ذكريات امراة بالسبعين



محمد خضوري
2012 / 7 / 18

ذكريات امرأة في السبعين
امرأة نشطة ذكية مرحة تجاوز عمرها الخامسة والسبعين لأكنها تحتفظ بروح الشباب القوي المرح الابتسامة لا تفارق شفتيها أطلاقا مما يولد لدى المشاهد لهذه المرأة الكبيرة في السن مزيد من الارتياح لمشاهدة هذه المرأة ،وهي تتحرك وسط السوق بدون كلل ،ولا ملل مما يعطي انطباع جيد للروح الشبابية التي تحملها هذه المرأة التي أثارت استغرابي ،ودهشتي مما ولد الكثير من الأسئلة في ذهني حاولت معرفة هذه الأجوبة من راس هذه المرأة فتقربت منها ،وبادرت السلام فقالت وعليكم السلام ابني ،فقلت (حاجة)لدية بعض الأسئلة تدور في خلدي ،وأريد الإجابة عنها .
فقالت تفضل ولدي أن شاء الله تجد لكل سؤال جواب عندي .
فكان سؤالي الأول هل أنتي مصابة بأي مرض مزمن لأسامح الله؟
فقالت وهي تبتسم لا والحمد لله لم اصب بأي مرض مزمن ،وما زلت احتفظ بصحتي كاملة ،والحمد لله.
ممكن اعرف سبب الاحتفاظ بصحتك ،وبدون حسد ؟
فقالت بسبب الطعام إنا من النساء اللواتي لا يحبذنا الطعام فمنذ طفولتي ،وانأ لااحبذ الأطعمة التي يوجد فيها الكثير من الدهون ارغب بالفواكه ،والبن ،والتمر مع قليل من الخبز ،ولا اشرب الشاي .
سؤال إلى الحاجة ماذا تعملين في السوق تذهبين ،وتعودين ؟
أجابت اعمل في مجال الخياطة ،وبيع مواد الخياطة منذ أربعين سنة ،وانأ أمارس هذا العمل .
سؤال أين الزوج من هذا العمل الذي تعملينه؟
زوجي رحمة الله عليه موظف في دائرة الماء والمجاري توفة منذ ما يقارب الثلاثين عام أو أكثر ،ولدي أربعة أطفال في ذلك الوقت مما اظطرني للعمل وسط السوق ،وما زلت اعمل إلى يومي هذا لاني لا أستطيع التوقف عن العمل اليومي.
سؤال كيف كانت الحياة في السابق قبل الزواج ؟
أجابت وهي محتارة في كيفية بداء الكلام ثم ذهبت إلى البعيد ،وعادت إلى الكلام ،الحياة في السابق ورغم صعوبتها لأنها كانت جميلة وبسيطة وغير مكلفة كنا نرضى بالقليل ونحن مقتنعين بما لدينا رغم قلته ،أجمل شي كنت أتذكره هو ساعة الغروب وكيف كنا ننظف باحة المنزل ،ونرشها بالماء ،ونجلب الفراش ونضعه على أسرت الخشب ،وكيف كان أليل جميل رغم عدم ،وجود الكهرباء في ذلك الوقت ،أما اليوم نحن نعاني رغم ،وجود الكهرباء ،وسبب هذه المعانة هي الكهرباء نفسها لأننا اليوم أصبحنا نعتمد اعتماد كلي على الأجهزة الكهربائية الحديثة التي أصبحت تغزو الأسواق ،والبيوت مما اضطرنا للاعتماد عليها ،والكل يعرف أزمة الكهرباء التي نعاني منها منذ عشرون سنة ،وأكثر ،وبدون إي حل لهذه المشكلة.
سؤال هل لديكي أي مشاكل مع العاملين في السوق؟
على العكس الجميع يعتبرني أم له ،والجميع متعاون معي بشكل جيد جدا ،وهذا ما يحفزني على الاستمرار في عملي.
وفي هذه ألحظة طلبت مني (الحاجة أم عدنان)المغادرة لأنها مرتبطة بعمل ،ولا تستطيع التأخر أكثر من هذا ،وهنا قررت إنها الحديث ،وتوجيه الشكر إلى هذه المرأة الجبارة ،ورغم سنين عمرها الطويلة آلة أنها امرأة ذات طابع حيوي نشط بدون أي انقطاع تمنيت لها العمر المديد ،والمزيد من التقدم في عملها ،أما هي فاعتذرت لقصر حديثها معي لأنها مرتبطة بأكثر من عمل في هذه الساعة ،ودعتني ،وذهبت وهي مسرعة كشابة في الثلاثين من عمرها .