في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل



اميرة بيت شموئيل
2012 / 3 / 5

كلما اعدنا النظر في تاريخ الانسان النضالي ومسيرته نحو غد افضل نجد ان للرجل كما للمراة مكانة خاصة في هذا النضال لما قدمه من عطاءات ليست خافية على المؤرخين.
ونحن هنا لانقصد الرجال اللذين حاولوا ويحاولوا تغيير او الالتفاف على القوانين والاعراف الدولية لتحويل المجتمعات الى ذكورية ودكتاتورية من اجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، بل اننا نتحدث عن الرجال اللذين يعملوا بكل جد ونشاط لتعديل المسيرة الانسانية وجعلها اداة لخدمة المجتمعات ورفاهيتها ورقيها.
هنا علينا ان نعترف ان المجتمع الابوي او الذكوري الدكتاتوري الذي مازالت مجتمعاتنا تعاني منه لم يخلقه الرجال فحسب، فهنالك العديد من النساء تؤيده وتعادي من يعاديه ايضا، وهنا في رأينا ان كان السبب الظاهري لهؤلاء هو الحفاظ على المصالح من جانب الطرفين، فالسبب الحقيقي هو الجهالة من الطرفين. ولهذا ليس من العدل ان نلقي بكل التهم الموجهة لهذه السياسة الرعناء على الرجل وحده.
كذلك نجد في الجانب الاخر ان عملية تفعيل القوانين الانسانية العادلة والمساواة ليست مقتصرة على النساء فحسب بل ان للرجال حصة الاسد في هذا النضال وقد تعرض الكثير من الرجال الى التنكيل والسجون والتعذيب بسبب مواقفهم الانسانية وفي جميع انحاء العالم، والتاريخ يشهد بمسيرتهم ونضالهم. كما يجدر بنا ان نذكر هنا ان الكثير من الرجال قد حاربوا العادات والقوانين المتخلفة الموروثة والتي تجبر الرجل على التسلط والغطرسة في البيت او خارجه، فكانوا مثال الانسانية رغم القيود الدكتاتورية المتسلطة علينا وعليهم.
منذ عام 1857 عندما بدأ العالم الحر بتسجيل اوائل التضاهرات النسائية من اجل حقوقهن والعالم يتحدث عن المرأة وحقوق المرأة، وقد تطورت الهتافات وتحولت الى تشكيل لجان وهيئات وجمعيات وحتى احزاب للدفاع عن حقوق المراة ، وبالرغم من ان الكثير من داعمي الحقوق الانسانية للمرأة كانوا من الرجال، الا انه من المؤسف ان الجميع تخلف عن المطالبة بحقوق الرجل الانسانية في المجتمعات المختلفة وغضوا النظر عن التركيز على وضع الرجل الانسان فيها، بالرغم من تخصيص الكثير من الدراسات عن الطفل والام والاب وغيرها مع تخصيص ايام للاحتفال والتذكير بها، وقد يكون السبب هو طغيان صورة الرجل الدكتاتور في المجتمعات المختلفة والتي تجعل من نداء المطالبة بيةم الرجل تبدو مضحكة، او احجام الرجل الانسان نفسه وعدم مطالبة المجتمع على الاقل بتخصيص يوم للاحتفال والتذكير بما قدمه للانسانية، اسوة بغيره.
ايا كان السبب هذا لا يعني ان نقف موقف اللامبالات من تخصيص يوم للتركيز على عطاء الرجل الوجداني في مسيرته الانسانية. كذلك ليس من العدالة ان نؤاخذ الخيرين من الرجال بما فعل الدكتاتوريين السفهاء منهم ونقف اما انجازاتهم (الخيرين) كما يقف ناكري الجميل.
برأينا على العالم الحر والعادل ان يخصص يوم لعيد الرجل ايضا حيث يتم الاحتفال فيه بمسيرة الرجل الانسانية وتذكير العالم بها، ولتخلد نضالات الرجال الذين ضحوا من اجل تغيير المجتمعات نحو الافضل وان تتمخض العملية عن تشكيل لجان وجمعيات وحتى احزاب تشارك في هذه الاحتفالات وتشارك في الدفاع عن مسيرة الرجل الانسانية، وفي نفس الوقت تقف ضد الدكتاتورية بكل انواعها.
ليعلم الجميع انه كما لتفعيل قضية المراة مردودها الايجابي في مسيرة المجتمعات وتقدمها نحو الافضل كذلك ستكون لتفعيل قضية الرجل مردوها الايجابي في دفع عجلة الانسانية نحو الافضل خدمة لمجتمعاتنا، فيكفي ان يكون الاحتفال بيوم الرجل الانسان صفعة موجعة للرجل المتخلف والقوانين الدكتاتورية الجاهلة، كما الاحتفال بيوم المرأة يعتبر صفعة موجعة للمرأة المتخلفة والقوانين الدكتاتورية الجاهلة.
قد يتشدق البعض بوجود يوم للفلاحين ويوم العمال، يحتفلوا فيها الرجال، فنقول ان هذه الايام يحتفل فيها الرجال والنساء معا بالنظر لوجود الفلاحات والعاملات ايضا. اما يوم الاب ، فلا يضم الرجل الاعزب او من ليس له اطفال.
اخيرا يا حبذا لو تضامنت منضمات حقوق الانسان العالمية لتخصيص يوم للاحتفال بيوم الرجل، اسوة بغيره. ونحن اذ نصبو الى هكذا عدالة في العالم نقول :
تحية من القلب لكل الخيرات في يوم المرأة العالمي
وتحية من القلب لكل الخيرين في يوم الرجل العالمي