أختي, من هنا تبدأ الدائرة!!



مردخاي كيدار
2005 / 2 / 7

لقد طرحت الأخت وجيهة الحويدر سؤالا في غاية الاهمية: من أين تبدأ دائرة العنف والتمييز ضد المرأة؟ وكان مقالها يصف الدائرة الموجودة في الغرب وفي العالم العربي مع وضع النقاط على الحروف, ولكن الجواب - من أين بدأت دائرة التمييز والتهميش التي تعم جميع انحاء العالم وكافة الحضارات - لم يرد في المقال.

ولو سمحت لي الأخت وجيهة - اعطيها الجواب الذي أراه انا شخصيا من نقطة النظر الذكورية, وهي بطبيعة الحال تعميمية:

السبب هو طبيعة العملية الجنسية التي تتم في نفس الصورة في جميع الحضارات على اختلاف الاديان والثقافات:

الرجل هو القوي (بصورة طبيعية او بفضل الفياغرا) والمرأة هي الرخوة

الرجل يخترِق ويقتحِم والمرأة مخترَقة ومقتحَمة

الرجل يأتي من الفوق والمرأة ترزح تحت ثقله

الرجل عامة يستمتع جسديا من العملية الجنسية ولا يشغل باله بالمرأة ومدى استمتاعها هي الاخرى

الرجل يرى بالعملية الجنسية انتصارا شخصيا بينما ترى المرأة بها فرصة لنيل اهتمامه

الرجل يرى بالجنس حقا له على المرأة والمرأة تشاركه هذه الرؤية

الرجل يرى بالعملية الجنسية تثبيتا لفحولته بينما ترى المرأة تفسها وعاءً لها ولنتائجها

عند الرجل تنتهي العملية الجنسية بالاستمتاع والنوم وعند المرأة تبدأ بالعملية سلسلة آلام الحمل والقرف والولادة والترضيع والتربية.

والشيء الأهم: العملية الجنسية تخلق في عقلية الرجل شعور بالتفوق بينما تترك عند المرأة الشعور بالدونية.

وعند الكثير من الرجال تتسم العملية الجنسية بالقساوة البدنية المشوبة بالعنف والنساء يتحملن هذه الحالة ويعتبرنها طبيعية.

فالعملية الجنسية بلا شك بها الكثير من التمييز ضد المرأة الناتج عن طبيعة هذه العملية عند البشر.



وفي المجتمات التقليدية تخرج ظواهر التمييز هذه من اطار غرفة النوم الى الفضاء العام. فالمشاكل التي تعاني منها المرأة العربية هي نفس المشاكل التي تعاني منها المرأة في أجزاء واسعة من الهند حيث تُحرق الارملة حية ً مع زوجها المتوفي, واشكال التمييز في افريقيا اقسى منه في اغلب المجتمعات العربية. والسبب واحد: عقلية الذكر التي تتبلور بين الملاحف ترافقه خارجها أيضا فينظر الى المرأة - زوجته كانت ام امرأة اخرى - بنفس الاسلوب ويعاملها في كل مكان, في البيت وخارجه, بالعقلية التي تبلورت عنده اثناء العملية الجنسية.

أما المجتمعات المعاصرة الغربية فهي تحاول الفصل بين السلوك الجنسي - المفروض عليها بفضل الفطرة الانسانية - وبين السلوك الاجتماعي. ومن هذه المحاولات نبعت شعارات مثل "مساواة المرأة بالرجل" و"تحرير المرأة" وتحريم العنف ضد المرأة وجميعها يعبر عن الرغبة في ابقاء العملية الجنسية في حدود السرير وعدم تسليط اسلوبها على مجريات الامور في الفضاء العام. ولكن النجاح في هذه المحاولات محدود لان الرجل هو نفس الانسان – او بالأحرى نفس الحيوان - في كل مكان وفي كل زمان, ومن الصعب عليه ان يتحرر من اسلوب سلوك وتفكير تحكم به منذ آلاف السنين, ولذلك لا تزال ظواهر تهميش المرأة واذلالها وقهرها والتمييز ضدها موجودة في جميع الحضارات في العالم وهي تختلف بنسبتها وبالقوانين التي تقننها أو تحرّّمها والتي كثيرا ما تصطدم بمشاكل التطبيق.



هذه هي رؤيتي من المنظور الذكوري بلا لف وبلا دوران, وبلا ادنى محاولة لتغطية الحقيقة التي يعلمها نصف الدنيا والنصف الآخر أيضا...



مردخاي كيدار

جامعة بار ايلان

اسرائيل