مؤشر حقوق المراة هنا ما زال يشير الى الصفر



سامي كاب
2012 / 6 / 25

كيف افهم المرأة فهما حضاريا ؟

لولا انني انسان يحتوي بكيانه ارقى القيم الانسانية ومعانيها الطبيعية لما احببت انثى الانسان حبا صادقا طبيعيا نقيا ولما اعتبرت الانوثة شعاري في الحياة
الانوثة بالنسبة لي تمثل الحرية والسلام والعدالة والتسامح والاخاء والشراكة الحياتية والانتماء للانسانية والصدق والاخلاص والعطاء والتفاني والوفاء وكل القيم الحضارية الراقية في حياة البشر
الانوثة هي سر الوجود الطبيعي وسر ديمومة الحياة للانسان وتحقيقه اعلى درجات الرقي
الانوثة هي الانس والمحبة والثقة والقوة والجراة والتمكن والذكاء والشجاعة في مواجهة الحياة وصنعها واتقانها واكتشافها
الانوثة هي المحفز والطاقة اللازمة لاستمرار الحياة على الارض ولمواصلة الحياة واعمار الكون
تستوجب الانوثة من كل انسان واعي يدرك الحياة ادراكا ذكيا بان يعتبرها شعارا له في حياته ويقدسها جل تقديس فيحب المراة ويحترمها ويحافظ على كيانها قبل الحفاظ على كيانه ويقدم لها كل حقوقها بالحياة
حبي للانثى ليس حبا شهوانيا غريزيا انما هو حب اخلاقي قيمي فكري حضاري شامل
حبي للمراة كانثى انسانية يعتبر مبدأ اصيلا في كياني الثقافي والمعرفي والفلسفي
حبي للمراة هو جزء عضوي اساسي في شخصيتي ومكون في منهجي بالحياة
حبي للمراة يعتبر قصة حياتي ووجودي وعلاقتي بالكون المحيط بي
احب المراة كما احب ذاتي واقدسها كما اقدس ذاتي واحترمها كما احترم ذاتي
المراة انسان وانا انسان والفارق بيننا هو الجنس فانا ذكر وهي انثى نحمل صفات طبيعية ميزتنا بها الطبيعة دون ارادة احد منا
وحسب التكوين الطبيعي لكل منا فاننا نكمل بعضنا البعض فلا يقدر احد ان يستقل بحياته ويواصل وجوده دون الاخر لان عناصر الحياة وديمومة الوجود ناقصة عند كل منهما فلا تكتمل اللا باجتماعهما على مساحة الوجود ككيان مزدوج بطرفيه الذكر والانثى مكملين لبعضهما كفلقتي بذرة تنتج زرعا ليواصل وجود النوع
هذا هو الفهم العلمي الحقيقي اللذي احمله عن علاقتي مع المراة انثى الانسان
والمراة كيان حقيقي موجود قابل للفهم والادراك والتمييز والوعي الكامل بعلمية ومنطقية وفلسفة وجودية تقدر قيمة الشيء في موقعه وحيزه الطبيعي
بغياب المراة عن مسرح الحياة يكون هناك نقص في القدرات والطاقات والفعاليات وعناصر الخلق والوجود والحركة الضرورية لصنع حياة الانسان الطبيعية
غياب المراة عن مسرح الحياة له نفس القيمة لغياب الرجل بل واكثر لان حيز المراة الوجودي ذو حساسية اكبر وتعقيد اشد وقيمة اعلى
الانثى هي اللتي تحمل الجنين وتغذيه وتنميه بداخلها فهو يرث من امه ثلاثة ارباع صفاته الوراثية والربع الباقي فقط من ابيه
الانثى هي اللتي تربي وتنشئ الانسان في طفولته وتعلمه فن الحياة وتزرع بداخله القيم والاخلاق ونظام السلوك وتزرع في عقله منهج التفكير وفلسفة الحياة وكيفية ادارتها واسلوب تفاعله مع عناصرها وتنظيم حركته مع محيطه اي انها هي اللتي تصنع شخصيته بكل مكوناتها
والانثى تمتلك من الصفات الجسدية والعقلية والنفسية والقدرات والمؤهلات اللتي تفوق بكميتها ونوعيتها ما يمتلكه الرجل او الذكر
وعلى هذا فاننا نقول لا نريد منح المراة قيمة اعتبارية اكثر من الرجل بل مساوية له رغم ان مساواة المراة بالرجل حقيقة ظلم لها وتقليل من امتيازاتها الطبيعية
ان مساواة المراة بالرجل بالمعنى الاجرائي والقانوني والنظامي والاجتماعي الشامل تعني ان تحصل المراة على اعتبارها الاجتماعي الكامل من احترام وتقدير وحب ورعاية واهتمام وحفظ حقوق مادية وصيانة نفسية ومعنوية كاملة وان تحصل على كافة مقومات حياتها الطبيعية المستحقة لها مكانيا وزمانيا وظرفيا وموضوعيا وان يتم توفير كافة اللوازم والامكانيات الضرورية لها لتعيش حياتها بافضل صورة ممكنة وتحقق ذاتها وتؤكد وجودها بما ينسجم مع طبيعة كيانها
المرأة في بلاد العرب والاسلام لم تحقق من هذا الوضع نسبة تذكر وما زال مؤشر قائمة حقوقها الحياتية يشير الى الصفر
يحتاج الامر الى هبة قوية يشارك بها كل انسان مفكر واع مدرك مميز يمتلك حسا انسانيا حضاريا راقيا في سبيل منح عجلة التقدم طاقة دافعة لتحقيق حركة طفرية قوية في مساحة حقوق المراة ولكي يبدأ مؤشر حقوقها بالتحرك للاعلى
ولا تكفي النوايا والاحلام والهتافات والوعود والنخوة والصخب في مجال حقوق المرأة اذا لم يكن هناك فعل ملموس على كل مساحة الواقع المعيشي بداية من الاسرة ونهاية باعلى منصب قيادي تفاعلي في المجتمع