قضايا شائكة ( الخلافات الزوجية )



عبدالله صقر
2012 / 3 / 29

الزواج هو الرباط المقدس بين أثنين أحدهما رجل والآخر أنثى , وهو ينظم العلاقة الثنائية على أساس تبادل المنفعة وتبادل الحقوق والواجبات والتعاون المخلص البناء فى جو تسوه المحبة والآحترام والتقدير المتبادل , ولكى يستقيم هذا الزواج , فلابد من أن نختار شريك العمر أختيارا على أساس سليم , لآن الزوجة هى المرأة التى قمنا بأختيارها وهى التى سوف تكون مسؤولة عن بيت وتربية أبناء , ومسؤولة عن صيانة بيت الزوجية وحفظ مال الزوج , ويقول الشلعر : الآم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الآعراق , فنحن نقوم بأختيار زوجة على أساس دينى وأخلاقى وعقلى راجح وذات منبت حسن , وأيضا فى أختيار الزوج نحن نختار زوج لآبنتنا يكون على أساس دينى وأخلاقى , وأن يتقى الله فى الفتاة التى ستعيش معه مدى الحياة , وأن يكون قادرا على صيانتها والحفاظ عليها ولديه القدرة على إعالتها والقيام بواجباته الزوجية .

فى كثير من الآحيان ينتاب الحياة الزوجية فتوراأو أن يعتريها المشاكل الجمة , وهذه المشاكل تأتى من حيث لا ندرى ولا نحتسب , وأن سبل التواصل قد أصبحت غير موجودة , حيث يعيشا الزوجان فى بيت واحدوتحت سقف واحد , ولغة التفاهم أصبحت شبه معدومة , مما يصعب من الآمور فى إقامة علاقة زوجية بشكل مرضى . نحن دائما نسأل أنفسنا , لماذا يشكو الآزواج من أنعدام لغة التواصل ؟ , لماذا يوجد نفور فى العلاقات الزوجية التى تربط الزوجين ؟ لماذا الحياة الزوجية فقدت بريقها وأصبحت منفرة ؟ لماذا المشاكل اليومية ؟

ويظل الزوجان كناكر ونكير أو كشريكان مختلفان , وكل واحد منهما يحاول أن يتصيد أخطاء على الآخر , ولغة التحقير هى السائة بينهما , وربما تتطور الآمور ويثور أحدهما على الآخر وتمتد الآيادى وتأخذ العلاقة منحنى خطير , وهذا بسبب ربما يكون تافها أو بسيطا , لآن فى الصدور خزين من الترصد والتحرش بالأخر .
وأنا أقول أن هناك دوافع لهذه المشاكل بين الزوجين , فهناك أزواج لا يوجد بينهما توافق فى الرؤى وعدم توافق ثقافى وفكرى وأجتماعى ومن هنا تنتج الكثير من المشاكل .

وهناك أزواج وزوجات بطبيعة النشأة وبحكم الموروث الآجتماعى منذ الولادة , ينعكس سلوكهم عند الزواج على الطرف الآخر مما يؤثر فى العلاقة الزوجة , أو أنهناك طرف عصبى المزاج لا يحتمل الآخر , أو أن يكون الخصام المتكرر صفة من صفاته , أو قد يكون هذا الخصام طبع أحد الزوجين , والزوجة الذكية التى تتمتع بعقلية راجحة وذكاء عاطفى هى التى تحظى بأرتباط زوجها بها مدى العمر , وعدم قدرة الزوج على الفكاك أو الآستغناء عنها , إن الزوجة العاقلة يجب أن يكون لديها حس مرهف كالترموميتر الحساس تجاه زوجها , وأن يكون لديها مهارة أجتماعية ومقدرة على ضبط النفس , لآننا نحن الرجال حين نمرض أو نمر بظروف نفسية أو ظروف صعبة ومشاكل فى العمل , فدائما ما نلجأ للزوجة العاقلة كى تشاركنا الرأى والمشورة .

والخلافات الزوجية ليست بعيدة عن أى بيت , كما أن سوء الآختيار يخلنا فى مشاكل كثيرة دون أن ندرى , لآن أختلاف نمط الشخصية له تأثير كبير فى صنع تلك المشاكل التى تكون بين الزوجين , كما أن الخلل فى كيفية التعامل مع الطرف الآخر له تأثير كبير فى صنع تلك المشاكل , كما أن أحد الزوجين يمكن أن ينبذ الطرف الآخر مما يكون له الآثر الكبير فى أزدياد المشاكل , ولا ننسى أن أزدياد أسلوب التدليل وأتباع أسلوب الآعتماد والخضوع التام لآحد الزوجين للطرف الآخر يكون له الآثر فى خلق كثير من المشاكل , ولا ننسى أن عنصر الغيرة المفرطة تخلق كثير من المشاكل بين الآزواج , وهناك مشاكل جمة يكون سببها مادى بحت , لآنه يوجد أزواج من طابعهم البخل والسحت , ولذا الزوجة تضيق من هذا السلوك الغير حميد , كا لا ننسى أن الضغوط الحياتية والآضطرابات النفسية لأحد الزوجين نتيجة ما يعتريه فى عمله , يكون له أكبر الآثر فى خلق المشاكل اليومية , كما أن فقد الآحترام ومحاولة تسفيه والآقلال من قدرات الآخر واللوم الزائد وأظهار التقصير دائما من طرف نحو الآخر .

كما أن أنزلاق الزوج نحو السهر والملزات والنزوات وخيانة الزوجة , ولا ننسى أن هناك أزواج دائما يقومون بتهديد زوجاتهم بالطلاق , والعنصر المهم فى موضوعنا هو أفتقاد الحب بين الزوجين وغياب لغة التعبير بالوسلئل المختلفة وتعمد نسيانالزوجة فى المناسبات , وأفشاء أسرار البيت وعدم إدارة العلاقة الزوجية بتوازن مثل الميل الزائد من أحد الطرفين أو البعد الزائد غير المبرر , أو أشراك طرف ثالث فى المشاكل التى تنشأ بين الزوجين ,وفقد الآحترام بين الزوجين .

فى بحث أجراه الدكتور جون هوثمان طبيب النفس فى جامعة واشنطن , حيث أجرى بحث تفصيلى عن العوامل التى تساعد على أسباب أنهيار وتفسخ الروابط الزوجية , أختصر بحثه فى أربع خطوات :
الخطوة الآولى : النقد القاسى للطرف الآخر , وهو التحذير المبكر فى الزواج المهدد , وهذا النقد القاسى هو تعبير عن أنفعال الغضب بأسلوب هدام وذلك بالهجوم على شخصية الزوجة أو الزوج بدلا عن التعبير عن مجرد الآستياء فى الموقف المحدد الذى أدى الى الشعور بالغضب .
الخطوة الثانية : الآفدح من ذلك أن يأتى الهجوم محملا بالتحقير وهو أنفعال مدمر, عادة لا يعبر عنها بالألفاظ ولكن بنبرة صوت غاضبة أو بسخرية مريرة , كما يظهر فى تعبيرات الوجه التى تنم عن الآزدراء , وقد يصل الآمر الى التفوه بالسباب .
الخطوة الثالثة : من الطبيعى أن يشعر الآزواج ببع2ض اللحظات المريرة المتوترة من وقت لآخر عندما يختلفان أو يتعاركان , لكن المشكلة الحقيقية حين يشعر أحد الزوجين أنه وصل مرحلة طفح الكيل , بصورة مستمرة تقريبا عندئذ يشعر هذا الطرف أنه مقهور من قبل شريكه وهذه هى نقطة التحول الخطيرة فى الحياة الزوجية .

الخطوة الرابعة : يؤدى الوصول الى مرحلة ( طفح الكيل ) الى التفكير فعليا طوال الوقت فى أسوأ ما فى الالطرف الآخر , بحيث يترجم كل ما يفعله سلبيا , فالمسائل الصغيرة تصبح معارك كبيرة , والمشاعر المجروحة دائما ومعالوقت تبدد تبدد كل مشكلة تصادفهما مشكلة حادة من المستحيل علاجها , ومع أستمرار هذا الطوفان يبدو التحدث فى هذه الآمور بلا جدوى ويبدأ كل منهما فى الآنعزال عن الآخر وممارسة حياتين متوازنتين حتى إن كلا منهما يشعر بالوحدة رغم أنه متزوج .

نصائح للدكتور جون هوتمان :
حسن الآستماع والشكوى الموضوعية .
عدم التركيز على المسائل التى تثير العراك بين الزوجين .
تفادى الوصول الى مرحلة الآنفجار .
تنقية النفس من الآفكار المسمومة .

أساس الزواج الناجح
هو الحب والآحترام , والزوجة التى وهبها الله الفطنة والكياسة تستمتع بعلاقات إيجابية ثرية ومشبعة , ودائما تكون هى القلب الدافئ المشع فى أسرتها , إنها أنسانة إيجابية تمتلك القدرة على التأثير والآقناع وتتسم بالهدوء والآتزان وتوحى بالثقة والطمأنينة أكثر من الرجل .

حلول للمشكلة
لابد أن يكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين .
دور الوالدين فى الآرشاد والتوجيه لآبنتهما قبل الزواج .
المساعدة من خلال الحوار البناء ليفهم كلا الطرفين ومحاولة لحلول توفيقية .
لابد أن يتقبل كل طرف مشاعر الآخر .
أهتمام الزوجين ببعضهما.
الآيجابية وعدم السلبية فى الحياة الزوجة .
لابد لكل طرف أن يعرف ماذا بحبه وماذا يكره الطرف الآخر حتى يستطيع كلا منهما الحفاظ على الآخر .
عدم التصحيح المستمر لآخطاء كل منهما للأخر .
عدم الآندفاع العاطفى ولا يحاول أحد الزوجين بأن يظهر بأنه أذكى من الآخر أو أكثر معرفة وعلما .
الآهتمام كل طرف بالأخر وعدم أنتقاد أحد الزوجين لآهتمامات الآخر .
التفارب والتفاهم المشترك بين الزوجين .
الآهتمام المشترك بالعمل بحيث تهتم الزوجة بأن توفر لزوجها الهدوء المناسب , وأن يحاول الزوج مساعدة زوجته بقدر الآمكان أوقات أجازاته .
أن يهتم الزوج بزوجته فى المناسبات .
أن يحافظ الزوج والزوجة على مشاعر الآخر .