الحلقة الأخيرة من [ غشاء البكارة بين التقديس الحالم و التدنيس الهادم ] .



أيوب بن حكيم
2012 / 4 / 9

اندحارنا الأخلاقي بإمكاننا أن نضبطه عبر سمات تنمطت فأضحت ظواهر تجتاح مجتمعاتنا الشرقية، ومن هذه الظواهر نظرة الرجل الى غشاء البكارة بوصفه عنوانا أولا وأخيرا على عفة المرأة وطهارتها، وفي هذا كثرت بعض الطقوس في ليلة الدخول بالعروس، كما انتشرت بعض الممارسات بفعل هذه الاعتقادات، كما ردت المرأة الشرقية ب "انتقامات" مسكوت عنها في ثقافتنا، فلحاول حصر ما أبرزناه إجمالا بالتفصيل.

1 ـ اِتهام الرجل :

البكارة في اللغة لها مدلول يوحي بالأوليات، فباكورة الفاكهة أولها، وباكورة الأولاد أولهم، فالبكارة إذن في المتخيل الجمعي أول الشيء الذي لا شيء قبله، فالفتاة التي تملك هذه الغلالة الرقيقة فتاة لم يمسها من قبل أحد في المخيال، فتاة عفيفة طاهرة لكونها تحمل دليل النقاء، دليل مادي لا يعوزه شيء ليصبح حجة في ذاته فهو يقاس عليه ولا يقاس على شيء.
هذا يعني أن المرأة التي يعوزها دليلها مقصية مهمشة، حتى ولو كانت فعلا عفيفة أكثر من عفة صاحبة الغلالة، في حين بإمكان الرجل الشرقي أن يفعل ما يحلو له ما دام لا يحمل عارا و ردعا ماديا بين رجليه، فلنفترض أن فتاة ما اخطأت في حق نفسها عندما سلمت "عفتها" في لحظة ضَعف الى من لا يستحق حبها فتخلى عنها؛ هذه الفتاة اخطأت غلطتها مسجلة بحجة مادية، بينما يفعل الرجل الشرقي الأفاعيل دون أن يحسابه احد في عودة غير حميدة للتفرقة بين وظيفة المراة والرجل في المجتمعات الشرقية، رغم أن الشريعة الإسلامية السمحاء عاقبت الطرفين بنفس العقاب الزجري بالجلد والرجم في حالتي الفراغ والملاء، إذن لم نفرق بين ممارسة الرجل وبين ممارسة المرأة ؟

2 ـ اِنتقام المرأة :

فطنت المراة الشرقية الى كونها ستقصى كمن حسابات المجتمع إن هي لم تفلح في الحفاظ على دليل عفتها، فاخترعت ممارسات فجة للاِنتقام من الزوج المفترض، المرأة هاهنا ستمعن في المكر بالرجل، وستمضي في رسم خطط للتآمر عليه بعد أن تآمر عليها، ومن ذلك نورد ما يلي :

2 ـ1 الممارسة الشاذة والسطحية:

ستقصد الفتاة الشرقية الجنس السطحي والجنس الانترنيتي والهاتفي من أجل الانتقام من الرجل الشرقي، حيث تعج قاعات السينما بمرتادين يمارسون الجنس السطحي (أنتم تعلمون سماته) لكن هذا التشفي في الرجل الشرقي سيبلغ ذروته عندما ستعطي الفتاة الشرقية نفسها لمن يريدها دون أن تفرط في دليلها، حيث ستمارس بشذوذ بذيء عادة الممارسة من الخلف وستتعودها، وستعطينا هذه الممارسات أمراضا عضوية وأخرى نفسية ستساهم في اندحار التربية عند المسلمين، وها نحن نوردها بتلميح حفاظا على بعض الحياء :
ــ أمراض عضوية :
وتتجلى بالأساس في عدم قدرة المرأة على التحكم في إخراج الفضلات وانزلاق هذه الأخيرة بطريقة لا إرادية، كما لا تتحكم المرأة في ضراطها، فنراها في كل وقت تطلق الريح دون إرادة في حين لا ينتبه احد الى مشكلتها العضوية.
ــ أمراض نفسية :
وتتجلى بالأساس في تعود الفتاة التي تمارس من الخلف على هذه الممارسة، وحين زواجها لا تستلذ إتيان زوجها لها من الأمام وربما تنفر منه فلا يتفطن هو للعلة، وتحصل كارثة الطلاق، أو تبحث المرأة أنذاك على من يبرد نار إدمانها الممارسة الشاذة،وفي كلتي الحالتين تصبح الحياة الزوجية جحيما.

2 ـ 2 عمليات الاسترجاع و البكارة الصينية :

هناك من الفتيات من غرر بهن فتعودن الجنس من الأمام، حتى إذا رآها زوج مفترض وتقدم لعقد القران، تآمرت عليه و عملت على إجراء عملية تسترد بها "عفتها" أو تسترد هذه الطهارة عن طريق بكارة تحت الطلب صينية الصنع بخسة الثمن، وكأن الصينيين تنبهوا الى سذاجتنا، وهنا يحدث شيء مضحك، وهو أن الرجل الشرقي عندما يعقد قرانه بفتاة منتفية البكارة، تراه يعطيها المال لإجرائها دون أن يعلم بذلك، وكأنه يصلح بكارة زوجته من أجله ويمسرح حياته نتيجة إيمانه الساذج بضرورة وجود البكارة، وهذا لعمري قمة العبث.

3 ــ منوعات بكاراتية :

ـــ في ليلة الدخول بالعروس تجتاح بعض مجتمعاتنا ظاهرة المنديل الملطخ بالدماء، الدليل الموحي بطهارة الزوجة، وهنا تحضرني نكتة طريفة : " دخل رجل بزوجته فتمنعت عن القبول خوفا، فإذا به يصبغ منديلا بقارورة صباغة لكنه أخطأ في اللون، حيث صبغ المنديل باللون الأخضر عوض الأحمر دون أن ينتبه، ومن ثمة رمى المنديل من النافذة، فتلقفته أمه وأفردته أمام الناس، فرأوا اللون الأخضر، وقالوا : الله أكبر، أدخله فيها حتى لمسَ المرارة !!! " هذا هو مجتمعنا !!!!
ــ في كثير من الحالات تتهيب المرأة من دخول الرجل عليها، وتتمنع عليه، لكونها تعتقد ان البكارة شيء عزيز يجب ألا تفرط فيها، ومن الرجال من يصبر على زوجه، ومنهم من يتقد غضبا فيغتصب زوجته، وتكرهه أنئذ بقية عمرها، لأنه افتض عذريتها دون رغبة منها.
ـ نرجع الى قضية الخداع بعملية أو بكارة صينية، ونتساءل : كيف تستطيع المرأة الخادعة لزوجها الكاذبة عليه كذبة العمر أن تربي أولادها خير تربية ؟ من يضمن أن ابنتها ستفعل نفس فعلتها وستساعدها أمها التي استمرأت الخداع في غش زوج ابنتها المفترض، كيف تستطيع المراة الخادعة أن تنظر في أعين أبنائها وعيني زوجها ؟
ــ تبدو مشكلة المطلقة والأرملة دليلا على ما نقول ، إذ يعمد المجتمع الشرقي الى مراقبة خطوات المطلقة والأرملة لكون هذا النوع من النساء قد فقدن بكارتهن، تباعا فمن السهل عليهن ممارسة الجنس، لكن المجتمع يتناسى عمدا وفي نفاق مطرد أن الفتاة الشرقية تفعل الأفاعيل، لكنها تحافظ على ما يحب المجتمع أن تحافظ عليه.
ـ جاءت الآية الكريمة التي تعد المؤمنين الصابرين بالحور العين اللائي لم يمسسهن إنس ولا جان، مما حول الزواج بالثيب الى عار، لكن الرسول الكريم عمدا تزوج خديجة وكانت ثيبا في إشارة واضحة الى أن اختيار الزوج يجب ألا يخضع الى مقياس البكارة...والسلام