سهير الأتاسي أعادت للمرأة السورية اعتبارها منذ بدايات الثورة السورية



ربحان رمضان
2012 / 3 / 8

تصادف تأريخ مناسبتين بوقت واحد كان سببا في غبن المرأة السورية ، ولكم وددت أن أحتفل مع المرأة في يوم تكريمها العالمي المصادف للثامن من آذار لإلا أن مصادفته مع يوم انقلاب البعث المشؤوم حال دون ذلك الحب والاحترام اللامتناهيان للمرأة في قرارة نفسي .
في حين أن رفيقاتي وأخواتي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي لم يتوانين ولا لمرة واحدة عن الدعوة لهذا التكريم الذي كانت تدير فعالياته إحدى الرفيقات النشيطات في حي الأكراد الدمشقي ، حي الحاجة أم ليلى ن وأم عوض فرحة ، ، اللتان كانتا تقود المظاهرات في أيام الديمقراطية ، وخلال أيام عبد الناصر في تلك الفترة التي كانت تعج المعتقلات بأبناء حارتنا (حي الأكراد) بدمشق الذي سمي عنوة وقهرا باسم حي ركن الدين .
وحتى في أيام حافظ أسد المستبد استطاعت رفيقاتنا تأمين بيت كبير يتسع لعشرات النساء ، واستضافت المناضلة مريم نجمة زوجة الأستاذ المناضل جريس الهامس " وكان حينها في سجن المزة معتقلا " ، حضرت الندوة وألقت كلمة حزبها الشيوعي العربي (الماركسي – اللينيني ) مؤيدة حقوق المرأة الكردية بحماس منقطع النظير قاطعتها أصوات أكف النساء بالتصفيق الحار .
لكن فيما بعد ، لم تعد هناك فرصة للتجمع ، فقد تعاظمت الرقابة باتجاه رفيقاتنا الحزبيات ، وهددن عدة مرات باعتقالهن ، وبالاساءة إليهن شخصيا .. كما أسئ إلى الصبية طل الملوحي ظلما ً وعدوانا ً .
في الثالث والرابع والخامس من شباط من العام المنصرم قامت امرأة بقيادة الثورة وإشعال فتيلها في العاصمة دمشق .. فلاحقتها أجهزة الأمن السيئة الصيت وحاولت الآساءة إلى سمعتها ، أوقفتها مججموعة من أشباه الرجال في باب توما وأشبعوها شتما ، ثم قيدوها وأخذوها إلى الفرع التابعين له ليهددوها كي لاتقول كلمة حق بوجه حاكم جائر ومسمسنى بمقهى السياسيين أصحاب الحق والفضيلة .
ثم تم اعتقالها لعدة مرات سيما في السادس عشر من آذار بعد ان أشادت بالثورة الشعبية ضد الاستبداد .
وجرى مصادرة بطاقتها الشخصية وتهديدها بالسجن سنتين ونصف السنة من قبل أجهزة مخابرات النظام القمعية ، ووقفت وقفة عز وإباء عندما ،رفضت الناشطة الحقوقية بعد ذلك طلب استدعاء للمرة الرابعة إلى أمن الدولة وطالبتهم بإعادة بطاقة هويتها أو اعتقالها إن أرادوا إحضارها قسرا
هذه المناضلة الأديبة ابنة المناضل جمال الأتاسي الذي عارض نظام الأسد وآل الأسد حتى وفاته آمنت بالحوار وناضلت من أجل سورية ديمقراطية شعبية مفقودة في بلادنا سورية العزيزة ، تحترم المواطن وتكرمه فكانت فكانت كالمشعل الذي أعاد للمرأة دورها الريادي في النضال .. وأعادت للمرأة اعتبار ها لأنها كانت بدّاءة في الثورة ، وسباقة إليها .
ليتني أوفي هذه البطلة حقها في التكريم ، وليتني أوفي حقوق المناضلات السوريات خلال كل عهد الاستبداد بالتكريم .
اسمحوا لي أن أحييهن جميعهن .. وأهديهن وردا وياسمين ..
واسمحوا لي أن أدعوكم للوقوف دقيقة صمت على أرواح نساء بابا عمرو ، وادلب ، وحوران ، الاتي قضين نحبهن برصاص أجهزة قمع النظام ، وحماة النظام .
إنه وقت النضال الذي تقوده نساء إلى جانب رجال ثورتنا المجيدة ..
تحية لنساء الوطن .. وتحية إليك يا سيدة عصر الثورة .
بورك المرأة التي ولدتك ...