المرأة مابين قلم الكُتاب وفتاوى رجال الدين



صباح محمد أمين
2012 / 3 / 6

المرأة مابين قلم الكُتاب وفتاوى رجال الدين

كثٌرت المقالات وتعددت الأراء وتباينت الطروحات وأختلف رجال الدين بفرضهم نصوص فتاواتهم من خلال المنابر والفضائيات الدينية على ثنائيتهم في الوجود (المرأة) ، لنتكلم في البدء عن المقالات التي تكتب بشأن المرأة وكينونتها والتي أصبحت مادة خصبة لكثير من الكتاب دون التوجيه الحقيقي للأسر التي اليوم أصبحت أفرادها ذكورا وأناثا موضوع قلق للمجتمع نتيجة أنفتاح العالم والدخول اليه بأسرع وقت ومن خلال باب الكتروني سهل التداول فلذا أصبحت الكتابة بشأن المرأة تفقد جاذبيتها ومصداقيتها أزاء الوقائع
هنا أنا لا أقلل من شأن الكتابات حيث لي شخصيا كتابات كثيرة بشأن المرأة لكن نتيجة التغيرات المفاجئة لسلوكية جميع الشعوب نيجة العولمة كما نوهتُ اليها يجب أن نلتف الى ما لا يقال ولا يطرح ، أعني به هو أن تتعامل المرأة مع وجودها الأنساني بأفكارها وكيفية أدائها لحقوقها وممارسة لحرياتها بأن تنظر لهويتها الحقيقية ، حيث أن نهضة المرأة ودخولها في التطور الحضاري تحتاج أن تكون شاعرة بأستقلالها من خلال ممارستها للديمقراطية في كل سبل الحياة وأن يكون لها دور في وضع القرار الناجع في الامور التي تهم الأسرة والوطن ومن غيرهما تصبح مكبلة تحت ضغوط أجتماعية ومعرضة للأستغلال أي كان الجنس ذكرا أم أنثى ، فعلى الأنسان أن يتحرر من ذاته ، فقولي هنا هو رفض المناداة بواقعية ساذجة دون الأخذ والأعتبار للأرادة والعزيمة ،
أن المرأة اليوم أصبحت مادة للأقلام الكُتاب ومن ضمن مفردات الشرائع والفتاوى للمتأسلمين مما جعل الكثير من الحقوق الطبيعية تفقد فاعليتها لأعطائها صبغة دينية مما أدى مقتل حقيقي لحرية المرأة حيث أن الأصراروالتركيز على وجودية المرأة بما لها وما عليها لم يشفي الجرح الذي أصيببت المرأة به ، ولم تهدف الى الحقيقة وزحزحة لمشاكلها من مطرحها ولا معالجة للمسائل البنيوية ، وانما تدفع تلك الكتابات والفتاوى الى ولادة هاجس التخطئة والتأثيم ومنطق التصنيف والأفضلية بين الرجل والمرأة ، فما تُكتب عن المرأة وما تصرح في الندوات هي كتابات ومقالات مختلفة تتعلق بأمور لربما تكون أكثر خاصة في أحيان كثيرة وفردية الواقع دون التفكير لمهام الأنسان الذي ينبغي أن يتصف بأستقلالية الرأئ وحرية القول والفعل
فأنا هنا لا أدعو الى الحرية المطلقة ولست مع تقديسها كما لست مع المقولات والكتابات والمؤتمرا والفتاوى التي تخلط بها الأوراق وتطول بها أمد الحكم لقمع المرأة دون تحكيم عادل لتهافتهم على موضوع يكملوا بها نقصهم الشخصي لفرض الذكورية ، ولا أجعل من الحرية أقنوما يسقط بقية الأقنومات ، لكن بكتابتي هذه أصرح موقفي ومللي من كثرة الكتابات بشأن المرأة وأتخاذها كمادة للكُتاب وضمن فهارس المفتيين لأني أرى أن كثرة الكلام في طياتها خيط الكذب المقطوع والقصير لينسج مصلحة الآخرين فلذا أصبحت المرأة أول الضحايا لتلك الكتابات ، وأتمنى أن تنظر اليها وتكتب بشانها ثنائية لا أحادية تقدس وتكفر
فاليوم على الأنسان وأخص بها المرأة أن لا تنخدع بالمقولات على الحرية ولو كان الأمر يتعلق بتلك المقالات التي أغلبها لا تقرأ والندوات التي تقام التي أغلبها لا تحُضر على أقل تقدير من قبل المضطهدات عينهن لبدتُ أقف موقف الحذر من هذه الكتابة ، فليس كل من يرفع شعاراًأو يشغل منصبا كسيدتنا وزيرة المرأة يصبح وصيا على الحقوق والحريات والمرأة فهذه الوزيرة كما تعلمون أسقطت النصف الآخر من المرأة وحلت لها الكلام لأصابتها بمرض التقمص الذكوري وفرض قوانين دارها على دار الآخرين ، فليس كل من ندب نفسه لدفاع عن المرأة صار موضعا للثقة التامة المطلقة لأن المطلق مآله التبسيط والأحادية والأستبداد ، أذ لا شئ يحدث ِالا هو شأن فردي ونشاط بشري يثبت وجوده فاليوم نحن بحاجة الى حداثة العقل والعلم والتقدم بدلا من أصالة الشرع والتراث والفتاوى والرجعة ، فلنأمن للأانسان طبيعته ودمجه مع الطبيعة ليخلق وليبدع كفانا فرض غاياتنا بالقسر والأستغلال لندع المرأة تعيش كأنسان طبيعي لا كحيوان يقاد ويطعم متى نشاء