المراة في الشرق الاوسط والتعقيدات حتى عام 2012



ناصر عجمايا
2012 / 3 / 4

ما يؤسف له حقاّ ، وضع المجتمع في الشرق الأوسط بشكل عام ، والدول التي تسمى نفسها بالأسلامية بشكل خاص ، وخصوصاّ وضع المرأة الذي يحتل مركز الصدارة في هذا المجتمع الواسع ، المغلوب على امره والفاقد لطريق خلاصه ، من براثن القهر والضيم والحسرة الدائمة والقتل اللامتناهي ، والاضطهاد القائم والدائم للشعوب ، في ظل حكومات دكتاتورية أستبدادية عنفية عميلة مصلحية ذاتية ، لا يهمها مصالح شعوبها قيد شعرة ، تعاني من التخلف المزدوج في التربية والثقافة والعلم والمعرفة من جهة ، وسوء خدمات وتغييب حقوق وانتعاش الاستغلال بأبشعه ، وتخلف أقتصاد المواطن وقدرته الشرائية ووووالخ من جهة اخرى ، بلدان تعاني من أحتكار السلطة والمناصب والامتيازات الخاصة ، مع الفساد المالي والأداري بأمتياز وغياب القانون وصولاّ الى شريعة الغاب، في ظل الاسلام السياسي المزدوج بمفاهيمه العشوائية الخيالية المبطنة ، حتى في أستغلال الدين الأسلامي نفسه ، جاعلة منه سلاحاّ حاداّ ، لأركاع الشعوب و قبولها ، بالواقع المر المرير المؤلم القاسي عليها ، وعلى اجيالها اللاحقة لفناء مستقبلهم المنشود المطلوب تغييره للتطور اللاحق ، نحو الافضل والاحسن في الاتجاه السليم الخادم للمجتمع ، حتى بات من غير الممكن اعتبارها دول قائمة بمعناها الواسع ، كدول مطلوب منها بناء مؤسساتها الفاعلة ، وصولاّ لدولة حقيقية تعي مستلزمات المرحلة ومصالح الشعوب ، لخدمة نفسها ومواطنيها على افضل صورة.
الاسلام المسيس
القوى الاسلامية في المنطقة ، باتت تطرح شعارها العقيم ، (الاسلام هو الحل) او الاسلام الليبرالي هو الحل ، انها مفارقات قاتلة ومؤلمة للبشر في المنطقة ، وبصراحة الدين واي دين كان فشل فشلاّ ذريعا عبر التاريخ ، في أدارة امور المجتمعات ، والسبب جميع المفردات الدينية قائمة على الجمود العقائدي ، وعلى الآخرة المنتظرة للبشر في صرف الاوقات للعباد الغائب ، من دون نتائج تطورية تقدمية للبشرية وللأنسان نفسه ، ليراوح في مكانه وليعزي كل شيء يمر في حياته ، على الخالق الأبدي وصولاّ الى الجنة التي يحلم بها ، بما فيها قتل الناس وممارسة الارهاب ، وهدم البيوت وتدمير البشرية على اساس حب الجنة الموعودة ، في الضحك على عقول غائبة معجنة بالروث الحيواني الداجن ، وخير مثال تفجير النفس البريئة ، ضد بشر محايد وعامل وفقير ، لاحول له ولا قوة ليدمرهم وعوائلهم ، وصولا الى الجنة الموعودة له ، ليتزوج باربعين حورية او سبعين تنتظره ، ليشبع غليله الناقص وشهوته الحيوانية الملطخة بالعار والرذيلة ، كما ترى آخرون يسيرون مئات الكيلومترات ، مشياّ على الاقدام للوصول الى أضرحة جامدة فاقدة الحياة ، منتظرة دمارها وقتلها للفتك بها ، من قبل الارهاب المنظم ، دون الوعي لمهامها الاساسية في الحياة ، التدين بهذا الغباء لايعد تديناّ ، بل دماراّ وهدماّ للخليقة الانسانية المطلوبة تواجدها ، لتطور الحياة الانسانية والطبيعة معاّ ، أنا واثق تماماّ لو كان الأئمة والسادة ، متواجدون الآن لم يقبلوا قطعاّ بهذه الافعال والممارساة الطائشة الغائبة عن الوعي ، والتي أصبحت عادات وليس عبادات ، كيف يكون وضع المرأة في ظل هذا وذاك يا ترى؟؟؟ وماذا نتأمل والواقع المؤلم القاتل المدمر للانسان معا (رجل وأمراة وطفل من كلا الجنسين؟ انها كارثة بشرية حقاّ ونحن في القرن الواحد والعشرون ، قرن البناء والعمران والتطور الحضاري الأممي الانساني والتكنلوجي وتطوره النفسي والجسدي ، لبناء أجيال جديدة لحياة متقدمة فاعلة حديثة ، في عصر التقدم والانترنيت محدثة ثورة معلوماتية علمية).
الفكر القومي المتعصب
ليس غريبا علينا جميعاّ ، شعوب المنطقة ابتلت بالفكر القومي المتعصب الهادم ، وخصوصا القومي العربي والبعث العربي ، والزمن اثبت فشلهما الذريع وأستبدادهما الفاشع ، ابتداءاّ من عمالة عبد الناصر الارعن ، انتهاءاّ بالفاشي الدكتاتوري الاستبدادي صدام والاسد ينتظر مصيره اللاحق ، وكما هو الحال الفكر العنصري الهدام الناكر ، للاقوام الأخرى في المنطقة ، والذي عمل ويعمل جاهداّ في الغاء اية قومية في المنطقة بأستثناء العربية ، محاولاّ بلعها وتمييعها ، رغم تواجدها قبل العربية اللاوجود لها في كثير من البلدان أصلاّ ، منها العراق ومصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب وسوريا والاردن ولبنان وحتى دول الخليج بأستثناء السعودية ، التعصب القومي مرفوض ومدان في القرن الجديد ، وللاسف الشديد هناك قوى سياسة لازالت تتبنى التعنصر القومي المدان ، من خلال تغييب والغاء الآخرين في المجتمع ، ليس من القومية العربية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط ، بل هناك وللاسف قومية شوفينية صغيرة العدد ، ومضطهدة وهي في طريقها للزوال ، بسبب الاضطهاد القومي تارة ، والاضطهاد الاسلامي السلفي تارة أخرى ، وهي حالة مؤلمة حقاّ ليس للآخرين من القوميات الأخرى ، بل للقومية نفسها ، والآشورية بأحزابها الطفيلية العنصرية خير شاهد على نواياها وتخيلاتها العقيمة ، في الغاء الشعب والامة والقومية الكلدانية ، التي تعتبر حليفها الاستراتيجي ، واخت لها في التاريخ القديم والحديث ، والانكى من ذلك اعتبارهم للقومية الكلدانية طائفة كما السريانية ، ضمن الآشورية رغم انقراض الأخيرة منذ عام 612 قبل الميلاد ،وما يؤسفنا أكثر هو قسم من الكلدان تأشوروا لمصالحهم ونواياهم الخاصة ، للحصول على الكعكة من الاحزاب الآشورية المسيسة سلفاّ خدمة للآشور الصنم ، وهي حالة مدمرة وقاتلة لشعبنا التي تبنت التسمية الهجينية ، القاتلة للتاريخ والامم والشعوب قاطبة ، فهل من منقذ للوضع المزري الهائج وشعبنا يفارق وجوده الوطني والقومي التاريخي في العراق؟ .
الأسلام العميل للغرب
ها هو الأسلام السياسي المبطن بالعمالة للغرب ، كما حدث في ايران والسودان من القرن الماضي ، والذي ادى الى تقسيم السودان في ظل المخطط المرسوم سلفاّ ، والاسلام السياسي العراقي الحالي الذي يقود السلطة وليس الدولة ، حيث فشل فشلاّ ذريعاّ في أدارة السلطة الحالية لمدة تسعة سنوات كاملة ، لم يحقق للشعب سوى الدمار والدماء والقتل والتشريد والتغييب ، وحال المرأة المتخلف يزيد بؤساّ ودماراّ ، لتأخذ حصتها في تزايد مع اخيها وزوجها وابنها الرجل ، فكيف تتحرر المرأة ويتغير وضعها الانساني في ظل مجتمعات ، تسودها الفوضى والخراب والدمار الذي صنعها الغرب الامبريالي ، واي ربيع عربي نتحدث عنه ، في ظل الدعم الغربي للاسلام السياسي المتعفن ، الخاضع لسياسات الاجنبي بعمالة لامثيل لها.
أية حقوق تجنيها المرأة المصرية ، مع وجود حزبي العدالة والحرية والنور المدعومين من بريطانيا والغرب؟ كذلك في ليبيا لتشريع مرتقب لتعدد الزوجات ، وكما في العراق لمحاولة الاسلام السياسي لتغيير قانون الاحوال الشخصية ، والتشبث بالقرارات والتعديلات التي طرأت عليه ، من قبل نظام الاستبداد الدموي السابق؟ والوضع المتردي الذي يفتك بالرجل والمرأة معاّ ، بسبب ادلجة الدين وتناقضات الدستور الممتليء بفقراته المؤلمة ، والتي وصفت بقنابل دستورية من قبل الاسلام الساسي نفسه ، بالاضافة الى سياسة حركة النهضة التونسية ، كما الكويت بسيطرة الاسلام السلفي الشيعي على البرلمان ، ومثلها المغرب والسعودية ودول الخليج حدث ولا حرج.
المرأة وتحررها
المرأة في البلدان العربية والاسلامية تعاني الأمرين ، القوانين الجائرة المدمرة ، والعادات والتقاليد البائدة القاتلة ، وكانها عبيدة للرجل والمجتمع معاّ ، وقد ثبت علمياّ ان تحرر المراة مربوط بتحررها الأقتصادي ، (فلا يمكن للمرأة ان تتحرر اجتماعيا ، دون ان تتحرر أقتصادياّ). وعليه يتطلب توفير العمل ، وتهيئتها ان تكون عنصر فاعل ومؤهل ، بخوضها المعركة الأنتاجية ، ونزولها للعمل طواعية ، من اجل اثبات قدرتها وجبروتها وتفانيها العملي المنتج ، كي تصل الى حقوقها الكاملة في المجتمع والأسرة ، لتتحمل العبأ الحياتي الأقتصادي ، وتتعلم فن الحركة الديناميكية الانتاجية في المجتمع الرأسمالي او الديمقراطي وحتى البدائي ، وفي خلاف ذلك لايمكن للمرأة ان تجني حقوقها التي تناضل من أجلها ، ولا تتعلم فن الحركة المحقة في نضالها ، دون حراكها العملي الاقتصادي الاجتماعي السياسي المتفاعل مع الحدث يومياّ.
لا زال المجتمع الاسلامي والعربي ، اسير المقولات الجاهزة في الدين الاسلامي ، ليتم توضيفها لقهر المرأة والتنكيل بها وزيادة همومها ومآسيها ، (الرجال قوامون على النساء) في الفكر الاسلامي القامع لحقوقها والمضطهد لها ، كما هو في الفكر المسيحي المشابه له ، في رسالة مار بولس ، عندما قال (المسيح رأس الكنيسة والكنيسة راس المسيحية والرجل رأس المرأة) ، ولكن الكنيسة في القرون الاخيرة تطورت نظرتها الانسانية للمجتمع عموما ، وباتت لا تتدخل بأمور الحياة الانسانية ، للرجل والمرأة معاّ ، وتطورت مفاهيمها لقيادة المجتمع عن طريق النظم العلمانية ، بعيداّ عن الدين ومنع تسييسه ، وجعل مناطق العبادة بعيدة عن املاءاتها وتدخلاتها ، وهو يعتبر تطور ايجابي لخدمة المجتمع والدين والتدين معاّ ، مقتنعة الى حد كبير بمقولة ( تدخل الدين في السياسة يفسد الدين والسياسة معاّ) ، وهذه حالة متقدمة يجب تقييمها والألتزام بها من قبل جميع الاديان المتواجدة في الارض ، وكما قال السيد المسيح عليه السلام (اترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر)
على المجتمع العزوف عن الخرافات المستأصلة في المجتمع ، وابعاد الدين عن السياسة مطلوب وواجب الالتزام به ، كون (السياسة هي فن الممكن) ، فيها مراوغة وتكتيك ودجل والالتفاف وممارسات غير مقولبة ولا جامدة ، تتغير وتتطور مع التغييرات الحاصلة في المجتمع ، من جميع النواحي ، اما الدين فهو قوالب مصاغة سلفاّ لا يمكنها التكيف مع الواقع المتغير ، الا اذا جرى تسييسها وهي نكاية وتنكيل للدين نفسه .
ناصر عجمايا
ملبورن - استراليا
[email protected]
04-03-12