المراة الاهوازية في ثامن مارس ...من الذكری الي الذاكرة



إلهام لطيفي
2012 / 3 / 8

في الثامن من اذار اليوم العالمي للمراة تتعالي اصوات المنادين بحرية المراة و مساواتها بكل اطيافهم من موسسات و افراد و وجوه بارزة في نضال الانساني ليجددوا عهدهم مع ممن نهضن قبل اكثر من مئة عام في بقعة من بقاع العالم ضد القهر و الحرمان .وبهذه المناسبة المباركة يطيب لنا ان نضم صوتنا الي تلك الاصوات المنادية باعادة كرامة الانسان و بالتحديد كرامة المراة و حريتها .فان هذا اليوم هو في الواقع من اهم المحطات التاريخية للمراة الاهوازية لمراجعة حساب نضالها الثقافي و الفكري بمعني اين كانت من هذا الحركة واين وصلت او بالاحري ما هو وضع المراة الاهوازية في الوقت الراهن و أين تريد ان تصل في الاحتفال بهذه الذكري العالمية في النهاية؟


لاشك ان المراة الاهوازية بكلما تتميز من خصوصيات ثقافية و قانونية لها مشاكلها و معوقتها الخاصة بها من اضطهاد جنسي و قانوني و اجتماعي و انما حالها اسوء بكثير من النساءالاخريات في العالم و ذلك بسبب الكثير من الابهامات القانونية و التناقضات الثقافية في المجتمع الاهوازي و انما الحديث عن معاناة المراة في الاهواز قد يطول في هذا المقام اذ يتطلب منا الكتابة بصورة مطولة. ولكن ما نريد تناوله في هذه المادة و في هذا اليوم كما اشرت مسبقا هومراجعة ما عملناه من عمل ثقافي و فكري و عدم الاختصار بالحديث عن هذه الذكري و كيفية نشاتهاو الانتقال الي ذاكرة المراة الاهوازية التاريخية في النضال النسوي و الفكري مع ممن تتشابه معهن في الخصوصيات الثقافية و القانونية و العالمية؟


و في البداية يجب القول انشطة المراة الاهوازية بكل ما تضم من جوانب فكرية و ثقافية و ايديولوجية كانت و ما زالت تتمثل في كتابات و منشورات هنا و هناك في الوضع الاجتماعي للمراة السائد في مجتمعناو يجب القول ان هذه الحركة تستمد افاقها من شتي حركات الغربية والعربية و الايرانية بحيث تشترك المراة الاهوازية مع العربيات في الخصوصيات الثقافية و قانونيا مع الايرانيات كما انها تتلاقي مع الغربيات ايضا في النقطة العالمية وبا عتبارهن رائدات الحركة النسوية العالمية لكن في نفس الوقت توجدهناك مفارقات مابين كيفية انبثاق هذه الحركة نستحضرها بصورة وجيزة




في بلاد العرب
ان للحركة النسوية في البلاد العربية بداية فكرية معروفه للمهتمين بهذا الشأن و ذلك من خلال الأطروحات التي قدمها قاسم أمين الكثير من اعماله الثقافية و من ثم مسرحية هدى شعراوي في استقبال سعد زغلول سنة 1920 م عندما نزع بيده الحجاب عن وجهها وسط تصفيق الحاضرات، ثم تأسس الاتحاد النسائي المصري في أبريل 1924م بعد عودة مؤسِّسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما عام 1922م.. ونادى بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي المحامي وقاسم أمين بعد ذلك تصاعدت حركة النشر في مجال قضية المرأة فصدرت 25 مجلة وصحيفة تملكها وتحررها النساء في كل من القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد، كما كانت هناك جمعيات نسائية متعددة، كجمعية الترقية النسائية في مصر، وجمعية يقظة الفتاة العربية في بيروت، وجمعية نهضة الفتاة في طرابلس و ...، إلا أن الحركة الفعلية للنسوية نستطيع أن نؤرخ لها بتلك المظاهرة التي قادتها صفية زغلول في وسط القاهرة وقامت هي ومن معها من النساء برفع الحجاب وإلقائه تحت أقدامهن . كما عقدت مؤتمرات نسائية لبحث القضايا الوطنية والقومية وقضية المرأة، ففي عام 1922 عقد أول مؤتمر نسائي في بيروت بدعوة من الاتحاد النسائي اللبناني، وعقد المؤتمر النسائي العام في لبنان وسوريا عام 1928. وفي عام 1938 عقد المؤتمر النسائي العربي الأول، وتم عقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية. وقد رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتى أن زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتمر وتعتبر هذه الاحداث من البدايات في الحركة النسوية.


 
في بلاد الغرب

إن الحركة النسوية الغربية مرت بعدة مراحل تاريخية، حيث بدأت بداية بسيطة كحركة احتجاجية على الظلم الاقتصادي الذي تعيشه النساء العاملات في الغرب، ومن ثم توسعت لنيل الحقوق السياسية خاصة الحق في الاقتراع وذلك لتعزيز الحقوق الاقتصادية، انتهاء بالمطالبة بالمساواة المطلقة بلا أي ضوابط، تلك التي تنتهي بإلغاء الذكورة والأنوثة حتى تتحقق تلك المساواة بإعلان الجندر (النوع الإنساني الجديد الذي لا يعترف بالذكورة والأنوثة قامت النساء في الغرب بتأسيس منظمات خاصة بهن الواحدة تلو الأخرى وانتقلت قائمة المطالب من الاقتصادية المتمثلة في أجور مساوية للرجل وظروف عمل أكثر عدالة إلى مطالب أخرى سياسية وحياتية، فحصلت المرأة في بلدان كثيرة على بعض الحقوق في المجالات المختلفة كالتعليم والعمل والكثير من المجالات كحق التنظيم والنشر
وفي عام 1888 تأسست جمعية نساء الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما بعد تأسست جمعية نساء العالم بمبادرة من نساء أمريكا،وفي عام 1904 تأسس الإتحاد النسائي العالمي من أجل النضال في سبيل المساواة السياسية وكذلك تأسس الاتحاد النسائي البريطاني وفي عام 1888 تأسست جمعية نساء الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما بعد تأسست جمعية نساء العالم بمبادرة من نساء أمريكا، وفي عام 1904 تأسس الإتحاد النسائي العالمي من أجل النضال في سبيل المساواة السياسية وكذلك تأسس الاتحاد النسائي البريطاني و ما إلي ذلك...


في ايران
  و يرجع تاريخ الحركة النسوية بصورة فعالة و نشطة في ايران الي عهد المشروطه بحيث تشكلت جمعية نسائية و بصورة سرية للمشاركة السياسية في الاحداث في ذلك العهد و استمرت الحركات النسائية بتاسيس تجمعات و تشكلات سياسية حتي انها بدأت التحرك نحو الحركات الحقوقية و المطالبة بمساورات المراة حتي مابعد الحرب العالمية الثانية بحيث انها اصطبغت بالصبغة النضالية للحقوق المراة اي الاتسام بالفيمنية تماما و ما حصل هذه الحركة كان تاسيس جمعيات تحت عنوان جمعيت حرية النسوان و مدارس للبنات و ذلك بجهد الطبقة الواعية و النخبة من النساء الايرانيات و من هنا يجب القول ان نشاءة الحركة النسوية في ايران هي في الاساس نشاءة سياسية

المراة الاهوازية ( العربية في ايران )
 
و ان تكن للمراة الاهوازية نشاطات مقارنة مع الايرانية لكن يختصر هذا النشاط الي النشاطات في داخل المجتمع القبلي الاهوازي و خاصيته السياسية في قدم الزمن لكن يعتبر عهد الاصلاحات بالتحديد البوابة الرئيسية للمراة الاهوازية التي ظهرت حضورها الفکري من خلالها و سجلت ما تنتجه فکري حيث ترجع بدايات التعبير الننسوي في الاهوازالي صعود المراة الاهوازية المنصه والقا ؤوها اشعار وقصايد تتناول الوضع الثقافي والمراة کان انطلاقه قوية لحرکة نسوية فکرية تجلت في الادب والفن والتي کانت لا تخلي من التاثر والتاثير القوي في المجتمع بر هذه الخطوة کخطوةاولية لدخول المراة الفکري وابدا رايها ومشارکتها الفکرية الحيه في المجتمع واستمرت هذه الحرکة حتي تکوين کتله نسائية وان کانت متفرقة من حيث المکان تناقش افکار واراء تهتم لا بالوضع النسوي فقط بل بالوضع الاجتماعي ککل.
ان کانت هذه الاراء والافکارتقلق المجتمع الاهوازي بسبب الافراط وتبني افکار مستوردة لا تتماشي مع ظروفه الثقافية ولا الاجتماعية کما في بعض الاحيان اتخاذ المراة مواقف ناتجه عن ردود فعل سريعة عن بعض الظروف والظواهر الاجتماعية اولمجرد تسجيل حضور شکلي من اجل حضور وليس من اجل التاثيرفي المجتمع ولکن سرعان ما اتجهت هذه الحرکة اتجاه سليم منبعث عن تعاطي فکري علمي تقوم اسسه عن دراسه الوضع الراهن الدقيقة والنظر في الاسباب النظره الدونيةعن المراة الاهوازية لکي لا تنفصم هذه الحركة عن الواقع العربي، وتدور دور عبثي في فضاءات لا تمت بالواقع الاهوازي بأدنى الصلات. ان الحرکة النسوية الاهوازية بدات نشاطها بتناولها قضايا ثقافية واجتماعية عبر نقاشات فکرية وتاملات علمية تتضمن کتابات وبصمات نسائية کما اشرت اليها سلفا ؛ وبدات بالتعاطي الفکري والتواصل الثقافي يخص شان المراة وشان المجتمع الاهوازي المتميز في معاناتها ومشاکله .وبالرغم من تواضع الحرکة النسوية الاهوازية بالنسبه الحرکة النسوية علي مستوي العالم و لکن يمکن القول ان هذه الحرکة لم تبدا من الصفر.. وانما حاولت الاعتبار من تجارب النساء في العالم .


و بعد هذه النظرة الوجيزة الي تاريخ حركات النساءالثقافية يتضح لنا ان الحركة النسوية الغربية انبثقت من اتعس طبقات المجتمع و كانت الطابع الاقتصادي هو صبغتها الاساسية. نشأت الحركة النسوية في الغرب من قاع المجتمع أي من النساء العاملات المطحونات اللاتي يطالبن بحقوقهن العادلة، بينما تزعمت الحركة النسوية في بلاد العرب من سيدات المجتمع الراقي كهدى شعراوي والأميرة نازلي فاضل ومن ثم كانت حركة نخبوية من أعلى السلم الاجتماعي كما ان الحركة النسوية الايرانية ايضا هي حركة نخبوية و سياسية . فان الحركة النسوية الاهوازية باعتبارها تستمد قدرتها القانونية و الثقافية من المراة العربية و الايرانية و باعتبارها حركة منبثقة من اوساط النخبة اذن قد تكون حركة ثرية جدا بقدراتها الذاتية اذن من المامول ان لا تكون مجرد ردود فعل علي الوضع الراهن و السائد في الاهواز بل تكون منبثقة من روية علمية و عقلانية من الامور.كما يجب القول ان الذاكرة المراة الاهوازية التاريخية للنضال النسوي هي عبارة عن تاريخ مشرف لان من سطر احرف هذه التاريخ هي الطبقة الواعية و النخبة في المجتمع وبذلك نري قدرات المراة الاهوازية الذاتية للتحرك و النشاط كما التاثير علي المجتمع و اصلاحه هي قدرة ذاتية ثرية جدا و بالرغم ما الكثيرون يتهمون العرب في ايران بانهم ناس متخلفين و لا يستطيعون التغيير والاصلاح فها قد نري ان المشكلة ليست في عروبتنا وما علينا الا ان نزيل الغبار عن ذاكرة نضال المراة العربية و نعتز بقدراتنا و فعلا صدقت هذا الكلام سيدة السلام توكل كرمان في هذا العام عندما اثبتت ان المجتمعات المتخلفة و الراسخة في القبيلة ايضا تستطيع ان ترفع المراة الي اعلي منصات العىالة والسلام ...فها قد ان الاوان ان نخرج من الاحتفال بثامن مارس كمجرد ذكري ليوم المراة العالمي و نتصل بالذاكرة التاريخية والنضالية والمطالبة بالاصلاح و التغيير و تحسين وضع المراة والتي تخص المراة العربية الاهوازية بما يميزها من ثقافه و تاريخ...

فعاش الثامن من مارس اليوم العالمي للمراة
و عاشت المراة الاهوازية