دفاع عن الصديقة/الحبيبة/الام/الاخت/الالهة/المرأة.. البكارة و عقول الحجارة..



اجرعام ساكورا
2012 / 6 / 23

الفحل العربي الأصيل في مجتمعاتنا المتعفنة يفترض مسبقا بشكل سطحي وغبي و بليد أن المرأة التي ستصبح زوجته مكتوبة بسمه منذ ولادتها.. لا يحق لها أن تخطأ ولا يحق لها أن تحب و تمرح كما يحق له هو.. ولا يحق لها أن تفعل شيء يخدش مفاهيمه هو للشرف والعنتريات الرجولية التي وضعها مسبقا بمساعدة رب الرمال المتصحر.. لا يحق للفتاة الا أن تقبع في الزاوية بانتظاره حتى يأتي هو ويدفع ثمنها ويملكها بجسدها وروحها وقلبها.. وكأنها دجاجة او بضاعة جاء هو ليقرر مصيرها ورغبته فيها او عدم رغبته.. بينما المسكينة لا تملك غير الانتظار في تلك الزاوية الباردة الصماء بالتقاليد المعمياء والمهينة للمرأة وحرية واحقية المرأة كانسانة.. وان اكتشف أي شيء يخدش الشرف من وجهة نظره "ولأي سبب" فأنه لا يتردد عن التعامل معها كشيء يملكه كأن يقتلها او يفضحها او يعذبها او يمزقها او يجرحها و يحرق ملابسها اما ابنائها.. وان لم يفعل ذلك فأنه يعيش في قلق و مهانة العار حتى يصاب بالجنون.. او يقوم بالأنتحار !!

نحن نعيش في مستوى متخلف من الانسانية يظن الكثير فيه أن المرأة هي ذلك الغشاء او ذلك الشيء الذي يملكه ويتملكه بلا منطق سليم فقط بمنطق مفاهيمه وأعرافه الجوفاء.. أنهم يجعلون المرأة معيارا لشرفهم وفحولتهم ومفاهيمهم المنفوخة.. يجعلون المرأة ثوبا يلبسونه.. فأن أخطأت بنظرهم تخلصوا منها ليس لحبهم فيها او لخوفهم عليها.. بل لخوفهم على نفوسهم وعلى شرفهم وسمعتهم وذواتهم.. أنهم لا يخافون أكثر من ذلك في غالب الحال.. و لنا جلسة هادئة مع هاؤلاء المغوغ الهمج اصحاب التيستوستيرون المتعفن نسألهم فيها:

هنالك من تولد بلا غشاء وهذا مثبت طبيا.. فماذا يقول الثور الهائج عن ذلك؟؟
هل هي غير شريفة بالفطرة؟؟
ما الذي يضمن لك ان الغشاء اصلي و ليس ترقيع؟؟
اذا افترضنا سلامة الرقاقة.. فهذا لا يدل على نظافة سجل الفتاة من المغامرات و السوابق طبقا للمعايير الشرفية العربية.. فكيف نعرف المرأة الشريفة من غير الشريفة؟؟
وهل العذرية الطبيعية هي المقياس لأخلاق المرأة وعمقها؟؟
و ماذا عن انسانيتها؟؟
هل انسانية و قيمة المرأة تكمن في بكارتها او في ذلك الجلد الميت؟؟
واذا فقدته و هذا يحدث كثيرا.. فهل نحكم عليها بالعيش مدمرة مسحوقة ومضطهدة تحت نظرات الرجل المتعجرفة و السطحية؟؟
اليس من القبح و الاهانة أن نجعل قيمة المرأة في بكارتها او بذلك الغشاء الميت وان نجعلها تفقد حقها كانسانة وممارسة حقها في الحياة كانسانة اذا فقدته؟؟

اني ايها الاعزاء اعلن كفري بهذه المجتمعات التي تنسى انسانية الفتاة وتحجبها بغشاء ميت.. هذه المجتمعات التي قد يتخلى الأب عن ابنته ويضطهدها ويعدم حياتها ويدمرها من اجل ذلك الغشاء الذي يؤمن ويقدسه وهما.. والمشكلة الأعظم انه لا يفعل ذلك حبا لها بل حبا لنفسه وخوفا على شرفه المنفوخ.. انه يجعل من ابنته وذلك الغشاء معيارا لرجولته ولسلامة شرفه بين ذلك القطيع الذي يمارس نفس حماقاته على المرأة الحائرة بينهم..