منزلق الخيانة الزوجية !



فاتن الجابري
2012 / 5 / 25

أفرزت سنوات الحروب والارهاب والعنف الطائفي مشاكل وكوارث أجتماعية مؤلمة لم تكن ظاهرة في المجتمع العراقي من قبل اوربما مسكوت عنها لانها محدودة في نطاق ضيق ، وقد تعود لاسباب عديدة بعد أنتشار وسائل الاتصال والقنوات الفضائية ، منها المسلسلات التركية المدبلجة ،والاعتقاد بأنها تعبر عن واقع فعلي والنموذج الحقيقي للحب والعلاقات الزوجية ، المرأة راحت تقارن زوجها ببطل المسلسل الوسيم الذي يتقن كلمات العشق والغزل والنظرات والهمسات ،عكس زوجها الذي هده الجري وراء لقمة العيش وتوفير حياة مناسبة للعائلة .
والرجل هو الاخر، يعمد الى مقارنة زوجته التي ترهل جسمها بسبب الحمل والولادة بجميلات التلفزيون من الفنانات ،ويتحين الفرص ليعبر عن ضجره من أهمال زوجته لمظهرها وزينتها وانشغالها بالاطفال .
أن الخيانة الزوجية ممكن أن تكون منتشرة في المجتمعات الغربية وهذا ماتؤكده دراسة بريطانية عن الخيانة الزوجية حيث وجدت أن النساء البريطانيات اللاتي يمارسن خيانة أزواجهن أو رجالهن يقعن في الحب مع عشاقهن غير المشروعين أكثر من الذكور، ويقدمن على الخيانة أيضا بعد الزواج. ووجدت أيضا أن الرجال البريطانيين غير المخلصين يقدمون على خيانة شريكات حياتهم بعد مرور ست سنوات من الحياة الزوجية، في حين تقدم النساء على الخيانة بعد مرور ثلاث سنوات فقط على الحياة الزوجية .. وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" الجمعة 18 مايو/أيار إلى أن البريطانيات يمارسن الخيانة أكثر بعد بلوغهن سن 37 عاما، مقارنة بسن 42 للرجال. وقالت إن 76% من النساء البريطانيات يزعمن أن الخيانة لا توقفهن عن حب أزواجهن أو عشاقهن، مقارنة بـ67% من الرجال البريطانيين.

أن الحديث من قبل بعض الرجال والنساء عن خيانتهم الزوجية سابقة تنذر بمنزلق خطير في بنية المجتمع العراقي ،قبل ايام كنت اتابع برنامجا اجتماعيا على احدى القنوات الفضائية ،لكن الملفت اتصالات لاشخاص يتحدثون عن الخيانة وكأنها رد فعل لتقصير الزوج أو الزوجة ،مهما تكن طبيعة العلاقة من غير المعقول أن تحل عن طريق الخيانة التي حرمها الشرع والقانون ،فتاة في العشرين تخون زوجها لانه لايسمعها كلام الحب ،وأخر يخون زوجته لانها مشغولة مع الاطفال !


أن ضعف الوعي الثقافي وميل بعض الاشخاص للتقليد ،رغم أن المجتمع العراقي الان تغلب عليه صفة التدين والمرأة

العراقية عرفت بألتزامها الديني والاخلاقي ،لكن قد تنزلق الى حضيض الخيانة والتفريط بجسدها وكرامتها بفعل الزواج القسري والمبكر وسوء معاملة الزوج وعنفه ، يجعل بعض النساء يهربن من حياة الواقع الى الاحلام لتحقيق الرغبات المكبوتة والانجرار خلف بريق السراب الخادع ،فيخسرن انفسهن واسرهن ويكون مصيرهن الطلاق او الانتحار هربا من الفضيحة .
اما القضايا التي تقام حول هذا الموضوع ورغم التعتيم الاجتماعي عليها فهي تخضع لقانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل. فحسب المادة 377 من القانون العراقي تعتبر الخيانة الزوجية جريمة يعاقب عليها قانونيا وذلك بالسجن من عام الى ثلاثة اعوام باعتبارها نقضا للعقد الذي اتفق عليه الزوجان ولا تخرج السيدة المدانة بهذه الجريمة الا بعد ان يوقع والدها وإخوانها تعهدا بعدم قتلها لذا فقد تختار الكثيرات البقاء الاختياري في السجن اذ لا يوجد مكان آخر يحمي الواحدة منهن من تهديدات القتل. اما الزوج الزاني الذي تثبت علية جريمة الزنا فتستطيع الزوجة رفع دعوى طلب الطلاق منه للضرر، فليس هناك اشد ضررا للزوجة من الخيانة، وفي تلك الحالة تستحق الزوجة نفقة العدة ونفقة المتعة ومؤخر صداقها..