لوط في المصيدة



عماد البابلي
2012 / 7 / 17

تشغلني جدا قضية عدم مساواة البنت مع الولد في الميراث ، حصة رجل تعادل سيدتين أو شهادة امرأتين مقابل رجل واحد ، اثنين لواحد ( امرأة + امرأة = رجل واحد ) ، شرع قائم على مفاهيم تناسلية غريبة ، متى بدأ وكيف شرع وكيف طبخ ؟؟؟؟؟؟؟؟
لنناقش هذا في أحدى مزابل التاريخ حيث قصة مجنونة وغريبة تستحق أن تفحص وتدقق بها .. في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد حدث وعد الرب في الخراب والدينونة لمدينتي سدوم وعامورا ، وعد غريب بالغضب والشراسة من قبل رب كان له علاقة صداقة قوية مع شاب طموح أسمه ابرام او ابراهيم في المدونات العربية القديمة ، علاقتين متناقضتان ، الأولى ( الغضب الماحق ) مع لوط وقومه ومع إبراهيم الذي مثل معه دور المارد السحري في كل طلباته .. كان لوط معاصرا لأبراهيم وتحدثنا الأساطير بأنه كان أبن أخيه أو قريب له جدا ، نترك أبراهيم المحظوظ جدا ونهتم بالسيد لوط ذاك الشخص التعيس الحظ .. أعتبر العهد القديم بإن لوط هو رجل بار وليس نبي على خلاف الأدبيات الأسلامية التي تعاطفت معه جدا في رفعه لمقام الأنبياء ، أهتمت الكتب المقدسة بزيارة الملاكين لكل من إبراهيم ولكل من لوط ، الزيارة الأولى لبيت إبراهيم كانت في النهار والزيارة الثانية كانت لبيت لوط في المساء ، في بيت إبراهيم كانت هناك وليمة وترحاب بالضيوف بينما في بيت لوط لم تكن الزيارة مرحب بها كثيرا ( الملاكين دخلا في حالة زعل ولا أحد يعرف لماذا ؟؟؟!!! ) ، لنترك موضوع العزائم في تلك الليلة على جانب ، الملاكان الأن في بيت لوط وكان هناك زوجته وبناته ( ميرثا وزعورا ) ، أهل المدينة يسمعون من زوجة لوط سرا بوجود شابين جميلين في بيته ، يتجمع القوم عند الباب ، يطلبون الشابين ، لوط يرفض بشدة ويهددونه بأن يكون بدلا من الشابين ، لوط يرفض هذا أيضا ، ويقدم بناته بدلا من الشابين ، الملاكان يلعنان الناس بالعمى وفي في الفجر يطلبان من لوط وأهل بيته بأن يتركوا المدينة ويرحلان نحو الجبل ، زوجة لوط تتحول لعمود من الملح لأنهاا رفضت وصية الملاكان بعدم النظر للخلف ( خدعة جميلة !!! ) ، وفي الجبل يعيش لوط مع بناته ، وفي لحظة جنون خاصة تضاجع البنتين الأب ( 2 نحو 1 ) وتحبلان منه من تلك الليلة ..
وقفة وتحليل وتعليق :
أستعرضنا وبشكل مكثف ماجاء في الكتب السماية من قصة لوط ، ولكن هنا في أدبيات العهد القديم نلاحظ كيف أن لوط يسكر وينتصب قضيبه ويضاجع ابنتيه في حالة سكر شديدة ، فيلم مميز من زنا المحارم عاشته تلك العائلة تلك الليلة ، وجاء فقهاء الأسلام ويرفضوا حادثة المضاجعة كليا لكنهم يعرضون كيف أن لوط قدم بناته بدلا من ضيوفه (قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) طبعا لن نناقش أخلاقيات من يقدم بناته لمنع شر ما قريب ، ولكن سنناقش نقطة مهمة جدا وهي حادثة المضاجعة ( فيلم البورنو ) ، نجت ميرثا وزعورا من عذاب سدوم لشمولهم في دائرة الرعاية الألهية لكونهن مؤمنتين برسالة السماء ( كانتا تصومان رجب وشعبان ورمضان على مايبدو ) كما تفعل الأن المؤمنات في زماننا هذا ، وفي الجبل ( أأأه ياجبل ) تحولت قصة الأيمان لشيء أخر ، يقدمان الخمر للوالد ، يسكر ويثمل ويثمل ويسكر وهكذا حتى فقد رشده ، يقول لنا العهد القديم بأن ميرثا وزعورا كانتا متفقتين على هذا سلفا ، نقرأ في العهد القديم تفاصيل القصة التي يصورها بكل تفاصليها : ( فسكن في المغارة هو وابنتاه وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة أيضًا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة أيضًا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من ابيهما ) .. كاتبوا العهد القديم وهو جمع وطبع في مطابع بابل الوطنية فيما بعد كما هو معروف ، اتهموا بنات لوط بالانحراف والشذوذ والاغتصاب للأب الطيب المسكين الذي لم يميز تلك الليلة بين رحم أبنته أم رحم سيدة أخرى ( لست أدري كم شرب وأي نوع من الخمر ؟؟!! ) ، خرج لوط من القصة بريئا وخرجن البنات معوجات ، نفس الصيغة مع قصة حواء ، أدم الطيب كان ضحية لرغبات حواء الشريرة وعلاقتها السرية مع عزازيل ، وكذلك ميرثا زعورا .. الأنتاج والتأليف كان في صالح تقديس الذكورة ومسخ الأنوثة الذي عاشه المجتمع الشرق أوسطي لحد الآن ، اختلاق قصص وميراث مميز ومنحاز نحو خصيتي الرجل بكل ماتحمل من نرجسية في القذف بأكثر من سيدة في الدقيقة الواحدة ( الفئران نشطة جنسيا وتشابه البشر في هذا ) ، مجتمع فردي منافق يقتات على اللعب على أكثر من حبل ......
يكفي هنا كتابة
يكفي هنا تقليب في تلال النفايات
الرائحة أصبحت كريهة