النار التي انهت معاناة انثى عراقية



حيان الخياط
2012 / 5 / 17

فتاة بعمر الزهور (آ.م) ، اقدمت على الانتحار بسبب ما تعانيه مع زوجها واهلها ، من وضع اقل ما يوصف بالمزري ، الزوج (م.ر) يضربها ويطردها من المنزل ، والسبب غيرته عليها ولهذا لا يسمح لها بالذهاب الى بيت اهلها او الاتصال بهم حتى (عدا فترة ما بعد الركلات والصفعات التي يوجهها لها فهو يرسلها الى بيت اهلها في هذه الحالة فقط) ، فيتلقفها الاب بضرب أقسى واعنف ، ويوبخها لانها تركت بيتها وزوجها وهذا ما لا يحق لها ، ومع ان الفتاة من مواليد 1992 الا ان لها طفلين! و زوجها هو ابن عمها وابن خالتها في نفس الوقت ، ورغم انه جاهد للحصول عليها والزواج منها ، الا ان قيم ضرب واحتقار المرأة لم تغادره.
في اليوم الذي انتحرت فيه ، كان زوجها قد ضربها صباحاً وخرج ، وعندما عاد وجدها لا تزال في المنزل ولهذا استشاط غضباً واخذ يضربها بلا رحمة وعندما اكمل طقوس الضرب والتفنن في ايلامها ارسلها الى بيت اهلها.
والجدير بالذكر ، ان زوجها اراد تطليقها قبل ان تُقدم على الانتحار ، وذلك لكثرة المشاكل ، ولانه متزوج بها عن طريق "الزواج كَصة بكَصة" او زواج الشغار (وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته على أن يزوجه الآخر ابنته او أخته.)
وبسبب هذا كله (وغيره مما خفي علينا) ،، اختارت الانتحار كحل لإنهاء هذه المعاناة ، وكانت المحاولة الاولى هي الموت بتيار كهربائي قوي ، ولكنهم امسكوا بها ومنعوها ، ولهذا لجأت الى احراق نفسها ، وقد دخلت المستشفى مدة 6 ايام على اثر ذلك وفي اليوم السادس
فارقت الحياة.
بقى ان نذكر ان هذا كله حصل في قرية "جيزاني الجول"/قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى.
لقد كثرت الحوادث التي تتسم بنفس الطابع ، او تشترك بنفس الاسباب ، ولا وجود لأي ردة فعل من قبل المسؤولين! هل سكوتهم دليل على موافقتهم ام على تكاسلهم؟ متى يتم تفعيل قوانين تجرم العنف الاسري؟ كل هذه الاسئلة تبقى مطروحة ومعلقة الى ان يصحو المسؤولون من سباتهم.