الحملة الايمانية ونتائجها



نجاح الابراهيمي
2012 / 6 / 8

بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وسقوط افغانستان في احضان الظلام المدعوم من الغرب وبعد تداعيات وزحزحة نظام صدام اثر الانتفاضة الشعبية برزت في العراق ظاهرة مايسمى بالحملة الايمانية حيث ركز النظام البعثي على ارسال كوادرة وقياداته الى الخارج في تعلم التوجه الديني الجديد حتى ان قسم من كوادرة ارسلت الى افغانستان للتدريب .وبدا الاعلام البعثي يركز على مفردات دينية واخذت المدارس والكليات ودوائر الدولة تبث تلك المفاهيم واحيانا ارغام على ارتداء شي ء جديد اسمه(الحجاب) مما دعى التجار وهم اغلبهم من شريحة النظام اغراق السوق بالحجاب بمختلف الموديلات وهنا بدات ظاهرة الحجاب .العراق كما عرف في مختلف المراحل السابقة كانت المراة العراقية تنقسم في ارتداء الزي الى قسمين القسم الاول وهو الغالب في مراكز المحافظات والاقضية هن سافرات والقسم الثاني والذي يعيش في النواحي والقرى والارياف وقسم في المحافظات يرتدين العباءة.النظام الصدامي الكل يعرف توجه الفكري والاعلامي كان ضد المراة وضد مساواته مع الرجل وكلنا نعرف الحال الذي اوصل (الماجده العراقية)وكما وصفها النظام الى بيع شرفها في دول الجوار والعمل ليلا ونهار من اجل لقمة العيش بل تركت نساء كثيرات التعليم وتفشيت ظاهرة الامية بل انتشرت ظاهرة الدعارة مرة مدعومة من النظام ومرة حاربها النظام حين بدات تنتشر في العراق .النظام حين سعى الى الحملة الايمانية المزعومة كانت له مأرب كثيرة منها حين انهارت الانظمة الاشتراكية التي كان النظام يقيم علاقات صداقة وتعاون معها وبعد الانتفاضة الشعبانية التي هزت اركان النظام بدا النظام يبحث عن وسيلة خلاص من المحنة التي يمر بها .وبدات يده تمتد الى مساعدة الاحزاب الاسلامية وخاصة حركة طالبان . ما نتج عن الحملة الايمانية اثناء الحكم الصدامي .اولا بروز ظاهرة تعدد الزوجات وما لها نتائج سلبية في وضع اقتصادي متهري حيث ضياع اسرة على حساب اسرة جديدة وطمس حقوق المراة الصابرة الزوجه الاولى.انتشار ظاهرة زواج المتعه في المذهب الشيعي ومدعوم من النظام حيث انتشرت ظاهرة مكاتب دينية تعمل في السر وفي الخفاء لترويج العملية وهذة الظاهرة تركت اطفال بلا هوية ونساء بلا زواج رسمي ومشاكل قضائية كثرت في المحاكم.بروز ظاهرة غسل العار وازدهارها مما خلق تخلخل في المجتمع العراقي وكم من امراة قتلت زورا وبهتانا وهناك قصة سمعتها من طبيبة تقول ان فتاة جلبت الى ممرضة في مركز صحي في احد الارياف لتحديد وجود غشاء البكارة بعد ملاحظة الممرضة القليلة المعرفة الطبية من انتفاخ بطن الفتاة قالت لهم مبروك حامل وكان اهلها ينتظروا في باب المركز الصحي مما حدى بالاهل ان يقتلو الفتاة واكتشف بعد تشريح الجثة ان الفتاة تحتفظ بعذريتها وانتفاخ البطن ناتج عن اكياس مائية.تبا لمجتمع يقاس شرف الفتاة في غشاء ممكن يتعرض للتمزق اثناء الطفولة نتيجة حادث وهناك كثير من الحالات نساء يولدن بلا غشاء وهناك اغشية مطاطية لاتتمزق بسهولة وتوهم الزوج الجديد بانه ممزق واتسائل لو كان هذا الغشاء يملكه الرجل هل يستطيع المحافظة علية ساعة واحدة ويلا لمجتمع ذكوري يكيل بمكيالين الرجل من حقه اقامة العلاقات الجنسية في مختلف مراحل العمر ويتفاخر بها امام اصدقائه واهله والمراة تقتل وتذبح من الوريد الى الوريد لو مرة بتجربة حب فاشلة وهل معيارالشرف والقيم يحدده هذا الغشاء ؟والكل يعرف هناك في السر تقام عمليات ترقيع لغشاء البكارة هنا وهناك خوفا من الفضيحة والعار.اليس هذا جرما بحق المراة في مجتمع تحكمه الاعراف العشائرية البائدة والنزعة الدينية المتسلطة؟ونس مجتمعنا المتخلف ان عمل المراة وحبها للحياة واخلاصها لعملها ومعرفتها ومنزلتها العلمية والثقافية وصدقها هي المعايير الحقيقية لتقيم المراة.بعد كل هذا وذالك سقط النظام وبقت قوانين الحملة الايمانية مدعومة من النظام الديني المهيمن في العراق حيث فرض الحجاب القسري على الطلاب والطالبات في كافة المراحل الدراسية وفرض مايسمى بالزي الاسلامي والتلاعب بقانون الاحوال الشخصية والمس بكرامة المراة ومما اوصل الوضع الى نتشار ظاهرة زواج المتعة الغير مدعوم بالوثائق الرسميه وحسب احصائيات رسمية ارتفاع ظاهرة الانتحار بين وسط الفتيات اللواتي يعانن من سوداوية المستقبل ومن القيود والضغوط التي تمارس من قبل المجتمع والنظام الديني.واخيرا ندعوا جميع المتنورين والمثقفين والمنظمات المدنية العاملة في العراق التحرك لاانقاذ الوضع المتردي الذي تعيشه المراة من كبت وسجن في اربعة جدران ومصادرة حقوقها .