القتل بعقد شرعي والمهر استرجاع الشرف



نعمة حسين الحباشنة
2012 / 3 / 31

الشرف ذلك الحبل من مسد الذي يلتف حول رقاب النساء الشرقيات منذ الطفولة وحتى الكهولة ليعلق كل أحلامهن وطموحاتهن على مشجب اللاحرية الشخصية الا ضمن اطار حدود صنعها المجتمع بعيدا عن أي وازع ديني أو انساني وليكون سجن تكرس داخله كل أصناف العنصرية والكراهية والانسانية ضدها ، متجاوزا أخطاء وهفوات الرجل وحتى جرائمة بحقها ليصبح هو المثاب وهي من يصب عليها أقسى عقاب واقسى العقاب هو أن تجبر فتاة على الزواج من ذئب بشري نهش لحمها في عتمة ليل أو زواية مهجورة أو حتى على سرير لم تكن تعلم أن وجودها فوقه هو بداية رحلة العذاب ؛ رجل لايعرف معنى الشرف ولا يعرف معنى الانسانية وكل ما درسوه له أنه الرجل المتميز بعدم وجود غشاء للبكارة يتمزق أو حتى دليل حي يحمله بين أحشائه ليفعل ما يريد وقتما يريد دون مبالاة لأنه يعرف مسبقا أنه السيد الحقيقي تتراكض وراءه القوانين وأهل المغتصبة ليستر عليها كما يقولون ؛ أين هو الشرف بالسماح لذئب بشري أن ينهش لحم فتاة بريئة وتحت مسمى الزواج والتوسل اليه وهل عند هذا المجرم ذرة شرف لنبحث عن الشرف عنده ؟؟؟

أي شرف وأي سترة هذه التي يبحث عنها هذا المجتمع الهالك عند مجرم وضع عقله وضميره بين فخذيه وكرسها لشهواته بعيدا عن أي وازع ديني أو اخلاقي ليمارس الجنس وبقذارة مع انسانة بريئة هي طفلة ونصف أنثى مرة بالقوة ومرات بالذل والمهانة ثم يأتي قاضي يفترض أنه أمين على الانسانية يقول أنه يطبق شرائع سماوية ويزوجها له متناسيا أن الزواج شراكة أساسها الرضى والاحسان ؟؟؟ وكيف لحياة زوجية مستقرة أن تكون بين قاتل ومقتول ؟؟ هل توقف في يوم من الأيام أي شخص ممن يبررون لأنفسهم تزويج المغتصبة سواء كانت قاصر أو غير قاصر ممن نهش لحمها أمام ضمائرهم ليسألوها عن حالة تلك الانسانة النفسية والكل يعرف ان الاغتصاب من أقسى الجرائم وقعا على النفس ؟؟ وهل هي دعوة لكل من يريد الزواج من فتاة أن يقدم على اغتصابها ليتم تزويجها له رغما عنها وعن ارادتها تحت مظلة سترتها ؟؟ أم هي دعوة لكل من يريد الانتقام من شخص أن يغتصب بناته أو أخواته أو بنات عمه وهو يعرف أنه سيكافيء لعملته بتزويجه منهن لتدفع المرأة ثمن أغلاط الرجل بكل الأحوال ؟؟؟

المجتمع هو المسؤول عما يحدث بسبب عادات وتقاليد وضعها الرجل وخصيصا فيما يتعلق بأمور الافتاء الذي أصبح يخدم الرجل متجاوزا في كثير من الأحوال حقوق المرأة ؛ لكن الدولة وهي الوحيدة القادرة على التغيير عبر قوانينها التي تضبط المجتمع عليها أن تقف في وجه هذا التشوية للدين والأخلاق الذي يمارس ضد المرأة وعليها أيضا ايجاد السبل لاجهاض تلك الفتيات ومعالجتهن نفسيا وجسديا لاعادتهن الى المجتمع نساء قادرات على العمل والعطاء بدل من تكريس الظلم ضدهن من خلال قوانين تقدم الضحية للقاتل قربانا على طبق من ذهب باسم الشرف ولتسقط كل مسميات الشرف اذا كان مايحدث هو بأي حال من الأحوال يمت للشرف والضمير بصلة ..