العقدة الأبدية



لينة محمد
2012 / 3 / 18

قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
الرجل العربي الكائن البشري الذي يعتبر نفسه المنزه عن أي نقص أو خطأ فهو مازال الأوحد والأفضل وله القوامة التي تخوله ان يكون الحاكم بأمر الله فهو يتجرأ ويفتي ويروي بأكاذيب حول قوامته الأبدية وكأنه خلق من طينة مختلفة لها لون ورائحة شهية بل هو المكرم والأول والأخير هو القادر على ان يخوض معارك المستسلمين فهو المنتصر الوحيد على الضمير الإنساني الذي حكمته الشهوات والعادات البالية هذا الذكر الذي طالما انتصر على عقله فهو يعيش اللا عقل في زمن النقل الأبدي يخضع لأبجديات الانحراف في السلوك السوي الذي تأثر بعقدة الرجل الذي لن يتأثر بممارسة الرذائل والفواحش فهو لا تعنيه سوى البصمات والعلامات فهو يخضع كل مقايسه لأهواء البشر لمن يقرر من يحميه من الفتنة الأبدية واللعنة الدائمة من سيقان امرأة لا ترتدي الجلباب بل تكشف الجزء الذي يحير عقله الفقير الى النظر باتجاه الأفق ولطالما كان نظره ضعيف فيتلمس الأجزاء المكشوفة من الجسم الأنثوي الغاني ولما لا وعليها ان تكون ملحفة ومغطاة من الرأس الى أخمص القدمين فهي الغانية والشيطان يقبل ويدبر منها بإيحاءات عفوية كيف تتجرأ أنثى وتعيب عليه طول النظر فهو المفتون وهو المظلوم في عصر الفتن .
ماذا يرضيك أي الذكر حتى ترتفع بالنظر الى أعلى من افق الرأس الغير مغطى بل الى عقل يتجاوز الفكرة والتأمل والرضى، بل انت تعترض على المنحة او هي خاصة بك وحدك فأنت تعلمت منذ الصغر انك المسيطر والمتحكم بالبشر فأنت السيد في عصر العبيد والجواري وفي عصر انحدار الأخلاق الى القمم ترى هل تفكر أو تدرك ما هو الألم البشري لا بل علموك ان دموعك محرمة فهي خاصة بالأنثى وكيف تدرك انسانيتك يا من تشبع بالكتمان والخجل فالدموع لا تليق بطفل ولو شعر بالألم والحزن .
كيف لك ان تخضع لكل من يقول لك لا تبكي فأنت رجل اللا يكون إنسانا هذا الرجل في ذرف الدموع كيف تزرع فيه تميزه القبيح وكأنه جاء من كوكب أخر وكان في مكان مختلف لا يمت له بصلة.
ايها الذكر كم أحزن عليك لقد حملوك أكثر مما تحتمل وألبسوك ثياب ادخلت فيك غصبا عنك ومنحوك تاج السلطان وجعلوك سيدا في زمن العبيد والجواري المقيت هل تعتبر ؟؟؟؟؟؟
كم انت مفتون ايها الذكر الغارق بأحلام من أوهموك انك القائد وهي الرعية .
كم انت مسلوب الإرادة موهوم بخيالات الزعامات الدينية فأنت الذكر وليست الأنثى كالذكر فأنت المستقل وهي التابع الأبدي لك فهى الأنثى الموصومة بالعار والشرف كلمة تلتصق بها وحدها فهي الملامة الوحيدة في عقل رجل لا يستوعب رؤيتها إنسانة أنما هي الشيطان المتحرك بهيئة أنثى تنفث سمومها في كل مكان فهى مدعاة لكل شر و لكل ضعف ولكل مجون وهي شعلة الحرب وهي الغانية ...
متى تعقل وتفكر بما تفكر وتعقل كيف تفكر وتستوعب أمرا غفلت عنه دهرا ؟؟؟؟؟؟
ايها الذكر الذي لا ينتمي لذاته بقدر انتمائه لعادات جعلت منه أسير خرافات الفتاوي التي تبيح له فعل أي شيء بالقوامة:
قتل النفس مباح
والضرب مباح
والغصب مباح
والسلب مباح
والخيانة مباحة
والهجر مباح
وكل شيء مباح الا ان يكون لها عقل تحاوره وكيف تحاور ناقصة عقل ودين وتمام دينها ان تسجد لك طائعة كيف تتجرأ ان ترفض لك طلب أو ان تعبر عن مقتها لك .
هل تجرأ ت الأنثى في عالمنا العربي على البوح بمشاعرها تجاه من تحب وبعد ان يفصح لها بذلك بل تلتزم الصمت فهو الأدب ولا يصح لها وأن فعلت فهي شاذة وتظل الذكريات تحاصرها الى ان تموت ؟
الرجل العربي كم أحزن عليك علموك ان تفقد إنسانيتك وتكون جنسا أخر خلعوا عنك عواطفك وأحاسيسك فكيف تفرح وتحزن وتتألم فأنت الذكر ..... هل يعقل هذا الكبت منذ ان كنت فتى تستقبل الأدعية.
أرأيت كم اشعر معك يا من تناسيت اين كنت وكيف نميت وترعرعت هل تعلم ام أبوح لك بالسر الأبدي ؟؟؟
السر المخفي في الذاكرة .
أي ذاكرة .
وهل لنا الا الذاكرة .
تمنيت ان تذهب الذاكرة الى الأبد .
فنحن أمة أدمنت التعامل مع الذكريات
لن أطيل عليك ...................
وسأبوح لك بالسر هل انتظرت ؟؟؟؟؟
كنت في رحم أمرآة هي أمك !!!!!!!!!!!!!!!!