هل تقبل بإسقاط الهويّة الإنسانيّة عن المرأة ؟!!!



عمار مها حسامو
2012 / 6 / 4


كثرة انتشار الشَرطة و قوى الحفاظ على الآداب العامة ليست بإشعار حضاري يعكس لوحة زاهية الألوان تظهر فيها القوى المسؤولة ساعية إلى حماية أفراد المجتمع و صون الأخلاق العامة لكن و بدقة يعكس انتشار السرقة ، الاغتصاب ، التحرش والخروج عن القانون .
وكذلك كثرة انتشار المطبّات الأرضيّة في الشوارع يعتبرها البعض أنها ميزة إيجابية تدّل على حرص الدولة والمسؤولين فيها على حماية المارّة ، نعم الهدف منها حماية المارّة ، لكنه في الواقع دليلاً على عدم اكتراث السائقين بالأرواح البشريّة و عدم مراعاتهم لقوانين السّير و إشارات المرور .
و أيضاً في مجتمعاتنا تنتشر الجمعيات واللقاءات التي تطالب بحقوق المرأة وصون إنسانيتها ، طالما بقي المجتمع متشبثاً بعوائده التي ترى المرأة على أنها مخلوق درجة ثانية ، كون الرجل قد احتل المرتبة الأولى وبدون أي منازع .
العالم الافتراضي " الإنترنيت " وعن طريق الفيسبوك تنتشر صفحات كثيرة تطالب بسن قوانين للحد من اضطهاد المرأة داعية إلى مشروع التوعي الاجتماعي .
ومع انتشار نظام الأسئلة الفيسبوكية ، وعلى الرغم من نخبوية مشتركي الإنترنيت عموماً والفيسبوك خصوصاً ، نجد هناك شرخ كبير بما عرفنا تلك الصفحات وما قدّمته من مواد و بين الأسئلة التي تطرحها فهناك أسئلة كثيرة على صيغة " هل تقبل للمرأة ذلك أسوةً بالرجل " ... ؟!!!
هل تقبل للمرأة قيادة السيارة أسوةً بالرجل ؟!!
هل تقبل أن تستلم المرأة مقاليد رئاسة الدولة أسوةً بالرجل ؟!!

هل أنت مع أم ضد أن تبادر الفتاة لإبداء إعجابها بالشاب ؟!!
هل أنت مع أم ضد ضرب المرأة ؟!!
هل توافق على اعتبار جرائم الدّفاع عن الشرف جريمة قتل ؟!!!
فبالنسبة لقيادة السيارة ترجح كفّة القبول ، وبالنسبة لتسلم مقاليد رئاسة الدولة يغلب الرفض الشديد ، أما الأسئلة المتبقية تتراوح الإجابات بين القبول والرفض و خيار ثالث ضمن إطار لايهمني أو لا أعرف .
وجود هذه الأسئلة المنتشرة في صفحات الفيسبوك ليست إلا مظهراً يصف المرأة كمخلوق درجة ثانية ، تختلف عن الرجل ، أفرغت المرأة من الصفة البشريّة ، فإسقاط الهويّة الإنسانية لا يحتاج إلى استفتاء بل من المعيب أن يكون هناك استفتاء حول حق مشروع لها ، وأن كنا داعمين لحقوقها مناصرين لقضيتها الإنسانية ، لكن يبدو أن شيء يكمن في الموروث الكامن في داخلنا من سلوك المجتمع .
على المراة أن تنطلق وتقود السيارة ، وتشارك في قيادة العائلة ، المجتمع و الدولة في كافة مؤسساتها .
أنتظر اليوم الذي سننتهي من آخر إشارة مرور و مطّب أرضي و إغلاق آخر صفحة كانت تطالب بحقوق المرأة .