ألسّيدة الأولى هي سِرّ تعاسة السّيد الأوّل



فرياد إبراهيم
2012 / 4 / 23


من يعرف الفرق بين الذكاء والدهاء يصل حتما الى معرفة الفرق بين الرجل والمرأة. والذي يدرك من يقف وراء تعاسة او سعادة الرجل يدرك ان النساء قوامات على الرجال . وذلك لا بقوة البدن ولا العقل لكن بقوة العاطفة وملكة التأثير. فقوة المرأة في ضعفها ودموعها:
Frailty is the best characteristic of women, yet it is her potential power!
فالمرأة بدموعها وضعفها تستطيع قهر كل قهار وتركيع كل جبار.
وسِفر التأريخ، القديم و الحديث، يزخر بامثال نساء كان لهن الكلمة العليا في البلاط وقصور السلاطين والملوك . وقد كن في اغلب الأحيان سببا لوهن البلاد وتفشي الفساد وظلم الراعي للرعية . فالأميرة ماري انطوانيت في فرنسا كانت سببا في افلاس الخزينة وبالتالي قيام الثورة الفرنسية ضد الملك: لويس السادس عشر . وزوجة دكتاتور زمبابوي ، غريس موغابي- التي تصغر زوجها البالغ من العمر 83 عاما بفارق 41 عام، هي الأخرى سيدة السيد. فموكابي المعروف بأنه آكلة لحوم البشر ينحني امامها كخادم مطيع . وزوجة دكتاتور الفلبين، فيليب ماركوس ، كانت من السيدات السليطات. وقد ذكرت الصحف في حينها أنها اشترت حذاء بقيمة ألفي دولار واقامت ملاهي ليلية في نيويورك في نفس الفندق الذي تملكه.
ومن إحدى عادات النساء هي إعلان شكواها امام زوجها بمقارنة حالها بحال الجار والقريب: " زوجة جاري تملك سيارة، انها تملك مجوهرات وأنا لا املك حتى خاتما من حديد. " وفي هذا الموقف المحرج ليس للرجل الا القيام بتهدئتها بمهدئات المأثور من الكلام ومن اهمها: " القناعة والقسمة والنصيب. كل له نصيبه. الله اعطاه المال واعطاني الصحة. اعطى جارتك الثروة وسلبها الجمال." وما الى ذلك ..عسى ولعل... ومن الحقائق المسلمة أن جل النساء يتقربن من الرجال من له مال. يقال أن كسرى كان يختار الثري اذا زوج بناته ، ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب ، ومحمد نبي العرب كان يختار الدين. أرى أن مودة العصر في الأختيار الآن هي على طريقة كسرى. فالفتاة لو خُيِّرت فضلت هذا الصنف: اي الثري. كلما زادوا مالا زِدن حبا له.
فزوجات الموظفين يقدمن لرجالهن الماش قبل قبض الراتب والشاورما والكفتة بعد استلام المعاش . هذا ما عايشته بنفسي على الأقل. وفي الليل لا تفتأ تذكره بحكايات الغرام ولذيذ شهر العسل. وبالأمس كان حديثها بصل . بالجيوب الخالية كانت بطنه خاوية، وأن ما حدثت المعجزة وترفقت به رحمة بالأطفال أكّلته البرغل والجريش. ولدى امتلاء الجيب قدمت له الدجاج المشوي والعلي شيش. وكأنهن عندما يأتي الأمر الى الفلوس قد خلقن من ضلع أعوج، لا سمح الله.
ولا تختلف زوجات الرؤساء قيد شعرة عن زوجات المرؤوسين الا في شئ واحد. فهذه لا تقارن نفسها بصاحبة البيت الجارة بل بزوجة الدولة الجارة والمجاورة. ف (ليلى الطرابسلي) أزعجت زوجها المريض: " هل انا اقل شأنا من سوزان مبارك هذه النصف الويلزية – نسبة إلى مقاطعة ويلز البريطانية- تحضى بكل رعاية وكلامها يسمع وهي الكل في الكل وثرواتها تعد بالمليارت..." ظل الرئيسان المصري والتونسي صامدين لا يلتفتان إلى إلحاح زوجتيهما بادئ الامر فبدأتا بورقة الإبن البكر. تماما كمعظم النساء وهذا هو سلاح المرأة الفتاك الذي يذيب قلب حتى من لا قلب له. ورقة الطفل المدلل للضغط على الزوج. فاستسلما أخيرا لأرادتهما. ففقدا احترام وثقة الشعب على حساب كسب محبة الزوجة والطفل المدلل.
ويذهب الأمر الى حد دفع بعض النساء الأُوَل الأبن البكر الى أمام كي يرث والده في رئاسة الجمهورية بعد وفاته طمعا في المزيد حتى صار الأمر تقليدا يحاكى كما هو الحال في مصر وليبيا وسوريا واليمن وعراق العهد البائد ، الأمر الذي خلق حالة شاذة لا نظير لها بين الحكومات الا في عالم تسوده السيدات الأُول لرؤساء مرضى بداء السرطان والقلب وداء العظمة والجنون. فعبارة ( ناقصات عقل ودين ) لا صحة ولا اساس لها، لكنها ، رغم ذلك ، منطبقة على النساء الأُوَل ومستشارات الرئيس لو سولت لهن أنفسهن بالدخول في السياسة وشؤون البلد التي هي من صلب مهام الرئيس . فحينها تسير أمور الرعية في طريق اعوج متعرّج. انظروا ماذا تفعل بثينة ثعبان ببشّار الأحمَق . جعلته مجرم حرب بإستشاراتها الموقِعة في الشَرَك .
وستكون أول من تدير ظهرها له وستنقل بطائرات خاصة إلى...؟؟ الى بر الأمان حين تزف الآزفة ويقاد بشار الى حبل المشنقة المنصوبة له أمام المسجد العمري في درعا. إن ّ كيدها والله لعظيم. والأدهى من ذلك أن حرم السيد الرئيس وبعد توريط زوجها في مشاكل وازمات لا خروج منها الا بالتنازل عن العرش فإنها تخرج بريئة مما قدمت يدا السيد الريس. فتاخذ بيد ابنها وابنتها : " هيا لقد انفتحت امامنا الحياة بكافة مباهجها وملذاتها وليذهب العجوز السقيم الى الجحيم." كما فعلت سها عرفات وليلى الطرابلسي وغيرهن لا داعي لذكرهن جميعا .
كل الأقوال السلبية التي قيلت بحق المرأة ورفضتها وانتقدتها في مقالاتي السابقة تتوفر في السيدة الأولى إذا ما اعماها الجشع وأغراها الطمع فتورطت وورطت السيد الريس في قضايا الفساد والتصرف بالمال العام . فعندئذ تنقلب المفاهيم والمضامين رأسا على عقب .
فرياد إبراهيم