لماذا يكره الله المرأة ..!!


فاتن واصل
2012 / 3 / 14


الأسبوع الماضى طالعتنا الصحف بخبر من أعجب ما يكون ، فقد نُشر أن حزب من الأحزاب التونسية الاسلامية الجديدة .. طالب بسن قانون يبيح إقتناء الجوارى طبقا للشريعة الاسلامية ، بحيث لا يعتبر أمراً مجرّماً أو عملا منافيا للقانون ..!!
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today%5C07z498.htm&arc=data%5C2012%5C03%5C03-07%5C07z498.htm
فكرت مليا فى حال إمرأة تونسية مضى على عقد زواجها خمسة عشر عاما أو أكثر أى انها تزوجت فى العهد الذهبى للمرأة التونسية ( عهد بورقيبة الذى منع تعدد الزوجات بل وسنّ قانونا يجرمه ، ومنح المرأة حق تطليق زوجها) تخيلتها وهى تتلقى خبر السماح لزوجها الذى عاشرته لسنين وذاقت معه الحلو والمر على مدى زمن زواجهما ، باقتناء جارية أو عدة جوارى وملك يمين دون أن يكون لها حق الاعتراض أو الرفض فهذا ما حلله الله .
لا أعرف لماذا قفزت بنودعقود مشروعات الانشاءات الهندسية الى ذهني ومدى امكان تطبيقها علي عقود الزواج !! من الجائز لأنه مجال عملى .. أو ربما لأنى طوال حياتى أرى الزواج على أساس أنه مؤسسة بين طرفين يضع كل منهما كافة إمكانياته فيها ويكرس حياته لتطويرها ودعم شريكه بالمال والوقت والاهتمام والرعاية والاخلاص فيساعده ويعمل على تقدمه وكل نجاح يصبح بذلك لصالح المؤسسة ، خاصة لو رزقا بأطفال فعليهما مضاعفة الجهد وبذل المزيد من التضحيات للحصول على أفضل النتائج لتحسين حياتيهما معا .. أى هو نفسه الذى يحدث فى العقود التجارية أو عقود تأسيس الشركات ، الفارق بين عقود الزواج و عقود التجارة هو أن الأخيرة يقوم أطرافها بوضع ضمانات ونصوص وبنود فى العقد لمجابهة ما يسمى بالقوة القاهرة (تعريف : Force majeur تسمى أيضا بالحادث الجبري أو المفاجيء تعبر عن مفهوم غير شخصي لأنه حدث لا يتصل بتصرف شخص ما أو مجموعة أشخاص (3) . ويتخذ الحادث هذه الصفة وهذا التكييف عندما يكون غير متوقعا ، لا يمكن مقاومته وسببه أجنبي ، بمعنى انه لا دخل لإرادة طرفي العقد فيه ، فهو يستبعد فكرة الخطأ في تنفيذ الالتزامات . وقد حاول الفقه أن يقدم له تعريفا عاما و اعتبره ذلك الحادث الذي لا يمكن تجاوزه مطلقا ، غير متوقع ، وغير منظور ، ينتج عن قوة أجنبية كالعاصفة والانهيار والهزة الأرضية وكذلك الحرب وأحيانا قرار السلطة ) وتأمين أنفسهم فى مواجهة الحوادث الغير متوقعة والتى من شأنها الحيلولة دون إكتمال الأعمال ، بالاضافة الى تغيير القوانين والتى تعد كارثة الكوارث فى حد ذاتها وغالبا ما يكون لها تأثير على شروط العقد سلبا أو إيجابا وربما على طرف من الأطراف أو الاثنين معا . هناك أيضا ما يسمى بحسابات المخاطرة Risk management وهو مفهوم استُحّدِث منذ حوالى عشر سنوات أو خمسة عشر سنة ويَُنــَصّ عليه حديثا فى العقود ، وللمخاطرة عدة تعريفات منها (( انها أى موقف يمكن ان يقلل العائد أو الفائدة مقارنة بالهدف المخطط لتحقيقه والمرجو الوصول اليه أو يمنع من تعظيم فائدة وقيمة هذا العائد )) . فى نصوص العقود الحديثة يتفق الطرفان على بند يحافظ على توازن العقد وحقوق الطرفين دون إجحاف .
كانت هذه مقدمة لابد منها كى أستطيع أن أقارن بين العقدين عقد الزواج وعقد المقاولات ، ورغم غرابة المقارنة الا انه بنظرة أكثر تجردا لعقود الزواج ـ لو اتفقنا أنها عقد يضم طرفين لتحقيق مصلحة واحدة ـ سنجد ان طرفا منه دائم الخسارة بينما الطرف الاخر يستمتع بما يمنحه اياه العقد بالرغم من ان مفهوم الزواج فى الأديان الابراهيمية الثلاث هو.. مودة ورحمة ..أزواجا تسكنوا اليها .. رباط مقدس .. وما يجمعه الله لا يفرقه بشر ..معان كبيرة سامية وراقية ،لكن في واقع الامرهي عقود اذعان مجحفة للزوجة بكل تأكيد.
مددت الخط على استقامته وتخيلت انه تمت الموافقة على سن هذا القانون فعلا ، وفكرت فى حال سيدة محترمة عليها أن تشرح لأبناءها ان هناك من ستأتى لتشاركها حياتها وياليتها زوجة ثانية ، بل جارية ..!! والغرض .. هو ممارسة الجنس مع أبيهم والتسرية عنه لإعادة التوازن للبيت والأسرة وللمجتمع الذى اختل توازنه بقوانين الاحوال الشخصية الوضعية ( الفاسدة). على الأبناء ان يتعاملوا مع هذا الأمر على انه أمر طبيعى ولا يعتبر عارا أو جرما أو فاحشة .. ومن ثم فهذه هى الأخلاق التى يجب أن يتربّى أبناءها عليها وأن تعدهم ليعيشوا بهذه القيم ويعلموها لأبنائهم ، وفى نفس الوقت عليهن ان يحفظن فروجهن فى حين يشاهدن الاب يقوم باستغلال إمرأة اشتراها لهذا الغرض وفى منزل الزوجية ولا يجرمه قانون أو يدينه مجتمع أو يُعتبر ناشرا للرذيلة أو الفجور ، وعليه ان يبقى هو القدوة فى حياة ألابناء ويحظى بالاحترام.
هذه الجارية تتقاضى أجرها عن عملها فى ممارسة الزنى طبقا للشريعة الاسلامية فى منزل من استخدموها وبمعرفة أبناءهم وجيرانهم ، ويعترف المجتمع بعبوديتها وبطبيعة عملها.. وقد يقترضها العم أو يرثها الابن أو ابن الأخ فى حالة الأب الذى أنجب بناتا ، لأنها أحد ممتلكات الأب فيقوم الوريث أيا من كان بنفس الفعل ويمكنه أن يتبادلها مع أخيه أو يهديها لأصدقاءه ولا يحق لها الاعتراض فهذا حلال فى حلال بعد أن جردت من انسانيتها .. وبغض النظر عن العودة للرق والعبودية فالاسلام لم يحرمها .
و هكذا فبالعودة لعقد الزواج القديم أجدنى أتساءل أين بنود حسابات المخاطرة هنا والتى تحمى الزوجة من كارثة تغيير القوانين !! أيجب على الزوجات أن يشترطن بنود تحميهن مما سيترتب على تطبيق قانون الجوارى من آثار سلبية على حياتهن وحياة أبنائهن ؟ وكيف يجدن فى هذا القانون ثغرة ( بلغة المحامين ) لكى لا يعتبرن ناشذات ومضادات لتطبيق الشريعة ؟ ألا يجب أن تجد بديلا ما لكى تستطيع استكمال الحياة مع هذا الزوج أو الحفاظ على توازن هذه الزيجة ..!! أين عهود الزواج وكيف يختزل الى مجرد علاقة جنسية حين يملها الرجل يتخذ جارية ليحل مشكلته على حساب الآخرين .وكم مشكلة خلقها الرجل للمجتمع كى يحل مشكلته تلك..!!
إذن فلتذهب مؤسسة الزواج الى الجحيم ، اى إذلال هذا !! هل يكره الله المرأة ..!! وما الذنب الذى اقترفته لتعانى هذا الخزى ، وتقبل بالعيش فى ظل علاقة تخسر فيها كل ما بذلت من عمر وجهد وتضحيات..بل وتخسر نفسها ، اى إخلال بقيم المجتمع وموازينه التى يريد شخص مأفون لا يفكر سوى فى أعضاءه التناسلية ان يعكر بها حياة مجتمعا فى القرن الحادى والعشرين ؟ ألم يفكر هذا الجاهل فيما لو تم سبي أمه او أخته أو ابنته أو حتى زوجته (التى يريد أن يجلب لها جارية فى بيتها ) ، وتحويلهن الى جوارى يمتلكهن من هو أقوى وأغنى منه .. ماذا لو تم استعباده هو شخصيا وكان عليه أن يقوم بتوصيلهن الى غرف نوم أسياده ..! عقول شاذة وآفاق ضيقة .
ثم ماذا عن الأبناء وكيف سينشأون فى مجتمعات تكرس لعبودية المرأة فى حين يرون المرأة فى كل بلاد العالم ترتقى أعلى المناصب وتحقق أكبر إنجازات ..!
يا نساء العالم ، إكتبن عقودكن وصغنها بأنفسكن ، تعلمن أن تتعاملن مع حياتكن بجدية ولا تفرطن فيها فنحن نعيش حياة واحدة ، فلا تتركن احدا يعيشها بدلا منكن أو يلونها على هواه ، انهم يسرقون حياتكن لصالح رغباتهم وأنتن الضحايا.
أما عن الزواج وبهذه الشروط فأقول لك هذه مؤسسة فاشلة فارفضى هذا الكيان الذى يهدر كرامتك ، صومى عنه إنقذى نفسك وإمرأة أخرى معك من هذا الهراء ، وإن كان هذا فى نظرهم إخلالا بتوازن المجتمع فزيدى المجتمع خللا حتى يفيقوا ، صونى كرامتك ولا تقبلى بالذل ، إعملى واكسبى عيشك ولا تعتمدى على أحد واجعلى استقلالك على رأس أولوياتك ، تعلمى وطورى نفسك واهجرى مجتمعا يريد إفشالك فهناك الكثير من المجتمعات المتقدمة التى تعرف قيمتك كإمراة وكائن له قيمته فى الدنيا .. إهربى ولا تساهمى فى بناء مجتمع يعمل على هدم شخصيتك وكيانك واستعبادك .. إذهبى حيث يقدرونك ، الجأى لمن يحترمك ولا يراك سلعة تباع وتشترى وتؤجر وإنما يراكِ إنسان وطاقة مفيدة وعقل ، فمن يقدم على شراء إمراة للهو بها يمكنه ان يبيعها حين يزهدها ويملّها سواء كانت عبدة أو زوجة ترضى بحياة العبيد .. هذا مرض عضال أصاب المجتمعات العربية منذ عدة عقود ، ألا وهو الهوس الجنسى بسبب الفصل بين الجنسين وتحجيب المرأة وتغطيتها وتكريس قيم البداوة فى أذهان الرجال والنساء ، وقد ساهم في انتشاره رجال دين يعتاشون من وراء هذه الخرافات ويمولهم من هم أشد خرفا ورجعية وإنتهازية منهم فاستغلوا الفقر والجهل والتخلف حتى لو على حساب الكرامة الانسانية.
يقول أحد هؤلاء المشايخ ويدعى الكبيسي: زواج المتعة جائز لمن اضطر.. لذلك تمتعوا ولا تزنوا
http://www.sarayanews.com/object- article/view/id/125370/title/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A:%20%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%A9%20%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B2%20%D9%84%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1..%20%D9%84%D8%B0%D9%84%D9%83%20%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%A7%20%D9%88%D9%84%D8%A7%20%D8%AA%D8%B2%D9%86%D9%88%D8%A7
إلتاث الرجال وإنفصلوا عن العالم وبات همهم الأول والأخير هو ممارسة الجنس مما كرس أمراضا فى عقول الرجال والنساء معا ، إنها حرب حياة او موت وربما أرى أنك كإمرأة يجب ان تتعلمين كيف تصارعين هؤلاء لأنك بعد فترة قد تحتاجين لإستخدام القوة فتعلمي الرياضات التى تنمى مهاراتك القتالية حتى تستطيعين الدفاع بها عن نفسك .. فموتي من أجل كرامتك ولا تضيعي الوقت والعمر فى التضرع لله ، لأن الله يكره المرأة .