زواج ملك اليمين شرعه الاسلام لتحرير المرأة لا لاسترقاقها



رعد عباس ديبس
2012 / 7 / 10

زواج ملك اليمين شرعه الاسلام لتحرير المرأة لا لاسترقاقها
يتمتع عقد الزواج بخصوصية عالية في جميع الاديان والمجتمعات لأن موضوعه هو تكوين الاسرة التي هي اللبنة الاساسية التي ترتكز عليها جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية و السياسية والدينية, وبعض الاديان تعطي قدسية لهذا العقد ففي المذهب المسيحي الكاثوليكي لا يمكن فسخ عقد الزواج الا بموت أحد طرفيه. وعلى المستوى الشخصي لا يعقد الزواج للمتعة فقط وانما للاستقرار النفسي وتحقيق الذات اجتماعيا, وتحقيق الغرائز الانسانية الاخرى كالامومة والابوة وغيرها.
الاسلام اهتم كثيرا بعقد الزواج ووضع له اركان وشروط واعطاه أهمية مميزة من بين العقود واعطى المرأة السبق في هذا العقد لانه يبدأ بالايجاب من المرأة والقبول من الرجل وفرض لها مهر ايضا من دونه لا يتم العقد. وهناك ثلاث انواع من عقود الزواج في الاسلام وهي العقد الدائم والعقد المنقطع وزواج ملك اليمين, وهذا الاخير هو موضع بحثنا. زواج ملك اليمين هو زواج السيد من الامة المملوكة له فالاسلام لايسمح للسيد التسري باماءه ولا يسمح باي علاقة جنسية خارج اطار الزوجية, وقد شرع هذا النوع من الزواج لكي يعطي للمرأة المسترقة كرامة الزوجة من ناحية وليساعدها على نيل حريتها عندما تلد من ناحية اخرى, لان أولاد الاماء في الجاهلية يصيرون عبيدا بينما في الاسلام فان الولد يعتق أمه. وكما وظف الاسلام العقوبات والصدقات ( الضرائب ) في القضاء على الرق فقد وظف الاسلام زواج ذات اليمين للمساعدة في عتق الاماء. كان ذلك في القرن السابع الهجري والآن ونحن في القرن الواحد والعشرين وبعد ان انتهى الرق منذ مئات السنين, يأتي شخص يعتبر نفسه داعية اسلامي و يحمل شهادة هندسة ليعيد زواج ملك اليمين ولكن بالمقلوب, لانه في الصيغة الجديدة يجعل من المرأة الحرة عبدة له بواسطة هذا الرابط الزوجي والمشكلة انه قد يجد له انصار لانه يغريهم بالتحرر من الحجاب بشكل شرعي اعتمادا على احاديث موضوعة عن النبي محمد (ص) بان عورة الامة كعورة الرجل من الصرة الى الركبة, وان الخليفة عمر (رض) راى أمه محجبة فأزاح حجابها. وبذلك يدعو الى ان تصبح جميع النساء اماء حتى يتحررن من الحجاب.
ان هذه الدعوة اسائة للاسلام قبل ان تكون اسائة للمرأة, ومع ان عدد من علماء مصر ردوا على هذا المدعي ومن بينهم مفتي مصر الدكتور علي جمعه حيث وصف زواج ملك اليمين بانه افتراء على الاسلام لان الرق انتهى وان الانسان الحر لا يدخل تحت يد احد,ولاكن المشكلة لاتحل بهذا الشكل وانما يجب مراجعة كتب الصحاح وتخليصها من الاحاديث الموضوعة والضعيفة السند, وخاصة التي تسيئ للمرأة, حتى لا يتجرأ أمثال هذا المدعي ويخترع لنا أساليب جديدة لاضطهاد المرأة أو لنشر الطائفية أو لنشر التفرقة بين الاديان اعتمادا على ما ورد في الصحاح.
د.رعد عباس ديبس