أخرج أيها العربي من غابتك لتحيا كالبشر.. رداً على مقولة -المرأة عدو المرأة-



بلقيس حميد حسن
2012 / 6 / 22

لا أدري بالضبط من قال "أن المرأة عدو المرأة", ولا يعنيني ان كان امرأة أم رجل, لكنني طالما أسمع تكرارهُ على السنة أهل الفضائيات العربية من الرجال, والخليج تحديدا, والذي يأتينا من صحرائهم كل فكر متعصب وداع الى العودة الى الوراء.
يارجال العرب, رغم كل حقوقكم وحرياتكم وقوانينكم التعسفية لصالحكم, لكنكم لم تستطيعوا ان تتضامنوا مع بعضكم كرجال في كل شيء, حتى جعلتم الحياة العربية جحيما لايطاق, فمزقتم البلدان, وأشعلتم الحروب, وقتلتمونا حروبا وقهرا وجوعا وتشردا دون ادنى حكمة منكم للمحافظة على ماتملكون, حتى الشجر والحجر لم يسلم من شروركم؟
وتأتون لتطالبوا المرأة التي تقتلونها بأيديكم أن تكون خارقة لتبلغ مستوى تتجاوز به كل مظالمكم لتتضامن مع سواها من القتيلات..
لقد باتت مقولة" المرأة عدو المرأة" هذه تردد كحجة تواجه بها حقوق المرأة, وصارت مسلمة من المسلمات التي تجعل المرأة أيضا هي المذنبة في كل مايصيبها وكأن الرجل براء رغم انه من وضع القوانين وفرض تقاليده, وأقعدها خلف الأستار والحجابات, وأغمض عينيها وعقلها بأمراضه وغيرته المقيتة, وعنفه, وتهديداته وسيطرته عليها بقوانين تكبلها وتجعلها أسيرة له طوال العمر, فالطلاق من حقه هو فقط, والأولاد ينتمون اليه وتحرم منهم إن تمردت عليه, والنشوز لها ان رفضت بيت الطاعة, ويريدون منها أن تكون فيلسوفا وعبقريا وهي في حياة مليئة بالمآزق التي لا تعرف كيفية الخروج منها, يريدون منها وهي الغارقة ببئر مظلم من القهر, ان تنجد غارقات أخريات.
إن أغلب النساء في عالمنا العربي محرومات من التعليم والحرية, والاستقلالية والخصوصية في كل شيء تقريبا, فكيف تريدون منهن النضج الذي يجعلهن يصلن الى مستوى التضامن مع بعضهن لبلوغ الهدف المنشود؟
يارجال العرب
بقيتم تدورون في مرض اسطورة غسلت بها أدمغتكم على مدى الأجيال, اسطورة بالية ربطت الأفعى او الشيطان بالمرأة, وجعلتها ظالمة في نظركم مهما كانت وتنسون امهاتكم في غمرة ذاك النقاش والحكم الظالم. فتنقلب الموازين لتنجحوا في إحباط همّة المرأة وإخفاء صراخها واحتجاجها على جبروتكم وأمراضكم النفسية.
ألستم من وضع الشريعة على يد رجل نبي؟ ألستم من كتب القوانين واعتمد هذا الاضطهاد وهذا النظر اليها كنصف انسان في الارث, والشهادة, والحياة, والعبادة وفي كل شيء؟
آسفة إذ يذكرني وضع الرجل العربي بأسد الغابة الذي من طباعه أن يمتلك أكثر من لبوة, والذي يجمع اناثه ويبول على الأرض على شكل دائرة تجتمع بها كل اللبوات, وذلك كي لا يمس أسد آخر لبوة من لبواته, وليشم الأسود بولهُ ليعرفوا أنه مالك الأناث بحدود الدائرة البولية تلك, رغم أن اللبوة هي من تأتي بالفرائس غالبا وليس الأسد ,الوحش, المخيف المرعب, المستغل لجهدها وانوثتها...
أليس هذا هو حال الرجل العربي؟ أليس هذا نظام الغابة الذي تطبقونه في مدنٍ يبني الغربُ لكم بها ناطحات سحابٍ وأبراجا وجامعات؟
أليس هذا دليل على أن الرجل العربي لا زال في الغابة ولم يخرج منها, ومتى مانفض عنه تصرف الوحوش هذا ربما استطاع ان يبني حضارة قائمة على العدالة وليست حضارة قائمة على الاسمنت والقهر والطعام المستورد فقط.. .
أخرج أيها العربي من غابتك لتحيا كالبشر ..
21-6-2012
www.balkishassan.com