المرأة العربية بين مطرقة السلفيين وسندان الغربيين!!



أسماء صباح
2012 / 2 / 27

اسئلة كثيرة تترد على أذهان النساء المستنيرات، من ضمنها كيف لنا ان نحافظ ونحصل على المزيد من حقوقنا في ظل صعود التيارات الاسلامية الاكثر تشددا في م يتعلق بـ"المرأة" كإنسان؟ فكيف اذا تحدث هذا "الانسان" عن حقوق؟ ووسع دائرة هذه الحقوق لتكون اجتماعية واقتصادية وسياسية؟
ان التحيز الذي تشهده المرأة ضدها آتٍ من سوء فهمٍ وتأولٍ خاطىءٍ لنصوص وردت في القرآن الكريم او السنة النبوية، تم تفسيرها من بعض رجال الدين المتزمتين في الزمن البعيد وظلت متداولة ومحفوظة في اذهان الشباب الذين يرون- مهما تقدموا بهم العلم والعمل- في المرأة عورة، لا يصح لها الخروج او الكلام او المشاركة المجتمعية في الفضاء العام، بل ان وظيفتها تتلخص في انجاب المزيد من الذكور لتكريس هذه النظرة العدائية التي ليس لها أية مبررات.
والاسوء من ذلك كله هو تأثير هذا الخطاب على المرأة نفسها بعد ان وقعت تحته سنوات طوال، جعلها تنظر الى نفسها على انها مجرد كائن ضعيف يتقبل الظلم والاهانة والاحتقار ويتفاعل معها بسلبية شديدة، ان هذه النظرة من المجتمع للمرأة ومن المرأة لنفسها عزلها عن هموم ومشاكل مجتمعها الثقافية والسياسية والاقتصادية، وجعل منها آلة انجاب ومربية وطباخة ليس الا، كما انها تكفلت في اعادة انتاج الاستبداد من خلال الاسرة والتربية لتستمر هذه لثقافة بعد ذلك وتعزز في المسجد والمدرسة والمؤسسات التعليمية واماكن العمل وغير ذلك.
لذلك فما على العرب المسلمين فعله للخروج من هذه الدائرة المفرغة هو استباق أي نهضة وثورة بواحدة تربوية أي "ثورة تربوية" تبدأ من الاسرة لتحرر المرأة من بقايا الانحطاط والاستغلال لتنشيء بعد ذلك جيلا حراً ثائراً، لأن كل تغير بالمجتمع يجب ان يبدأ من نقطة ومكان واحد هو الاسرة التي تعتبر لبنة المجتمع الاولى.
لقد عانت المؤسسة الدينية الاسلامية من لحظات ضعف أدت الى عدم قدرتها الى تصحيح او رفض الدخيل على مبادئ الاسلام، بل انها عملت احيانا على زيادة ظلم المرأة من خلال الفتاوى التي كانت تصدر لترضي طرفا او اخر، فكان بعضهم لا يتقون الله في النساء وغير ذلك من القضايا المجتمعية المهمة، هذا وساهم الاعلام الموجه نحو القضاء على أي امل في الاصلاح الاجتماعي بل على العكس تخريب ما بقي صالحاً من اثار وقيم المجتمع الاسلامي الحقيقي العادل وساهمت أيضا مؤسسات التعليم في ذل وانكسار المرأة.
مع ان القارئ والفاهم والمتابع والمثقف يدرك انه كما يقول المفكر الايراني د. علي شريعتي ان الرجل والمرأة خلقا من مادة واحدة، فالرجل والمرأة تكونا من نفس الطبيعة وهذا ما يجعلهما متساويان تماما، وقادران على القياد بذات المهام الانسانية، فالمرأة يمكن ان تكون قاضية او رئيسة دولة او مستشارة أي انها لا تختلف عن الرجل في شيء الا مكوناتها الجنسية وذلك لان الله لم يخلق جنساً واحداً يعيش مع نفسه وانما جعل منهما اثنان ليكمل كل منهما حياة الاخر.