من ينصف المرأة العراقية حقا ؟



رشاد الشلاه
2005 / 1 / 20

اعتبر كثيرون من المهتمين بالشأن السياسي و الاجتماعي العراقي أن حصول المرأة العراقية على نسبة 25 بالمائة من مقاعد المجلس الوطني القادم "إنجازا كبيرا "، بينما عده آخرون شرطا " غير واقعي "!! ، وبغض النظر في هذه المعالجة عن حجج هؤلاء وهؤلاء ، فأن قائمة " اتحاد الشعب 324" تميزت بظفر المرأة فيها على نسبة 33،1 بالمائة أي بزيادة1،8 بالمائة عن " الإنجاز الكبير" ، وبحساب التجسيد لا النسبة المئوية فإن القائمة ضمت 91 مرشحة لعضوية المجلس الوطني من مجموع 275 مرشحا .
يقينا أن وراء هذا التميز لاتحاد الشعب إرثا نضاليا ثرا وسّباقا للحزب الشيوعي العراقي أكد فيها منذ 60 عاما وفاءه للمرأة العراقية ، فوفقا للبحث القيم الذي كتبه الراحل الأستاذ حنا بطاطو صفحة 424 الكتاب الثاني " الحزب الشيوعي " فأن نسبة النساء في تنظيم الحزب أعوام 47 /1949 بلغت 5،3 بالمائه. هكذا كان الحال قبل أكثر من خمسة عقود.... وللقارئ أن يتخيل الواقع الاجتماعي آنذاك ، ومع ذلك فقد جاء في الميثاق الوطني للحزب عام 1945 " نناضل عن المرأة كمواطنة عاقلة ومساواتها بالرجل في الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية " ، و تواصل التزام الحزب بهذا الموقف وفي جميع وثائق مؤتمراته ومجالسه الحزبية وأقرن هدفه لتحقيق مساواة المرأة بالرجل بالنضال الصعب والشاق في مجتمع ورث عادات عفى عليها الزمن ، كما لم يبخل بدعمه للمنظمة النسوية الرائدة هي الأخرى " رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية " منذ تأسيسها عام 1952، وطبيعي أن ضمت صفوف الحزب وتضم اليوم جماهير نسوية غفيرة و نخبة من المناضلات اللواتي تعرضن للملاحقة والتشريد والسجن و التعذيب و الإعدام كالشهيدة عايدة ياسين والشهيدتين النصيرتين عميدة الخميسي و موناليزه أمين والفقيدة فنانة الشعب فخرية عبد الكريم "زينب " والمناضلتين زكيه خليفة و بشرى برتو وأسماء عديدة وعديدة أخري ، وكان الحزب رافعة ودعامة أساسية في تشريع قانون الأحوال الشخصية بعد انتصار ثورة 14 تموز المجيدة والذي يعتبر مكسبا هاما على طريق إنصاف المرأة العراقية ، ومما يبعث على الاعتزاز أن تنادي أطراف سياسية عديدة متنافسة لكسب مقاعد قي المجلس الوطني بإحقاق حقوق المرأة ، وهذا تطور هام وإيجابي في مسيرة الحركة السياسية العراقية المعاصرة والذي كان رائدها الحزب الشيوعي العراقي ،إلا أن الأهم هو تحقيق الهدف لا الوعد الانتخابي لدى النساء العراقيات .
لقد جربت المرأة العراقية موقف الحزب الشيوعي منها ومن الدفاع عن حقوقها طيلة عقود نضاله السبعة، وها هو اليوم يؤ كد هذا الموقف مع حلفائه في برنامجه الانتخابي على " الدفاع دون كلل عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ، وضمان حقوق الأمومة والطفولة ".

لذا فالمطلوب من الخيرين الغيورين على حقوق الأم والأخت والحبيبة والزوجة أن يدعموا قائمة " اتحاد الشعب 324 " ، وقبلهم أدعو المرأة العراقية لدعم هذه القائمة لان القضية قضيتها وهي الأوْلى بالدفاع عنها .