غشاء البكارة.. والشرف العربي



غسان صابور
2012 / 7 / 11

غــشــاء الـبـكـارة.. والشرف العربي.

إثر بيان الحوار المتمدن الوجداني بالدفاع عن حرية المرأة, ضد قرار السلطات العراقية بفحص بكارة الفتيات قبل الزواج وبعد الزواج. بالإضافة إلى مقال الرفيقة المناضلة الحرة الرائعة يــنــار مــحــمــد ضد إجحاف هذا القرار ولاإنسايته المعتمة ولاحضارته الصحراوية المتوحشة وحتى الحيوانية البدائية...أضيف كلمتي هذه تأييدا للمانيفست ومقال السيدة ينار.

http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=362
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=315121
بالرغم من تأييدي آنيا وفوريا للمانيفست والمقال المنوه عنه.. لم يدهشني ظهور هذا القرار. حيث أن هناك تسابقا اليوم في جميع الحكومات العربية والإسلامية, الربيعية والخريفية والشتائية منها, وحتى التي لا ولن تحمل أية تطورات أو انفراج سياسي. تسابق في احتقار المرأة سرا أو علنا, في دساتيرها وقراراتها العلنية أو الضبابية. حتى تثبت تحجر إسلامها وإعادته إلى قرون العتمة أكثر من غيرها... انطلاقا من نظرية تحقير وإذلال الضعيف, حتى ترهب القوي... ومراضاة للقوى الطائفية والدينية التي تقوى وتتكاثر يوما عن يوم!!!...

بهذا القرار المخزي, أرى أن الحكومة العراقية الحالية, وبعد كل المصائب التي تعانيها بأسباب الدين والتفرقة الدينية والطائفية والإثنية, وبعد الحروب الصدامية الدامية وفترات حكمه المظلمة المعتمة التي أدت بغباء كامل إلى الاحتلال الأمريكي للعراق وتدمير كل حضاراته وثقافاته وبنياته التحتية والفوقية...بدلا بعد كل هذه الدروس القاسية الرهيبة وظلامها الفكري الكامل.. بدلا من أن تتوجه وتوجه شعبها بحكمة وتـأن وعظة نحو علمانية عقلية واعية.. تتوجه نحو بدائية قبلية دينية متأخرة.. بعيدة عن كل فــكــر حضاري يحترم المرأة والإنسان... بما يدفعني اليوم بكل حزن وألم وأسى أن أصـرح أن أخوتنا العراقيين هربوا من الدب.. حتي يقعوا في الجب.. جــب التأخـر وانعدام كل حكمة وتطور حضاري.......

يا أخواتي المناضلات في العراق وغير العراق... لا تتركن الأديان والعادات البالية الحجرية أن تهيمن على حقوقكن وآمالكن... كل الكتابات الدينية وغير الدينية التي تنحو بهذا الاتجاه الخاطئ.. هراء بهراء... صنعها رجال عجز مرضى يخافون من قوتكن الاجتماعية والسياسية وقدرتكن الحقيقية الحكيمة على تغيير أسس الحياة والحريات...

هذا القرار الجائر تــحــد لكرامة المرأة العراقية... وأضيف تــحــد لكرامة المرأة والإنسان في كل مكان... فلنرد عليه بعزم وتحد ثوري وفكري.. لأنـه وصمة على جبين الحريات العامة الطبيعية... وخاصة على جبين الشيوخ والحكام الذين قرروه. وعلى الرجال الشرفاء وعلى من تبقى من الأنتليجنسيا العراقية أن ترفضه مثلما رفضت عبر التاريخ وصمات الــذل التي صفعتها أزمنة معتمة طويلة....

بــالانــتــظــار...

لجميع مناضلات بلادنا كل احترامي ومودتي .. وأصدق تحياتي المهذبة.

غــســان صــابــور ـ ليون فــرنــســا