القربان الانثوى



ابراهيم الجيار
2012 / 3 / 2





قال الله تعالى

"واذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت" التكوير8
سؤال قد تم طرحه فهل تمت الاجابة عليه؟
كعادتنا فى التسرع فى اصدار الاحكام الجاهزة التى وصلت الينا عبر اجتهادات من سبقونا واستسهال منا للامور ولعدم اجهاد عقولناسنجيب على هذا باجابة معلبة سابقة التجهيز

ان المؤؤدة قتلها ابيها خشية من الفقر وعدم وقوعها وهى الانثى فى ايدى الاعداء مما يعد عاراللقبيلة التى تنتسب اليها ولتدارك ذلك يقتلها ابيهاعند ولادتها!انتهت الاجابة


عزيزى القارئ اصدقك القول ان اجابتك كانت ستكون هى ذات اجابتى االتى كنت سأجيب بها عند طرح السؤال على قبل ان ان اصطدم بالمعلومة التى اضافها الحديث الشريف التالى لمعلوماتى
"قال الامام احمد حدثنا ابن ابى عدى عن داود بن ابى هند عن الشعبى عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفى قال:انطلقت انا واخى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يارسول الله ان امنا مليكة كانت تصل الرحم وتقرى الضيف وتفعل هلكت فى الجاهلية فهل نفعها ذلك شيئا؟قال:لا قلنا فانها كانت وأدت اختا لنا فى الجاهلية فهل ذلك نفعها شيئا؟ قال:الوائدة والموؤودة فى النار الا ان يدرك الوائدة الاسلام فيعفو الله عنها" ابن كثير التفسير ج4 ص479 وانظر الالوسى روح المعانى م15 ج30 ص64
ابن حنبل المسند كتاب مسند المكيين حديث رقم 15358 ابو داود السنن كتاب السنة حديث رقم 4094
المعلومة التى يضيفها لنا الحديث وتتصادم مع ما استقرت عليه نظم معلوماتنا من ان المؤؤدة هى ضحية نشعر ناحيتها بالود وبالقدسية والرهبةفيقلب لنا هذا الحديث الامر بان يساوى بين الوائد والموؤودة ويجعلهما فى النار!اى يساوى بين القاتل والضحية فى العقاب والمنزلة

فهذا الحديث الشريف طرح علينا عدة امور تتصادم مع الاجابة التى طرحناها سابقاعلى السؤال المطروح عن الذنب الذى قتلت من اجله الموؤودة وانتهينا فيه الى خشية الفقر والسبى ويجعله فى مقام الا اجابة وذلك لان الحديث السالف يقول لنا التالى
"ان من الجائز ان ترتكب المرأة الام فعل الوؤد فهو ليس قاصر الرجل الاب كما ان الثابت ان المرأة كانت تكرم الضيف اى ان الفقر ليس كان دافعها الرئيسى لقتل اى وائد ابنتها
فما هو اذن دافعها الرئيسى لوئد فلذة كبدها؟

الاتشعر معى عزيزى القارئ اننا فى حاجة الى اجابة على السؤال المطروح علينا الا وهو باى ذنب قتلت الموءودة؟

فتعالى معى لنبحث عن تلك الاجابة ولتكن ناقصة او مبهمة فانها ستكون فى الغالب خير من الا جواب وهذا الامر يقتضى علينااعادة تفكيك السؤال
واذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت؟ على ضوء الحديث الشريف الى عدة اسئلة
س1 من طارح السؤال هل هى المؤؤدة ام الله سبحانة وتعالى ولمن تم توجيهه فى كل حالة؟
س2لماذا الوائد والمؤؤدة فى النار اى القاتل الجانى والمقتول الضحية طبقا للحديث الشريف؟
س3 هل وئد البنات يختلف عن قتل الاولاد الذى ذكر فى الاية الكريمة
"ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق" الاسراء 31


للاجابة على الاسئلة التى كنا قد طرحناها فى مقالنا يتعين لنا تفكيك اجزاء الصورة النمطية التى تعودنا على اصباغها للموءودة وترتيب الاجزاء من جديد حتى تستقيم لنا المعلومات وتظهر لنا الصورة جلية عن حقيقة الموءودة وفقا للحديث الشريف الذى انتهى الى المساواة بين الجانى الوائد والضحية الموءودة فى النار وهو مايقطع على ان ليست دائما طفلة حديثة الولادة وانما هى دائما فتاة بالغة رشيدة توافق على ان يقوم والدها فى الغالب بدفنها فى التراب كقربان تقربا للالهة بل انه اعطى افضلية للجانى بان جرمه يمكن ان يغفر له بدخوله الاسلام وهو امر يتعذر على الضحية لمفارقتها الحياة بوءدها

ولنجيب الان على الاسئلة التى تفرعت من السؤال المحورى الذىطرحته الاية الكريمة
واذا الموءودة سئلت باى ذنب قتلت

س1 من طارح هذا السؤال هل هى الموءودة وعلى من تطرحه اعلى قاتلها ام على الله سبحانه وتعالى ام يكون طارح السؤال هو الله العلى القدير على الموءودة كسؤال تقريع وتوبيخ لها لماذا فعلت وارتضيت بقتلك

للاجابة على هذا السؤال نقول
ان الايات القرانية تستبعد ان يكون السؤال موجه من الموءودة للوائد اى لقاتلها فالله تعالى ينهى عن ذلك فى اياته القرانية فقال تعالى

وما يختصمون لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد ق28
فهذا تقرير بالمنع من الاختصام وبيان عدم فائدته لدى الله تعالى وينبغى ان يحدث قبل الوقوف بين يدى الله

كما تستبعد الايات القرانية ان يكون سؤال الموءودة استفسارى موجه منها الى الله تعالى
لقوله تعالى
فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان الرحمن 39
لا يسأل عما يفعل وهم يسأ لون الانبياء23
من الايات السابقة على سبيل المثال يستحيل ان يكون هذا السؤال موجه من الموءودة الى الله تعالى

ولايبقى هنا الان يكون السؤال موجه من العلى القدير للموءودة فى صورة توبيخ وتقريع لها
عن قبولها لان تكون قربان لاله لاينفع ولايضر وهو الامر الذى يستقيم مع ما انتهى اليه الحديث الشريف الى انها مع وائدها فى النار

وما انتهينا اليه توصلنا اليه بعد ان استبعدنا القرأة التى يتبناها التفسير الماثور للطبرى واتباعه واعتنقنا قراة الجهر بالسؤال وسبر الاغوار وهى قراة اخذ بها الرازى والزمخشرى فى تفاسيرهم لايات الذكر الحكيم

فالعقل عزيزى القارئ يستبعد ان يكون سبب الوائد هو الفقر او الخوف من الفضيحة
كما جرى على ذلك السلف فى تفاسيرهم وهو امر يتعارض مع المعروف عن ابن الجزيرة العربية المعروف عنه الشهامة والكرم ايعقل ان يوارى ابنته فلذة كبده التراب لا لشئ الا لانه يفترض افتراضا ان فقرا مدقعا سيحل به فى مقبل الايام فيموت جوعا وهو امر يتعارض مع ما صور لنا عن ابن الجزيرة الذى يبيت جائعا ويغذو ضيفه وينحر اذا افتقر اخر ما يملك فرسه ولا يخاف من غد يصبح فيه بلا راحلة يضرب بها فى الصحراء صائدا فماذا اقلب فجأة خائفا من مستقبل بعيد قد يلم به فيه فقر
فاذا كان ابن الجزيرة قد خاف من جوع فلم لم يقتل كل اهله زوجاته وبنيه وبناته
لم اكتفى بواحدة اختير لها من الاسماء الموءودة لفظ له فى النفس ايقاع لا ينبئ بشر ولا بوجودنا فى حضرة وحش بل يوحى بحفيف الخف وصوت الارض تحت الوطء ودبيب الناقة البكر وتمايل العذراء فى المشى

تشعر بالود نحو الموءودة وبهالة من المجد تلفها لفا وبقدسية العنصر وبألاصل الالهى
فان قلت ما حملهم اذن على وأد البنات قلت للك لانهم كانوا يقولون الملائكة بنات الله فالحقوا البنات به فهو احق بهن
هنا تتحول بك وجهة الاية الكريمة فلم يكن الوأد كرها لانثى او خوفا من عار واملاق بل تقربا من الرب تعيد به ما اهداك من كنز حتى يرضى عنك مرة واخرى كانت العرب تعتقد ان كل انثى بنت للرب الاملائكة واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى وانثى الانس ايضا
فلقد جعلوا الرب واهبا للحياة خالقا ولما رأوا الانثى حاملا واضعا قرنوها بالرب فاختاروها له بنتا