مكبعة ورحت أمشي يمة



حاكم كريم عطية
2012 / 3 / 6

مكبعة ورحت أمشي يمة

عام 1979 وأثناء الحملة الهمجية الفاشية على منظمات الحزب الشيوعي العراقي من النظام الدكتاتوري البعثي والتي بدأت قبل هذا التأريخ في مدن ومحافظات الجنوب والتي طالت عدد كبير من الرفيقات والرفاق والأصدقاء في منظمات الحزب الشيوعي العراقي وجميع المنظمات المهنية في ذلك الظرف الصعب طلب الحزب من منظماته في بغداد بتوفير بعض أماكن الأختفاء لرفاق منظمات الجنوب وحتى بغداد نفسها ولما كنا قد أنتقلنا حديثا ألى منطقة الأسكان في بغدادومنظمات حزب البعث والأمن لا تعرف عن تفاصيل بيتنا الجديد ولا عني كساكن جديد فقد شاركنا في هذه المهمة وذلك من خلال وضع بيتنا في خدمة الحزب وأخفاء الرفيقات والرفاق المختفين في بغداد والقادمين من مناطق أخرى وفعلا بلغت بأستلام أحدى الرفيقات ولم أكن أعرف من هي ولكن عملية الأستلام والترحيل قد نظمت وسيكون معها أحد الرفاق لأيصالها معي ألى البيت وفعلا تم ذلك وكان اللقاء عند موقف الباص في بداية جسر الشهداء من جانب الكرخ وذهبت على الموعد وأشارة الترحيل وبعد التحية ألتقيت بأمرأة متلحفة بالعباءة العراقية والشيلة (قيافة جنوبية كاملة) ورجل مفتول الشاربين بنظارة سميكة وقاط أخضر سراوين وأقترحت أن نستأجر سيارة لنقلنا ألى البيت وفعلا تم ذلك ووصلنا منطقة الأسكان ومن حسن حظنا كان التيار الكهربائي مقطوعا ولا توجد انارة في شارعنا وبحركة سريعة دخلنا البيت وأستقبلت هذه الرفيقة والرفيق الذي معها من قبل أخواتي وأخي وجميع من معنا في البيت وهكذا أبتدأ مشوار الأختفاء بعد ان ودعنا الرفيق عائدا ألى مكان أختفائه في مكان ما في بغداد وبقيت الرفيقة في بيتنا لأسابيع عديدة تركت من الذكريات لدى العائلة ما جعلني أخفي خبر أستشهادها لسنوات على الأهل لأنها بصراحة كانت فوق الوصف لخلقها الرفيع وألتزامها وبساطتها ونبلها وكنت قد غادرت بغداد ألى موقع عملي الحقلي في الرمادي مع أخيها الذي عينته كعامل وقتي معنا في الفرقة الجيولوجية وكان ملاحقا أيضا وكنت كلما عدت من الحقل أرى تعلق العائلة بها وحبهم الكبير لها خلال هذه الفترة القصيرة وتعلم أهلي الكثير منها ومن خصالها وخلقها وتواضعها وكان يوما حزيننا يوم بلغنا بضرورة أنتقال الرفيقة من بيتنا وربما سفرها هكذا خيم الحزن يومها في بيتنا وودعت العائلة الرفيقة التي ألتحفت عبائتها وقيافتها الجنوبية مرة أخرى صوب موقع آخر ودروب أخرى وأفترقنا ولكننا ألتقينا مرة أخرى في دمشق عندما كنت أعمل في منطقة القامشلي ثم ألتحقت بقوافل الأنصار الشيوعيين العراقيين وكانت خير من مثل المرأة العراقية جنبا ألى جنب مع رفيقاتها في سوح النضال وقرى ومناطق كردستان وفي مسيرة مع مفرزة أنصارية لموقع آخر في كردستان وعلى الحدود العراقية التركية أستشهدت الرفيقة الجنوبية حزنت لذلك حزننا شديدا وأبقيت هذا الخبر عن العائلة حتى مطلع سنة 2000 وكان وقعه مؤلما ولكن ذكرها ما زال حيا في قلوب محبيها بقي لي أن أبوح لكم من هي هذه الرفيقة الرائعة الخصال أنها ابنة الحزب والنصيرة الشجاعة الرفيقة( أنسام) موناليزا أمين

المجد والخلود لكل شهيدات الحزب والحركة الأنصارية وباقات من الورود ليوم المرأة العالمي والذكرى الستينية لتأسيس رابطة المراة العراقية

حاكم كريم عطية
لندن في 6/3/2012