق ،، لم يعد هناك مكانا للسعادة .