في عيدك يا أمي ... لكم ارثي لحالك



نادر عبدالله صابر
2012 / 3 / 21

في عيدك يا امي انحني امامك بكل أجلال , مقفبلا يديك الكريمتين واقول لك :
كل عام وأنت بخير وبصحة جيدة ...
هذه الليلة سنتحلق حميعا حولها°°° أنا وأخوتي وأخواتي وأبنائنا °°° وهي في فراش مرضها وبالكاد تستطيع ادارة رقبتها من فرط الألم العضال حتى يتسنى لها رؤيتنا جميعا .... أنا أعلم جيدا انها ستعض على أوجاعها وتصر على اسنانها كيلا وتكبت اناتها كيلا يتاثر ابنائها وأحفادها بمرضها ووهنها وضعفها
. ه
أمي الحبيبة ... امي ايتها العظيمة التي اعطتنا جل حياتها واسمى مشاعرها .. صدقيني لن نستطيع حيالك ,الا منحك نظرة شفقة, ولمحة عطف سنتناساها في غمرة أنشغالاتنا
من الظلم ان نطلب من الأم أن تضحي بأجمل سني حياتها من أجل أبناء يكون جل افتخارهم في مستقبلهم أنهم واروا امهم التراب بطريقة مهيبة ولائقة .
أأأأأأأأأأأ ه ه ه ه ه يا أمي لكم ارثي لحالك ولسوء مآلك .... ليتني أستطيع ان ارجع لذلك الزمن البعيد القاسي ,وانقذك من براثن اهلك وذووك الذين زوجوك طفلة لا تكادين تبلغين الرابعة عشر .. اختطفوك غيلة ومكرا من بين العابك الطفولية الأثيرة , ليزفوك الى ابي وانت لا تكادين تعرفين ماذا ينتظرك من الزواج
أه لو كان بيدي لما جعلتك تنجبين احدى عشر ولدا وبنتا وانت في مرحلة الطفولة الحقة .... كيف تاتى لضمير مجتمعنا ان يرهق كاهلك بانجاب احدى عشر طفلا بشكل متوالي متتالي اخرها وانت لا تكادين تبلغين السادسة والعشرين من عمرك ... أي ظلم هذا ؟؟ وأي حيف ؟؟؟
لم تعيشين طفولتك كم يفترض, ولم تستمتعين بشبابك كما يجب ,ولم تمتلكين الوقت الا لتنشئة ابنائك, وانشغلت عن متاع الدنيا بمأكلهم ومشربهم وملبسهم ونظافتهم هذا غير جل اهتمامك بابي من ماكل وملبس وترفيه
وحينما مضى بك العمر قليلا هاجمتك امراض الضغط والام الركبة والمفاصل والصداع المزمن؟؟؟.. أمضيت جل عمرك وهمومك مقصورة فقط عما على ينغص على أبنائك وعما يقلق احفادك .. فرحك هو ما يفرح نسلك فقط بينما فرحك الشخصي بحكم المعدوم
لم يتسنى لك الوقت _ ولم يسمح لك المجتمع ولم يأمر بذلك الدين - لتتعرفي على حقوقك الشخصية كأمراة كاملة بالغة عاقلة ... بل كل ما أخبروك به أنك الة تفريخ فقط منقوصة الدين والعقل لا تكادين ان تبلغي نصف رجل مهما كان ذلك الرجل سفيها تافها
كنت دوما بصف ابنائك ضد بناتك ؟؟؟ كنت دوما ترددين أن الأخت ومهما كان عمرها يجب ان تنصاع لراي اخيها .... هل تتذكرين حينما كنت تأمري اختي الكبرى أن تحضر لي الشاي والماء لغاية سريري ؟؟؟ نعم اماه _ أنا اعلم أن الذنب ليس ذنبك بل هو ذنب تاريخ ممتد لقرون اقنعك بصحة ما جاء به وخصوصا انه ممهورابامضاء الله ومختوما بختم رسول الله
اماه سأحضر لك هذه الليلة الحلويات والعصير والطعام_ وكذلك سيفعل بقية اخوتي_ لكنني على قناعة تامة انك لن تأكلين منها الا ما يسد الرمق فقط وذلك مجاملة لنا !!1 أعرف ايضا ومسبقا بأنك وبذكائك الفطري بانك ستتحاملي على نفسك وستكتمين أهاتك واناتك لتبدين متماسكة, كيلا نتأثر بمرآك
تخيلي يا امي كم كان الوضع سيختلف لو انك تزوجت في الخامسة والعشرين ؟؟؟ تخيلي أماه لو انك لم تنجبي الا ثلاثة ابناء فقط .. تخيلي لو انك امضيت شبابك وأنت تمارسين الرياضة بدل الأنجاب أو أنك كنت ترفهين عن نفسك بالقراءة والسفر وارتياد المسارح .... كم كانت حياتك ستبدو جميلة وجديرة بأن تعاش حتى أخر رمق
بالأمس كنت اقول لزوجتي : أستمتعي بكل لحظة من حياتك ... ابنائك جديرين بأن يحلوا مشاكلهم بنفسهم وما عليك سوى اسداء النصيحة لهم بحذر , و مراقبتهم عن بعد
أمي الحبيبة : كل عام وانت بصحة جيدة وعافية مستدامة ........... ليتك تعلمين كم يعني وجودك بيننا