في ِيوم المرأة العالمي.. وضع النساء ما زال يزداد صعوبة



أسماء صباح
2012 / 3 / 9

بعد انتخابات الثورة العربية، تراجعت حصة المرأة في تونس مقعدين، وفي البرلمان المصري لم تعدى حصتها 2% فما الذي يحدث مع المرأة العربية وأين ستجد نفسها مستقبلاً؟ اسئلة لا بد لها من الاجابة.

أتى يوم المرأة لعالمي هذا العام أيضا على وقع انتفاضات وثورات عربية لازالت مستمرة في بعض الدول العربية وتتأهب للانطلاق في دول اخرى، وانتهت بانتخابات هدئتها في بعض البلاد.

فقد حضرت المرأة في كل مشاهد الثورة ابتداءاً من تونس معرجة على مصر الى اليمن ثم ليبيا والبحرين وصولاً الى سوريا، كانت متظاهرةً عنيدة في وجه السلطات الذكورية (السياسية الثقافية)، وعملت على تغيير وجه النضال من ذكوري بحت الى ثورة هادئة ناعمة اسقطت دكتاتورات باصرارها.

عانت كالرجل، بل أكثر منه، لانها تحدت قيماً كانت ترى فيها خادمة لا صوت لها ولا صورة، فهي لا تسمع لا ترى لا تتكلم، وانتقلت من بيتها وجامعتها ومدرستها وعملها الى حيث الفضاء العام، لتقول رايها بحرية، بل تفرضه، كما فعلت توكل كرمان تلك الشابة التي قادت رجال اليمن ونساءها نحو فجر الحرية، ولتنال بعد ذلك جائزة نوبل للسلام.

هذه القفزة المعنوية للمرأة العربية تحسب لها وتسجل في تاريخها النضالي، ليس لكونها امرأة فقط، فالنصر كان مجموعة متشابكة من الانتصارات، في البدء لانها عربية، ولأنها مسلمة ولأنها محجبة ولأنها خرجت تتظاهر بالرغم من التابوهات التي يفرضها المجتمع اليمني على المرأة، فكم من مرة تم تشويه صورتها وتكفيرها وتهديدها لانها تتظاهر مع الرجال، من أجل النيل من ارداتها وكسرها "بالتابو"الكفيل بكسر رقبة أي امرأة تحاول التغريد خارج السرب والسباحة عكس التيار في مجتمع يخاف على نفسه من نساءه، وكذب من قال بأنهم "يخافون عليهن".

بعد الثورات...إقصاء وتهميش

بعد كل ما فعلت المرأة من اجل الثورة، تم اقصاءها، فغابت عن المشاركة الفعلية، وقضت الانتخابات التي تلت الثورات على امال النساء في الحصول على حركة برلمانية فعالة، فحصلت المرأة في مصر على 11 مقعداً في البرلمان تسع منهن جئن على قوائم الاحزاب الدينية "الحرية والعدالة والنور" واثنتان عينهما المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

المرأة التي تشكل نصف المجتمع مثلت فقط ب 2% تحت قبة البرلمان، حيث مصدر التشريعات التي تخصها وتخص اسرتها والمجتمع، بسبب عدم اهتمام الاحزاب السياسية في المرأة وترشيح القليل من كوادرها كمرشحات على قوائمهم في الانتخابات ووضعهن على ذيل القائمة، وعلى الرغم من الامال التي علقتها النساء على الربيع العربي الا ان المرأة العربية مثلت بما لا يزيد عن 10،7% .

هذا ولا زالت الدول العربية في ذيل الدول التي اعطت للمرأة حقها في ممارسة السياسة والحق في الترشح والانتخاب بسبب الاعراف والعادات والموروثات والفهم الخاطيء لنصوص الشريعة الاسلامية والتي لا شك في انها تساوي بين المواطنين "رجال ونساء" في الحقوق والواجبات لانهم خلقوا من نفس الطبيعة، لكن المجتمع الذكوري هو الذي يصر على ابعاد المرأة وتهميشها وابقاءها تابعة لهن لذلك لا بد لنا من ثورة اجتماعية اخلاقية تعيد الموازين الى نصابها عل المرأة تتنفس بعض الحرية.