أكره أنوثتي !!



رحاب الهندي
2012 / 3 / 4

بين يوم حالي ويوم ماضي أيام متعددة لكنها رغم بعدها تبدو قريبة قريبة جدا أنا الآن في العقد الخامس زوجة وأم ولي أحفاد بنين وبنات أربعة هم أجمل ما في حياتي لكنهم يسحبوني إلى طفولتي منذ بدأت أعيها وأحفظ ملامحها وأتساءل دوما هل غادرنا طفولتنا أو هي غادرتنا أعتقد أن ملامحها لا تتركنا مهما امتد بنا العمر ومهما ظننا أن عقلنا وعواطفنا ناضجة إلى حد إلقاء النصائح والتعليمات لمن حولنا ألا يقولون العمر خبرة أضحك في سري وأجزم أننا نحتاج دوما إلى المعرفة والإطلاع والتعرف ودوما هناك شئ ينقصنا كالطبيب المعالج النفساني الذي يعالج الناس من مشاكلهم وهو من يعالج مشاكله ؟ أذكر أنني سألت أحدهم ذات مرة ضحك وقال نحن الأطباء أكثر الناس هموما ونلجأ لزملاء المهنة للعلاج !
نعم بعد هذا العمر وكما يقولون "الخبرة "أحتاج دوما للمعرفة وتقبل الأخر وأن يتقبلني الآخر خاصة أني في مجتمع يضعني كامرأة في درجة عاشرة أو أقل وكل الدرجات للرجل الواحد في مجتمع ذكوري متعفن الأفكار في الداخل ويصب في مصلحة الرجل دون المرأة متحججا بالدين الذي هو بعيد عما يتقولون به ويستندون إليه ليس المهم أن نتحدث عن الدين الآن فالمجتمع والتقاليد أقوى من الدين في بلادنا ومن ينكر أو يتأزم أو يحتج لينظر بحيادية لمشاكل المجتمع وليعلق بعد ذلك . ليس المهم في كل ما قدمته من ديباجة أحاول من خلالها أن أقول أني ضد الرجل فأنا لست ضده أبدا فكيف أكون ضد أبي وأخي وزوجي وولدي هو مني وأنا منه وكيف أكون ضد صديق أو زميل أو جار كان بالنسبة لي نعم المعين في حاجتي إليه . كلنا في الميزان سواسية لا رجل ولا امرأة لا فرق إلا بنظرة مجتمع متهرئ الأفكار ينظر للمرأة جسدا ثم جسدا ثم جسدا ويغفل تماما عن إمكانية أن تنظر المرأة للرجل كجسد وجسد وجسد هذه حقيقة لم ننكرها
أذكر أني في بداية المراهقة وحين بدأت الأنوثة ترسم على جسدي أشكالا خاصة وتقدمني كشابة تتأرجح بين الطفولة والصبا كرهت هذه الأنوثة وأنا أرى عيون صديق أبي تتلصص على جسدي وصدري وتلمع عيناه مبتسما بخبث قائلا لوالدي وأنا أقدم له القهوة أصبحت عروسا تحتاج لعريس لكن والدي أجابه مازالت طفله مشوارها الدراسي طويل تلك اللحظة أحسست بالكره لهذا الرجل وبالكره لأنوثتي التي أثارته فأصبحت دوما أعقد يداي على صدري بصورة يضحك عليها الآخرون لا أريد لأنوثتي أن تظهر لأحد لا أريد تعليقا من أحد لكني اكتشفت أنني معجبة بابن الجيران الفتي المفتول العضلات الأسمر وملامح الشباب والفتوة تؤطره إذن هناك نفس نظرة الإعجاب أنا كأنثى وهو كذكر كل منا ينظر للآخر معجبا بالاختلاف الشكلي نعم ما أعجبني بابن الجيران شكله وتقاطيعه كما أعجب بي البعض لشكلي وتقاطيعي يقولون إنها المراهقة رفيف الروح في بدايتها للآخر تقليدا للأفلام والمسلسلات إذن هو في البداية تقليد وحلم وبحث عن حب خاص للذكر كما للأنثى .
ومع ذلك كنت كلما أسمع حوارا دائرا بين تجمع النساء أو الرجال في حادثة من حوادث الزمن عن امرأة ما أو فتاة قتلت أو عذبت لأنها أحبت أو حاولت أن تختار شريكا لها وأجد الجميع ضدها نساء ورجال أكره أنوثتي أكثر وأتساءل بيني وبين نفسي لم خلقتني يا رب أنثى ؟ وهذه المغدورة ألم تتصرف نفس التصرف مع الرجل الذي كان معها فلم التفرقة في العقاب .؟بدأت أتصرف كأخوتي الصبيان ولا أرتدي إلا السراويل الطويلة والقمصان الأقرب في موديلاتها لعالم الصبيان وأرتدي الأحذية الغير مرتفعة لكن رغم كل ذلك لم يخفي أنوثتي عن أعين المتربصين فذات يوم اشترت لي والدتي قطعة قماش وصممت أن أخيطها فستانا للعيد وأرسلتني إلى خياط قريب يعمل في بيته وسط عائلته وأهله وذهب معي شقيقي الأصغر وحين وصلنا فتحت زوجته الباب وهي تحمل طفلها ورحبت بنا ليستقبلنا زوجها وفي الصالة التي يجتمع فيها أفراد العائلة بدا في أخذ مقاييس الجسد كانت عيناه تلمعان ويبلع ريقه ويحاول أن يقربني إلى جسده ليلتصق بشئ من جسدي وهو يهمس ثمرة ناضجة لذيذه لم أكن افهم ما الذي يريده هذا الرجل لكن حين اقتربت زوجته منه لتسأله عن شئ ما ابتعد عني قليلا وما أن أدارت ظهرها حتى حاول الالتصاق بي فانزعجت وابتعدت عنه وأنا امسك يد أخي وأخرج من منزله مصممة على أن لا أخيط فستانا أو أي شئ . لكن والدتي قالت لي لا أعرف سبب عنادك أنت فتاة ولست ولدا والفستان للفتاة والبنطال للولد قلت لها أنا أريد أن أكون ولدا وولدا فقط
يتبع