هل تصوت المرأه العراقيه لمن يريد أن يستعبدها؟



رزاق عبود
2005 / 1 / 28

بصراحة ابن عبود
تشتعل الحمله ألأنتخابيه، وتتصاعد دعايتها، في العراق، وتزداد حرارتها يوما بعد يوم. وتحت سخونة الحمله تتمدد السنة الوعود، وتزداد قائمة التصريحات، وتطول موائد ألأغراء. وتتضخم سجلات العهود. وكثر الحديث المنمق عن اشراك المرأه. وحشرت القوائم نسبة 25% للمرأه . رغم ان المرأه في العراق تشكل اكثر من60% من نفوس العراق. ولكننا لحد ألأن، لم نر امرأه واحدة تتصدر قائمة انتخابية، من القوائم التي تتدعي الدفاع عن حقوق المرأه، وتتحدث طويلا عن "دور" المرأه. هناك قائمة واحدة تجاوزت فيها نسبة المرأه 30%. مما يعكس ايمان حقيقي، وصادق بحق المرأه في الأنتخاب، والترشيح، وتبوء المناصب القياديه في ألأحزاب، والدوله. مساواة حقيقيه، كهدف، ومسعى، والتزام، وعهد، وايمان، وتشريع، وتطبيق.

وفي الوقت، الذي يتحدث فيه ممثلوا القوائم الدينيه سنيه، وشيعيه، على مضض، عن "وجود" المرأه ضمن القوائم ألأنتخابيه "حسب شروط المفوضيه العليا للأنتخابات". أي ليس برغبتهم .يفضح ممثليهم المعممين، او مدعي ألأنفتاح، من على شاشات الفضائيات زيف ادعاءات احزابهم. فافضل مكان للمراة ،برأيهم، هو بيتها، والمراة خلقت لتربية الطفل، وخدمة بيتها، وزوجها. والمرأه ،يجب، ان تتبع الرجل في كل شئ. حتى ان مشى في الطريق، فلا يجوز لها ان تسبقه، او تتخطاه. ولا يحق لها شراء شئ دون اذنه. ولا يمكنها الخروج من البيت دون اذنه. ولا تعمل، ولا تذهب الى المدرسه، ولا تخرج الى السوق، ولا تزور اهلها، او اصدقائها، او جيرانها، او حتى الذهاب لأصطحاب اطفالها من المدرسه، الا باذنه. فهو الحاكم العام، والقائد الأوحد، و"رب" الأسره. تأكل بعده، وتشرب بعده، وتنام بعده، وتنتظره في البيت لتقوم بخدمته. تنظف حذائه، وتمسح الأرض تحت اقدامه. يامرها فتطيع. يؤشر لها فتطبق. تضحك، ان ضحك، وتبكي، ان بكى. له ان يتمتع بها فقد خلقها الله متاعآ للرجل. يحق له ضربها، واهانتها، واذلالها. يحرق جسدها، او يتلذذ بتعذيبها. ولا يجوز لها، ان تترك البيت، حتى، ولو اشعل فيه زوجها النار. فهذه معصيه. ومعصية الزوج، من معصية الخالق. والعياذ بالله. لايحق لها ان تطلق نفسها منه، مهما فعل، لكن يحق له ان يطلقها متى شاء. له ان يتزوج عليها، من النساء ما يشاء، ويتركها معلقه بذمته. تزوج دون ارادتها، وتمنح فدية لقاتل. ولا يحق لها رفض من يتقدم لها، او يختاره لها ابوها، حتى لو كان قاتلا، او مجرما، او سارقآ، او ذميم تعافه النفس. فهذا مااختاره لها، وليها، وعليها، ان تطيع فالرجال قوامون على النساء.

يجب عليها التحجب، وتغطية جسمها. وألأفضل ان لا تظهر سوى عينيها. وأفضل كل شئ، ان تلبس البرقع ثم تضع خمارا يغطي حتى عينيها . فهي عوره، ويجب ان لا يراها الناس. المراة مجرد عورة لا يسترها سوى الحجاب ألأسلامي، وخاصة المفصل على الطريقه ألأيرانيه . لايجوز لها السفر دون رفقة ولي، فهي قاصر حتى، وان كانت رئيسة جمهورية. وان ابنها ألأصغر،الذي لايزال يمص اصابعه وصي عليها. يحق لأبنها، او اخيها، او زوجها، او اي من اقاربها، ان يؤدبها، ويربيها. بل حتى يغسل عاره بقتلها، لمجرد الشك، بانها تحدثت لغريب، او ربما تجاوزت الشريعه "السماويه" فمال قلبها لأحد الرجال غير ابن عمها، او ابن خالها، او ممن يرتضيه والدها، واخوتها، وعشيرتها. ان ضربها الرجل تشكره، وتقبل يديه. يتزوج عليها، حتى، وان قال كل ألأطباء، انه سبب عدم ألأنجاب فعليه، ان يجرب مع غيرها، وغيرها، وغيرها، ويبقيهن حريمآ في البيت. وان عصى، وسرق، وقتل تتستر عليه . وان كانت المرأه غير مسلمه فهي، مجرد خنزيره.

الرجال قوامون على النساء! هكذا يأمر الدين! لكن لماذا؟ وباي حق؟ لا شرح، ولا تفسير مقنع. تبريرات سخيفه، واستصغار مج بمكانة المراة. متناسين ان اكبر ديمقراطيه على الأرض"الهند" قادتها امرأه. وان النساء سبحن بالفضاء. في حين لا زال ملايين الرجال "المؤمنين" يصرون على، ان ذلك مجرد افلام امريكيه، ودعاية سوفيتيه قديمه. لكنهم يقرون، وعلينا ان نعترف، أن للمراة "دور". ولكن اي دور؟ طبيبة نساء؟ يمكن، اذا تفضل زوجها بالموافقه! خادمه، طباخه، كناسة، ماسحة ارض. كل هذا ممكن. ولكن عليها ان تتحجب، وان لاتصافح الرجال، ولا تلامسهم، ولا تتكلم معهم، ولا تمازحهم، او تضحك معهم. فهذا يتعارض، مع تعاليم الأسلام. بعد ذلك له، ان يستولي، حتى على ما تكسبه، فهو سيد الأسره، والبيت بيته حتى لو اشترته بمالها.

متناسين ان هذه قواعد بدويه، وضعت في صحراء العرب لتناسب نظرتهم المتخلفه للمرأه. وان الذي اختطها، ووضعها باسم الله، تزوج من النساء، ماتعدى سني عمره. ومنهن، من هي، اصغر من حفيداته. وذلك في هوس جنسي فظيع، وشذوذ يعاقب عليه القانون في الدول المتحضره. ويعتبر مرضا خطرا من الضروري متابعة، وحجز، او حجر المصابين به، او معالجتهم من هذا الداء. وايضا سعيا وراء ،مولود ذكر، لم يحظ به حتى مماته. وظل حسرة في قلبه عانت منه النساء، والفتيات اللاتي صادفهن. وألأن يجوز تزويج الطفله في ايران، او غيرها بعمر تسع سنوات، او اقل، وتعامل كامراة مادامت قد بلغت جنسيا. فاي دور، ومكانة، واهميه، ووضعيه ستكون للمراة باسم الله، والقران، والدين، والرسول. وهذا كله ليس سوى ارث متخلف، ورثه المتأسلمون، من بداوة عصر النبي، وبقيت المراة ضحيته الى يوم الدين. فلا يجوز لها سياقة السياره عند بعضهم، ولا تقود دراجه، او تركب حصانا فهذا يخالف تعاليم الدين الرجولي.

ففي، اي صندوق اقتراع ستضع المرأة العراقيه الباسله التي عانت من الظلم، والعسف، والقهر، والأبعاد، والتهميش، والسحق، وألأنتقاص؟ عليها، ان تصوت للقائمه، التي تضع كلمة "مساواة" المرأة. نعم مساواة المرأه، وليس "دور" المرأه، غير الواضح. في وقت اثبتت فيه المرأه، وفي كل المجالات دون استثناء "ماعدا خيالهم المريض" انها افضل من الرجل. وقد اثبتت اكثر من مره انها "رب" الأسره الحقيقي، وليس ذاك الرجل المتمسك بخيوط تعود لألاف السنين. فاللبوه هي التي تطعم الأسد، يا مجتمع الأسود. والنجمة كلمه مؤنثه، وهي التي تهدي من يظل في صحراء التخلف. والشمس ايضا كلمه مؤنثه، وهي التي تضئ الدنيا، وتبقي الحياة. الحياة ذاتها كلمه مؤنثه. وألأنثى هي من تلد، ولا تستمر الحياة بدونها.

فهل ستصوت المرأه العراقيه لمن يريد ان يطفئ النجمه، ويحجب الشمس، ويسحق الحياة؟ هل ستصوت المراه للظلام الدامس؟ لآاظنها تفعل. فهي لا تريد خنق نفسها بنفسها، بعد ان، منحت فرصة الأنعتاق، والتصويت لحريتها. ولا اظن انها ستصوت لسجانيها. فعقلها اكبر من ذلك.

رزاق عبود
23/1/2005
السويد