الزوج يريد تغيير المدام



اسماعيل موسى حميدي
2012 / 5 / 29


بعد ان استكمل مشوار حياته الاجتماعي واجتاز سنوات البحث الطويلة عن مواصفات زوجة لاتبتعد معاييرها عن "الفول اوبشن" وخلص من مرحلة التنقيب والاستقصاء في احوال النساء التي اضنته لسنين حتى عاش مع زوجة يحبها بملء مشاعره ويشتاق اليها بعمق روحة حتى في لحظات تواجده معها وبكل شغاف قلبه في لحظات الابتعاد عنها ،وبعد ان امضى سنته الاولى ثم الثانية ثم الثالة وغاص في تداعيات المجتمع وانشغلت حياته بمطالب الاسرة وقعقعة الاطفال واخذ الشحوب ياطر جبين زوجته والانكسارات أخذت الكثير من ملامحها البراقة بسبب الجهد الذي بذلته على الاسرة وعمليات الولادة التي غيبت كثيرا من روح شكلها الخارجي وبعد ان ذهب الروتين الحياتي اصبوحة الزواج ونضارة الوله، وبعد ان استعار الاطفال رومانسية الدعابة، راح الزوج يقف كثيرا مع زوجته في محطات الكر والفر والشد والجذب واللغط ليذوب الاثنان في حبكة الاسرة وتجاذباتها ليجد الزوج نفسه أمام مسؤولية الزواج الذي ابتعد كثيرا عن الشاعرية.
وبما ان الزوج يتطيب بسر الجمال فهو ينقّل انظاره بكثرة في وجوه المارة من الجميلات اللائي يملئن الاماكن بملابس تشد الانتباه وتستثير الغرائز ولكي يعود الزوج الى الوراء ويستشعر من جديد رومانسية الشباب ولوعة المشاعر راح يبحث عن علاقة حب توجع القلب من المتاح والمبتذل في الحياة، فعملية الحصول على حبيبة جديدة سهلة جدا فالفتيات قد هيجت كلمات المشاعر واغاني الحب وافلام الغرام ووسائل الاتصال حفيظتهن الرومانسية واصبحن في مائدة العرض كثر .. وهكذا انحرف الزوج عن خريطة الاسرة النفسية ظنا منه ان كثرة العلاقات سوف تجعله في سعادة الحب الدائمة وعل ذلك يبعده او يخفف عنه وطأة الزوجة ثقيلة الظل بمطالبها البيتية وهكذا فقد ضاعت حكاية الغرام الاولى ودخل الزوج في دوامة الفوضى وعاشت الزوجة في شرنقة الظلام والبؤس وبذلك وبسبب تشتت مشاعر الزوج هنا وهناك تلاشى حس الاطمئنان النفسي عند الزوجة الذي هو وقود عش الزوجية وروحها ،نعم الزوج اصبح مفرغا تماما من الكلام المعسول بالحنان والحب فقد استنفذه لحبيبة الباحة وبذلك فقد دفعت زوجة العصر ضريبة الحياة المدنية التي تطل علينا بعشوائية وبصورة مفرغة من محتواحها الرمزي والديني والقيمي والاعتباري الصحيح ،هذا باختصار ما يدور في غالبية فلك الاسر الحديثة النشئة وهو مثلبة كبيرة في المجتمع .وانا بدوري اقترح مجموعة من الاعتبارات العلاجية فلربما تخفف من كاهل هذا المرض الاجتماعي الفتاك الذي تدفع ضحيته المرأة المسكينة وانصح الرجل به وهي كالاتي:
1- على الزوج ان يفرق بين القناعة والطمع فالقناعة بالزوجة التي اختارها ابتداء سوف تستمر حياته العاطفية معها عندما يضع حدا لمشاعره مع حدود زوجته اما اذا كان طامعا فانه سوف لن يقف عند حد إذ انه لو وجد امراة جميلة فانه في يوم اخر سيجد الاجمل والانضر وهكذا سوف يبقى في دوامة مفرغة تشتت له مشاعره.
2-غض البصر خير علاج للزوج فعن طريق النظر والتركيز في تفاصيل الاخريات فان ذلك سيؤدي الى تبعثر مشاعره الحقيقية اما اذا بقي نظره يدور في فلك زوجته فانه سيجد ان مشاعره تتجدد يوما بعد اخر لتتحول الى علاقة عشرة محبوكة يرى زوجته فوق كل نساء العالم وهذا ما داعنا به الله سبحانه وتعالى في القران الكريم.
3- للزوجة دور لاينكر في هذه القضية من خلال المحافظة على خط جمالها على طول الحياة مع تمتعها بذكاء عاطفي عالي الجودة تستطيع من خلاله استقراء نفسية زوجها والحضور النفسي معه في كل وقت ومع المحافظة على شخصيتها الانفعالية امامه وامتصاصها لاغلب حالات الغضب والتوجس التي يعيشها الزوج معها.
3-ذكر الله سبحانة وتعالى باستمرار والتوجه العبادي الخالص له من قبل الزوجين سيجعل بينهما مودة لايمكن ان يفرطان بها تكون هي بمثابة المحرك لحياتهما العاطفية والشعور الحقيقي بقيمة الاشياء.