حقوق المرأة بين الدين والدنيا



محمود هادي الجواري
2012 / 7 / 9

بقي موضوع المرأة والمناداة بحقوقها موضع جدل في الاوساط المجتمعية لما له من اهمية وانعكسات تختلف مردوداتها على مستويي الحلول في اولا وضع قوانين خاصة وجديدة أو على مستوى التطبيق ثانيا والذي من خلاله سنشاهد وجه جديد لصورة المجتمع الذي نعيش ومختلف عن النظرة السابقة ، و سواء ا كانت المطالبة من المجتمع النسوي ذاته ، بذاته ، ام من المجتمع الذكوري الذي وقف هو الاخر مترددا بين المناداة الفاعلة اواجادة النفاق الاجتماعي والازدواجية تقربا من المراة لتحقيق رغباته المتعددة والضرورية ، أو من اجل تسويف الموضوع ولغايات عديدة ليبقى موضوع حقوق المرأة متعادلا في ميزان المجتمع الذي كان معتاد عليه ودون الترحيب بأي طارئ على ذلك الميزان ولكي لا تنقلب كفة الارجحية الى موازنة جديدة غير محسوبة النتائج بالنسبة للرجل اولا وللمجتمع ثانيا ، ولكن تبقى المراة مواكبة لحملات تسجل فيها تصعيدا وكناتج للضغط المحصور في صدور النساء اللاتي يدركن حجم تلك المطالب التي تنظر اليها بأعين الاستحقاق المشروع وغير مكترثة لما يبيت الجانب الاخر وهوالرجل من الكوابح والموقفات ومتحاشيا ان يسلك الطريق الخطير في تدعيم مناداة المراة بمطاليبها وكيف له ان يتجاوز كل العقبات التي وضعها المجتمع الذي يعيش فيه لاجتناب السهام الموجهة الى صدرهالتي تحمل في رؤووسها النقد او الانتقاد كردة فعل غير محسوبة النتائج ،اذن يعيش الرجل هو الاخر في محنة مديات الادراك والفهم العميق للحالة المجتمعية او السطحية لمعنى تلك الحقوق المنصوص عليها في الشرائع السماوية وهي ثابتة ومقدسة ولايمكن تجاوزها لاعتبار انها المحددة للسلوك المجتمعي وفقا للرؤية الدينية وكما وردت في العبادات والمعاملات التي هي نصل الشريعة الاسلامية ، وبين القوانين الوضعية الاخرى والتي هي غير مدرجة على لائحة وان وجدت فهي عرضة للتحولات والتغيرات اي انها تستمد قوتها من فوقية الرجل في سلم المجتمع او ضعف المرأة الثابت والذي لم يشهد اية مطالبة لفظية او نصية ، وهنا ايضا لها احترامها لانها هي الاخرى احد مححدات المجتمع والنمط الذي معتاد عليه ... واية مطالبة تصدر من المراة تعد خروجا عن المألوف ومن الطبيعى هي تتعدى على السقف المتاح فكيف تعطى المراة الحقوق التي هي اعلى من ما تكفله اللوائح المنصوص عليها في الدين او المتعارف عليها في المنظومة القيمية الاخرى ، وهنا يبرز سؤال هام يطرح نفسه وبشكل منطقي ... ما هي طبيعة الحقوق الموجودة اصلا او التي سلبت من تلك الاصول هذا اولا ..وهل ان ما ماوجدناه في لوائحنا الدينية او العرفية هو يبخس حقوق المراة ويضعها في مرتبة ادنى من موقع الرجل في السلم الاجتماعي ...الموضوع بحاجة ماسة الى وقفة سريعة لعرض ما حفظ لنا التأريخ من القصص التي مرت بها حقوق المراة في الفترة التي سبقت الاسلام اي عصر الجاهلية ، الذي كان يوئد المرأة ويقبرها لحظة ولادتها ، وكان تعليل ذلك آنذاك هو ان المراة تجلب العار للقبيلة ، واخذت هذه العادة حقبة زمنية حتى مجئ الدين الاسلامي الذي وقف بالضد من تلك العادات المبغضة لله عز وجل ، ولكن هنا يضهر لنا سؤالا في غاية الاهمية من تلك الاحداث ونقول ... هل استطاع الدين الاسلامي ان يحرر المراة من هيمنة الرجل وايقاف نزوواته المشروعة والغير المشروعة ضد هذا الكائن المنتج للمجتمع بايلوجيا ؟؟الدين الاسلامي ولو ان هذا التحقيق هو ليس من اختصاصي لكوني لست رجل دين ولكنني استطيع ان اعرض ما ما جاءنا به التأريخ هو ان الدين الاسلامي استطاع ان ان يوقف البعض من تلك العادات والتقاليد القبلية ، ويضمن للمراة الحقوق التي وردت في القرآن الكريم وكما نعرفها ونسير عليها حتى يومنا هذا .. من هنا استطيع الاجابة على سؤال سابق عن طبيعة المطالبة ونحددها هل هي خروج عما الفناه في مقدساتنا ، وبطبيعة الحال هذا يعني الخروج من النصوص المقدسة وهي التي مثار الجدل اليوم والتي يتوقف عندها كثير من البحاثة والمنظرين في شان المراة وماهية حقوقها المشروعة من خلافها .. بقي لنا شئ واحد وهو التفسير الذي هو ايضا اصبح مثار جدل بين املذاهب الاسلامية في حقوق المراة المادية اي ما يتعلق بالارث والى غيرها ، فاننا سنلاحظ ان المخالفات ايضا جائزة الوقوع وخاصة عند مذهب اهل السنة الذي لا يحبذ توريث المراة ولعل ما نختلف عله اليوم هو محمول الينا من ذلك التاريخ في صدر الاسلام وقصة فدك ارث فاطمة الزهراء لابيها النبي (ص) المختلف عليها بين المذهبين هي شاخصة ولا تجد لها حلولا وحتى هذه اللحظة .. اذن نحن محكومون بنصوص سماوية واخرى وضعية ..هذا ما هو في الدين الذي نحن على هداه سائرون والذي حدد لنا اهمية المراة ولكن لم يضعها في مرتبة الرجل في الدنيا الحاضرة ولكن فضلها في الجنة الاخرة على الرجل .اذن نحن الان بين منظورين احدهما يقع ضمن حقوق المراة في الدنيا وحقوق المراة في الاخرة ولكن هذا لا يضع حلولا لوضع المراة القائم في نيل الحقوق ووفقا لمعطيات العصر وبكل تجلياته من التقدم الهائل في المعلومات والتكنلوجيا وتوفر الوسائل الحديثة في التواصل ومتابعة العلم ،،اذن حقوق المرأة في محنة المعاصرة التي تواجه القسوة من رجل الدين او الانسان السوي ولنا في ذلك رأي ولربما يعود لفهمنا ان القرآن الكريم الكتاب الذي يحاكي الازمنة ،فهو لا يقف عثرة في من اراد الصعود الى القمر ، وجسد ذلك في اية مباركة كريمة حيث قال (بسم الله الرحمن الرحيو .. واذا اردتم ان تنفذوا الى اقطار السموات والارض فانفذوا ولا تنفذو الا بسلطان ) لم يرد هكذا نص لا في التوراة ولا في الانجيل ومع منح تلك الاجازة المرورية الى المسلمين ولكن من صعد الى القمر هم اهل العلم الحديث والذين فسروا القرآن وبشكل علمي ومن دون المسلمين ..