المرأة في الاعلام! هيكل ام ضمير؟



امنة محمد باقر
2012 / 4 / 17

عزيزتي القارئة ... عزيزي القارئ ...

انني لا اريد ان اقلل من قيمة واهمية الدور الذي تلعبه الاعلاميات ... في عالم اليوم ... لكن ... كنت اتمنى شيئا واحدا فقط ... ان لا يتم استغلال اسلحة المرأة الفتاكة في رسالة سامية كالاعلام ... الكاتبة الانكليزية جين اوستن كتبت اجمل الروايات من بيت ابيها ... وعاصرت المجتمع وناقشها الادباء ... لم تعرض نفسها للبيع ... انه لمحزن ومخجل معا .... ان لاتصل المرأة اليوم الى ماتريد الا بعد ان يقتنع مالك محطة ما ... بأنها تستطيع ان تفتن العالم بجسدها وسحر عيونها ... انظر الى المذيعات في الغرب ، ترى السوداء والسمراء والبيضاء ، المسترجلة والمستقيمة على حد سواء يتصرفن بحرفية ومهنية .... بجمال طبيعي ليس فيه مبالغة ، وهن غير محجبات، لأنني وان كنت محجبة لا اقبل ان ادخل الحجاب في هذا الموضوع ، لأنني اتحدث عن شدة البهرجة واستغلال الجسد ، وحظنا العاثر يخرج لنا بمذيعات ..... في ليلة عرس ، وليس في برنامج يستوجب المهنية في النقاش ...بدلا من الاغراء الجسدي والنظرة الجارحة ... اوبرا ونفري محاورة بارعة ... ,واعلامية لا مثيل لها ... وسيدة اعمال ناجحة ... خير مثال ... وانا لا اناقض نفسي لو قلت ان للمرأة تأثير اكبر ... ولديها قابلية الجذب الجماهيري ... بما لديها من مكنون الخلق والاخلاق ولين الطباع وليس بمفاتن الجسد ....

تاريخيا كان الشعراء هم وسائل الاعلام في العالم العربي ... يحييون امة ويميتونها ... ببيت من الشعر ، ويزورون حتى كثيرا من الحقائق ... حتى صار رواة الاحاديث والشعراء من اكبر مزوري التاريخ ... ولازلنا نتجرع ويلاتهم ... ولا احد ينتقص من المرأة اذا برزت .... بل على العكس ... يفخر الرجل اليوم لو ان ابنته نجحت في مجال ما ... من كانت الخنساء ؟ ومن كانت ولادة بنت المستكفي ؟ ومي زيادة ؟ في مجال الادب ... نحن كنساء على الجانب الاخر من الشاشة ... لانقبل ان يتم تزوير واقعنا بنساء لا يعرفن الاخر ... لا يعرفن من يجلس على الجانب الاخر من الشاشة ، ولا يعلمن من يمثلن !

قضية استغلال جسد المرأة وجمالها ... في وسائل الاعلام باتت مسألة رخيصة ورخيصة جدا ... لأن التي تعرضونها لاتمثل واقع النساء في كافة المجالات التي تبرع بها المرأة ... يعني انك قد ترى امرأة طبيبة واستاذة وباحثة منزوية في دهاليز المختبرات ، ليس لها تمثيل في وسائل الاعلام ، لكن ترى المطربة الوالهة تترنح ، واخرى من الغجر راقصة اسمها يملأ الدنيا ... ويسقط نظرية الاخلاق... ولا ترى الوالدة البر الرؤوف ، ولاترى مربية الاجيال ، ولا ترى ولاترى ... لكن قد ترى من الجميلات ما يقرفك من زوجتك يوميا .. نعم ترى من الجميلات ما يجعلك تتحسر على حظك البائس ان لم تكن قد حصلت على فتاة الاحلام التي تريد .. وقد تتصور ان هذه المذيعة او الاعلامية على المحطة الفلانية هي هكذا طيلة الوقت ، مزورقة مصبوغة .... طوال 24 ساعة ، وهذا تزوير للواقع .... نحن لا ننكر ان عالم اليوم هو عالم الصورة والمعلومة ... وفقا لتقسيم علم الاجتماع لفترات التطور الاجتماعي ...

المشكلة الكبرى ان الرسائل الاعلامية الواعية التي تضطلع بها بعض المذيعات هي امور مهمة ومهمة جدا ، وتراها فاعلة ونشطة في كافة المجالات ، لكن يشترون منها عمرها ، تبقى ملكة في الاعلام ، ولاتمت بصلة الى مملكة البيت ، تعمل وتكد وتجتهد وتشتهر وتكدح ... وفي نهاية المطاف يهملونها .... يوم يخفت ذلك البريق الاخاذ....
نحن نعلم ان الاعلامية امتهنت مهنة التحدي والخطر ، واخذت تبحث عن الحقيقة تبرزها للعالم وتركب في سبيلها الصعاب ، ولكن ... لننتظر بعد سنوات .... ونرى حين يخفت بريق الجمال ، وحين يزهد بها الرجال ، وتطلب الراحة والاستقرار في بيت واسرة وعائلة ، هل يا ترى يأتي من يشتري تاريخها وكفاحها واجتهادها؟ ام يصمها كما يصم الممثل زوجته ... بالخيانة وانها عرفت كل الرجال ، ورأى جمالها كل احد فيزهد بها ....

لهذا اسى ان اجمل الجميلات في وسائل الاعلام ليست اما وليست مربية ، وليست تقود اسرة .... وانها باعت حياتها ... للاعلام ... فهل يا ترى يستطيع الاعلام تعويضها عما اعطت؟

من الامور المعروفة في علم الاجتماع ... أن الاعلام يسلط الاضواء على اشخاص معينين يجعل منهم نجوما ... نساءا او رجالا .. مذيعة او اعلامية او ممثلة ... ألخ .... لكن الاسفاف في هذه الامور ... يعطي صورة واحدة فقط ... لاتعطي تمثيلا ناجحا لبقية النساء في المجتمع .... لهذا يحصل الغبن ....

والمعروف ايضا ... ان صورة المرأة في ما يتغنى به المطربون وغيرهم هي ايضا صورة فيها الكثير من الاسفاف والجهل .... فهي اما راقصة خلف مطرب .... او صورة مغبشة في اغنية مبتذلة ....

فأين هي الصورة الحقيقية للمرأة .... التي قيل فيها : لو كانت النساء كمثل هذي ... لفضلت النساء على الرجال ...
نحن نتحدث عن المساواة .. ولم نصل حتى حد العدل .... ولم نقل يوما نريد حقوقا كاملة متساوية .... لأن في هذا غبن كثير ...

اختي الاعلامية .... تذكري .... انك امرأة وتمثلين بقية النساء .... قبل كل شئ ... وقبل ان تكوني باربي ... لعبة بيد مدير القناة الفضائية الفلانية والعلانية .... وتذكري ان حياتك .... الاسرية ... لها اهمية اكبر في بناء المجتمع ... فلا تبيعي نفسك في سوق الاعلام ... قبل ان تعرفي قيمة البضاعة التي تستبدلين نفسك بها !
وتحياتي !

بقلم ... يبكي على ايام جين اوستن!