موقف الملائكة من الزوجة الممتنعة عن زوجها



ابراهيم الجيار
2012 / 3 / 2

المسلم العادى بغض النظر عن المذهب الذى ينتمى اليه يستشهد ببعض المقاطع من احاديث نسبت الى الرسول عليه الصلاة اكثر من استشهاده بالايات القرانية بالرغم انه لا يقرأكتب الحديث واذ قرأفهو فقط يبحث عن مقاطع فى احاديث معينة سمعها من رجل الدين ولا يفهم منها الا المعنى الذى سمعه من الاخير ولو اتاح لنفسه الفرصة لتقليب اى كتاب من كتب الحديث وتمعن فيما يقرأ فسيجد قصصا واخبار واساطير من كل حدب وصوب وكلها تنسب الى الله وللرسول برغم انها تخالف ما يقوله الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم وما كان عليه الرسول من الخلق القويم فهى قصص تعكس الزمن الذى اختلقت فيه والعادات والاتجاهات الفكرية السائدة فى ذلك العصر وليست كما يظن اغلب المسلمين انها تتحدث عن افعال واقوال الرسول صلوات الله عليه وان نسبت اليه

والخطير فى الامر ان تلك الاقوال المنسوب صدورها للرسول عليه الصلاة اصبحت تأخذ درجة التقديس بل اضحت جزء من العقل الجمعى للامة فالرجل فى المجتمع الاسلامى ينظر الى المرأةعلى انها ناقصة عقل ودين ومصدر شؤم تتساوى فى ذلك مع الخيل وانها تلعنها الملائكة اذ لم تمكن زوجها منها وانها تقطع الصلاة وتتساوى فى ذلك مع الكلب والحمار
ومن خلال تلك النظرة يتعامل معها-الرجل- وسنده فى ذلك تلك الاحاديث التى تخالف كتاب الله وخلق رسوله الكريم

ولذلك وجدنا لزاما علينا محاولت تصحيح تلك الافكار التى تم الصاقها بالقوارير -النساء- التى طالبنا الرسول الكريم بالرفق فى التعامل معهم
وذلك عن طريق بيان مخالفت بعض تلك الاقوال لكتاب الله بل ولسنة رسوله الكريم

الحديث الاول
(حدثنامحمد بن بشار حدثنا ابن ابى عدى عن شعبة عن سليمان عن ابى حازم عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
اذا دعا الرجل امرأته الى فراشه فابت ان تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح)

مناقشة النص:
بد اية يتضح من ذلك النص الامور التالية:
1-اللعن شئ عظيم لو نظرت لايات الكتاب الكريم ستجد اللعن دائما على الكافرين ويكون من الله والملائكة والناس اجمعين
(ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين)البقرة -161
فلماذا اقتصر راوى الحديث بلعن الملائكة فقط؟ من الطبيعى هو امر لم يقدر على قوله بادخال الله تعالى فى لعن المراة التى لم تمكن زوجها منها

2-هل تلعن الملائكة بالمقابل الرجل الذى يهجر فراش زوجته؟

3-فاذا لم تفعل الملائكة ذلك فهل هى مع الرجل ضد المرأة؟

4-هذا الحديث وغيره من الاحاديث المشابهة تصور الرجل وكأنه سيد معبود لا يجوز للمرأة ان تمتنع اذ مارغب فى جماعها ولو كانت فى وضع نفسى اوبدنى لا تستسيغ معه الجماع فالجزاء هو ان تلعنها الملائكة كمايذهب راوى النص اما الرجل فله ان يمتنع عن الجماع متى شاء وللمدة التى يشاء
غير عابئ باحتياجات المراة التى جعل الله المودة والرحمة التى تجمعهما مع بعض هى اساس الرباط الاسرى

5- بل ان هناك حديث اخر يقول الاتى:
(حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن ابيه عن عبد الله بن زمعةعن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
لا يجلد احدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها فى اخر اليوم)
فهذا الحديث المنسوب يسمح للرجل ضرب امرأته ضربا مبرحا بشرط ان لا يجامعها اخر اليوم اى له ان يطلبها للجماع وهى المجروح فى كرامتها والمكلولة فى بدنها ومن الطبيعى اذا رفضت فأن الملائكة ستلعنها وفقا لهذا النص المنسوب للرسول الكريم

6- ان هذا النص يتعارض مع كتاب الله تعالى الى ينص على ان الزواج هو تواد بين شخصين بالتساوى وتراحم بينهما فقال تعالى:
(ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون)الروم-21

7-ان هذه الاحاديث منسوب صدورها للرسول عليه الصلاة والسلام وهو وهو كما وصفه رب العزة (على خلق عظيم- وانه ارسله رحمة للعالمين)
وهى صفات تتعارض مع مع ماجاء من تلك النصوص منسوبة الى الرسول الكريم فضلا عن كتب السيرة لم تذكر ان الرسول الكريم قد ضرب احد زوجاته من امهات المسلمين بل كان يعاملهم بمودة ورحمة بل انه من المعروف ان الحبيب المصطفى كانت ذريته اغلبها من البنات فهل بعد ذلك وهو الاسوة الحسنة يطالب ويشجع الرجال على ضرب النساء ومعاملتهم هذه المعاملة الغير ادمية بدلا من ان يطالبهم بان يتبعوه كاسوة حسنة مع زوجاته وبناته

وهذا ما يؤكد ان ذلك الحديث لم يصدر من النبى الكريم صلوات الله عليه وسلامه