المرأة بين الاسلام والمواثيق الدولية



كوسلا ابشن
2012 / 3 / 8


يعتبر 8 مارس رمز نضالي للمرأة في معركتها ضد التمييز ومن اجل مساواتها مع الرجل , ويعد الاحتفال بهذا اليوم محطة نقدية للنظريات الرجعية والمفاهيم المغلوطة المنتجة للتفوق الرجولي ودونية المرأة , هذه المفاهيم الرجعية التي اقصت المرأة في جميع الميادين وانتهكت انسانيتها عبر مراحل تاريخية وضمن انظمة اقتصادية-اجتماعية متخلفة , الا انه مع اكتشاف المكننة وتطور الانتاج بتطور التكنولوجية ستغير نمط التفكير السائد وتعيد النظر في المفاهيم الرجعية ازاء المرأة ولو نسبيا ( المجتمعات الغربية ) .
ستشكل الفلسفة الحديثة منعطفا في التفكير النسوي المناهض للمراسيم السلطوية الخاضعة للذهنية السائدة والقاهرة لانسانية المرأة , وفي هذه الحقبة الزمنية من القرن 19 ستبرز حركة نسوية مناضلة ستنخرط في الكفاح الاجتماعي والسياسي مطالبة بالمساواة في الحقوق في المجتمع والدولة , وضمان استقلاليتها الاقتصادية و الاستقلالية عن المعاييرالقيم الرجولية , وكانت انتفاضة 8 مارس 1908 اكبر محطة نضالية للحركة النسوية وسيتوج نضال الحركة , بمساندة القوى الديموقراطية والتقدمية , بالاعتراف الدولي بحقوق المرأة في كثير من المجالات الحياتية .
للبحث عن الخلل الكامن وراء تحسن وضعية المرأة في المجتمعات الغربية العلمانية وبين تدني وضعية المرأة في المجتمعات المتمسلة , ارتأينا الى مقارنة بسيطة بين المرجعية الغربية العلمانية والمرجعية الاسلامية وموقفهما ازاء المرأة .
1. بعض المواثيق والقرارات الدولية ( الغربية ) تخص المرأة .
بعد الحرب العالمية مباشرة يونيو1945 يعلن ميثاق الامم المتحدة عن احترام حقوق الانسان بدون تمييز حسب العرق واللغة والدين ولا تفريق بين المرأة والرجل .
في 1948 صدر الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي حث على احترام حقوق المرأة والاهتمام بالاسرة .
في مارس 1953 بالانسجام مع ميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان يعلن عن المساواة السياسية بين الرجل والمرأة
في سنة1969 اصدرت الامم المتحدة اعلان التقدم والانماء الاجتماعي , يقر بحماية و بمساعدة الاسرة بوصفها اساس المجتمع
في سنة 1974 صدر الاعلان العالمي يحث عن حماية النساء والاطفال في حالة الكوارث الطبيعية والحروب , وبعد عام 1975 تبنى المؤتمر العالمي الاول للمرأة المقيم في المكسيك وثيقة اعلان المكسيك تقر بالمساواة واشراك النساء في التنمية والسلام , وفي سنة 1976 حثت المادة 3 من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الدول ضمان مساواة المرأة والرجل في التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنصوص عليها في هذا العهد . وفي عام 1979 اقرت الجمعية العامة اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة والمعروفة ب ( سيداو ) .
تتمة للمؤتمرالعالمي الثاني للمرأة في كوبنهاكن والثالث في نيروبي , اقر المؤتمر الرابع في بكين سنة 1995 وثيقة اعلان بكين والتي تقر ان حقوق المرأة هي من حقوق الانسان .
باعتماد الدول الغربية للسياسة النسوية وتنفيذ المواثيق والقرارات الدولية تحسنت وضعية المرأة في المجتمعات الغربية .
2. كيف اكرم الاسلام المرأة .
المرجعية الاسلامية نتاج لواقع مجتمع الاعراب في القرن 7م وتعاملت هذه المرجعية مع المرأة من خلال نظرة هذا المجتمع الى المرأة ومكانتها ووظيفتها داخل النسيج الاجتماعي للنظام البطريركي , لقد حاول الاسلام تغيير بعض الاعراف والمفاهيم في اطار ضيق من دون خلق هوة بين البنى الفكرية السائدة والفكر الديني الجديد بل حاول الى جعل شئ من التطابق والانسجام بين الطرفين , صحيح ان الاسلام الغى ملكية (الممارسة الجنسية ) رجال القبيلة للنساء , لكنه اباح ملكية الرجل الواحد لاربع نساء وما يملك من الايماء , ّ مثنى وثلاث ورباعي وما ملكت ايمانكم ّ
بعض الايات والاحاديث في تكريم المرأة حسب المفهوم الاسلامي الذي يرى فيها الا تابع للرجل مادامت حوى خلقت من ضلع أدم .
يقول القرأن ّ الرجال قوامون على النساء ّ ويضيف النبي ّ لم يفلح قوم ولو امرهم امرأة ّ رواه البخاري , المرأة حسب الاسلام لا تصلح للولاية ( السلطة )
يقول القرأن ّ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ّ الاية 33 , وقال النبي ّ ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما ّ وفي حديث اخر قال ّ ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء ّ
الاسلام يمنع النساء من الخروج من بيوتهم ويمنعهم من العمل لخوفه من الاختلاط بالرجال ومن الفتنة , والمرأة في الاسلام اصل الفتن يقول الرسول ّ الدنيا خضرة حلوة , وان الله مستخلفكم فيها لينظركيف تعملون فأتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ّ رواه مسلم .
يقول القرأن ّ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ّ التوبة اية 71 .
المرأة تتساوى مع الرجل في الاجر الاخروي وتختفي في المسائل الدنيوية فمثلا في الميراث للمرأة نصف نصيب الرجل .
جعل الاسلام المرأة في الرتب الدونية والحيوانية ويجوز معاقبتها بالضرب وحسب قول الرسول الصلاة تبطل اذا مر امامك كلب او امرأة فالمرأة في الاسلام في مكانة الكلب وتضرب ان رفضت امر زوجها وبصك الاهي , يقول القرأن ّ واللاتي تخافون نشوزهن فعظهون واهجروهن في المضاجع واضربوهن ّ ويقول الرسول ّ لا يجلد احدكم امرأته جلد العبد , ثم يجامعها في اخر اليوم ّ , يجاز جلدها ويمنع مضاجعتها في نفس اليوم .
لاتجوز شهادة امرأة لانها ناقصة العقل والايمان , يقول القرأن ّ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ّ البقرة , اية 282
يقول القرأن ّ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ّ البقرة , اية 282
اهان الاسلام المرأة في انسانيتها واستعبدها اجتماعية ولم يرى فيها الا امة و اداة اشباع شهوات الجنسية للرجل وفي المقام الاول الرسول العربي . يقول الرسول العربي ّ لو كنت امر احد ان يسجد لغير الله , لامرت المرأة ان تسجد لزوجها , والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها , ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ّ السلسلة الصحيحة 1203 .
حسب الشريعة الاسلامية فرب الاسرة هو الرجل والمرأة خاضعة له ولرغباته الجنسية ولا يجوز امتناعها عن الرجل وحسب اقوال الرسول العربي

(اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما : عبد آبق من مواليه حتى يرجع ، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع ) صحيح الجامع 136

( إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى ترجع ) البخاري 5194 )

ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده ) صحيح الجامع 5437 )

عن عبد الرحمن بن عوف قال قال النبي : "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" ورواه أيضاً البخاري ومسلم

قال الرسول "ثلاثة لا تمسهم النار:الزوجة المطيعة لزوجها والولد البار بوالديه والعبد القاضي حق الله وحق مولاه ّ.

عن أبي هريرة أن النبي قال:"لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد الا باذنه. ولا تأذن في بيته الا باذنه.

من خلال هذه المقارنة البسيطة يتضح التناقض المرجعيات الاسلامية الرجعية من جهة والوضعية العلمانية من جهة ثانية . مرجعية استعبدتهاواحتقرت انسانيتها وجعلتها اداة الاشباع الجنسي ومرجعية مضادة للاولى اكرمتها بحقوقها ( النسبية ) وجعلت منها انسانة مثلها مثل الرجل .


كوسلا ابشن