أي موقع للمرأة في النظام الرأسمالي ؟



ياسين بن شيخة
2012 / 3 / 8

نحتفل هذا العام باليوم الدولي للمرأة في فترة أزمة رأسمالية عالمية عميقة ذات أوجه متعددة على المستوى المالي و الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والسياسي. هذه الأزمة الرأسمالية المتفاقمة تتزامن مع محاولة البرجوازية الحد من خسائرها عن طريق تحميل كاهل الطبقة العاملة والطبقات الشعبية العبء الأكبر.

تبلغ اليوم البطالة في وسط الإناث أكثر من 81 مليون امرأة. تعمل المرأة أكثر فأكثر في ظل ظروف عمل "مرنة" و وظائف بدوام جزئي وعمل المناولة. و اليوم، تشكل النساء الغالبية العظمى من السكان الفقراء والأميين و لا تستطيع الملايين منهن التمتع بالتعليم والرعاية الصحية والغذاء والمياه النظيفة والاحتياجات الأساسية الأخرى. كما تفتقر أيضا الملايين من النساء إلى حماية الأمومة و تموت الآلاف منهن في فترة الحمل جراء نقص الرعاية الطبية، و تضطر الملايين منهن الى الهجرة. يعد بالملايين منهن ضحايا العنف والاعتداء والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي خاصة خلال الصراعات المسلحة والتدخلات العسكرية. كما تسلط أيضا ضغوط إضافية على المرأة نتيجة الآثار المترتبة عن خصخصة الخدمات الاجتماعية العامة. و كل هذا له تأثير على نوعية رعاية الأطفال و كذلك رعاية المسنين.

تضطلع النقابات اليوم بمسؤولية ودور أساسي في تطوير الجهود المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين في أماكن العمل، داخل النقابات في حد ذاتها، في موطنها و كذلك على الصعيد العالمي، و ليس السعي للهضم المتساوي لحقوقها و حرياتها، من أجل للاستجابة الكاملة للحاجيات المعاصرة للرجل والمرأة من الطبقة العاملة والطبقات الشعبية. و لعل تشريكها في مواقع القرار داخل الهيئات الادارية و هيئات أخذ القرار هي خطوة ايجابية في هذا الاتجاه.

لقد بات من واجب جميع النقابات مهما كانت اهتماماتها و على مختلف توجهاتها أن تناضل من أجل عمل مستقر للمرأة مع رواتب لائقة واتخاذ تدابير وقائية من أجل حماية العاطلات عن العمل منهن و من أجل الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية للجميع وإجازة الأمومة والأبوة للأمهات و الآباء مع الابقاء على حقوقهم كاملة. كما أن من مسؤولية المنظمات العمالية أيضا النضال من أجل أن تتمتع المرأة بنظام تعليم و رعاية صحية مجانا و كذلك من أجل دور حضانة عامة و مجانية ومراكز الترفيه الخلاق ومخيمات صيفية للأطفال.

نضالات يجب أن لا تنتهي الا بالقضاء على الظروف التي تسمح بتعميق الفقر وعدم المساواة واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان في ظل النظام الرأسمالي. نضال يجب أن تكون فيه النساء العاملات أنفسهن في الخطوط الأمامية.