المرأة تستحق أكثر من تقديم التهاني في عيدها الاغر



علي الشمري
2012 / 3 / 17

((المرأة تستحق اكثر من تقديم التهاني في عيدهاالاغر)
نحن كديمقراطيين علينا أن لا نكتفي بتقديم التهاني والتبريكات للمرأة كل عام دون فعل حقيقي يساعدها على تجاوز الكثير من المصاعب التي تقف حائلا في مسيرتها النضالية نحو التقدم والمساواة ونيل حقوقها.
علينا أن نرفض الحرية للرجل طالما هناك تخلف وجهل وعبودية يطال المرأة,فبغداد من المستنصرية كأول مدرسة فيها إلى تفشي الأمية حيث يقبع فيها حاليا أكثر من 3 مليون أمي نصيب المرأة فيها أكثر من النصف ,لا بد من أعادة صياغة المنظومة القيمية والسلوكية لمجتمعنا(من خلال تكثيف الجهود لنشر ثقافة مجتمعية توعوية)بما يضمن العدالة والمساواة اللتان هما الدعامة لضمان الأمن والرفاهية والتقدم للمجتمع طالما أعتقدنا بان المرأة هي الملاك الأفضل في عالمنا وتمثل قوة حقيقة للسلام والاستقرار لا يمكن تجاهلها.
يجب العمل بكل جدية من أجل جسر الهوة بين الجنسين من خلال نبذ التمييز ورفض المساومات السياسية على حقوقها المشروعة,علينا أن لا نحتجب وراء الصور النمطية التقليدية لكلا الجنسين ,بل العمل بشكل أقرب الى طبيعة عمل الاخرمن خلال عصر المعلومة الذي يساعدنا على الدخول الى عالم المرأة وبالعكس,
يتوجب علينا كديمقراطيين أن نمزج بين القوة الصارمة التي تستخدمها القيادات الذكورية وبين مهارات القوة الناعمة للمرأة لإنتاج قيادات مجتمعية ذكية قادرة على مواصلة البناء الديمقراطي لمجتمع خالي من العنف والتمييز بين الجنسين.
تحية للمرأة العراقية التي تحملت الكثير من الظلم والحرمان وعانت من التجاهل والتغييب والتهميش لحقوقها ورغم كل هذا تمكنت من شق طريقها بنجاح وعلى مختلف الصعد,كونها تمتاز بقوة الشخصية والاستعداد للتضحية والعطاء,كما ولعبت دورا كبيرا في مختلف مجالات الحياة وأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها من خلال مساهماتها الناجحة في شتى ميادين العمل.
أننا نرفض أن يكون منتج الثقافة الذكورية هو من يعطي الحق للرجل لضرب المرأة أو قتلها أو تعنيفها أسريا بحجج واهية اكثرها مرتبط بالموروث الاجتماعي والمقدس.
لقد أضافت المرأةالعربية إلى سجلها الملئ بالبطولات والتضحيات لمساتها الأنثوية المميزة على ثورات الربيع العربي لتثبت قدرتها على أنها الشريك الفاعل مع أخيها الرجل في صناعة التاريخ والحدث,
علينا الاستمرار في المسير بخطى ثابتة على طريق الديمقراطية رغم بروز الكثير من الظواهر الشاذة والطارئة على المجتمع والتي تحاول أعاقة حركة المسير نحو أستكمال البناء الديمقراطي وأخرها ظاهرة بروز مجاميع شبابية مدججة بالمقدس والموروث في الشوارع لفرض أيديولوجياتهم على كلا الجنسين من خلال ممارسة العنف المباشر والمقنع بغطاء سلطوي ,وهذا بحد ذاته يشكل تهديدا للوليد الديمقراطي الجديد ويعكس أزمة الثقافة التي تعتقد بالوصاية على الفرد وخياراته وسلوكياته في الحيزين العام والخاص,ومؤشر خطير على تراجع الحريات وأنتهاكها التي كفلها الدستورمن خلال جعل الأخلاقيات الاجتماعية فوق القانون الذي أتاح للجميع الحرية بغض النظر عن الجنس واللون والمعتقد.
علينا كديمقراطيين أن نفعل عمل القانون ونجيز له أن يتدخل في حريتنا عندما يريد الإنسان أن يبيع نفسه كعبد,ونرفضه عندما يكون عونا لجهات معينة تستعين به لاستعباد الآخرين من خلال فرض الوصاية علية بطرق شتى .
والى عام جديد ومزيدا من المنجزات والمكاسب والعمل المثابر والجدي من أجل رفع الحيف والعنف عن المرأة التي بدونها تنعدم دورة الحياة....