في الثورات العربية المرأة تناضل والرجل يقطف النتائج



رعد عباس ديبس
2012 / 7 / 25


منذ القدم لعبت المرأة دورا رائدا في الحركات التحررية والثورية وقامت بدور فعال بنشر هذه الحركات وتثبيتها, فأول من أسلم امرأة هي خديجة بنت خويلد (ع) وصرفت كل ثروتها في تثبيت الاسلام , وأول من استشهد في الاسلام امرأة هي سمية (رض) أم عمار بن ياسر, والذي تابع ثورة الحيسن (ع) وتصدى لها هي اخته زينب (ع), وقد استشهدت مع اصحاب الحسين (ع) في المعركة امرأة هي أم وهب (رض), والذي قاد العديد من معارك الخوارج ضد اللأمويين كانت امرأة هي غزالة الحرورية مع زوجها شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري وقد انتصروا على عشرين جيشا من جيوش الحجاج بن يوسف الثقفي, وقد دخلت الكوفة فيما تحصن الحجاج في قصر الامارة, ودخلتها في مرة ثانية على رأس مئتين من نساء الخوارج وقد تقلدن السيوف والرماح. وفي العصر الحديث قادت هدى شعراوي حركة تحرر المرأة في مصر ووصل صداها الى جميع البلدان العربية, وشاركت جميلة بوحريد مع رفيقاتها في الثورة الجزائرية لتحرير بلدهن واصبحن مثالا يحتذا بما قدمنه من تضحيات, وكذلك لعبت المرأة دورا كبير في صيرورة الكثير من الاحزاب الوطنية والتقدمية والاتحادات النسوية في الوطن العربي وقمن باعمال بطولية ودخلن السجون والمعتقلات وصمدن تحت ابشع انواع التعذيب ومنهن من ضحت بحياتها في سبيل المبدأ.
فيما ذكرت اعلاه مجرد أمثلة لمئات الآلاف من النساء على طول الوطن العربي وعلى مد التاريخ اللاتي قدمن التضحيات الجسام في سبيل عزت ورفعت بلدانهن وشعوبهن وكذلك رفعت المرأة وعزتها ومساواتها مع الرجل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ولكن مع الاسف لغاية يومنا لم تستطع المرأة الحصول على حقوقها كاملة ولا تزال نظرت المجتمع لها نظرة دونية, والمصيبة ان هذه النظرة الدونية تأتي من المتشدقين بالحرية والتحرر والديمقراطية وحقوق الانسان. فبعدما ساهمت المرأة العربية بشكل فعال وبطولي في ثورات الربيع العربي في جميع المجالات, وبعدما قادت الحملات التحريضية عن طريق المدونات, واعتصمت وتظاهرت في الميادين, وطببت وحمت الجرحى, ولم تهدأ أو تكل حتى تحققت الاهداف الاولية للثورات في ازاحت الدكتاتوريات, خرجت بعد كل هذا خالية الوفاض, فبرلمان الثورة المصري لاتوجد فيه امرأة, ووزارة الثورة التونسية يوجد فيها وزيرتين وكاتبة دولة من مجموع واحد وأربعين وزير, وفي ليبيا لاتوجد أي امرأة في المجلس التنفيذي ( الوزراء) المكون من ستة عشر عضو, وتوجد امرأة واحدة فقط في المجلس الوطني الانتقالي المكون من ثلاثين عضو. وفي العراق الذي نص دستوره على كوته نسائية بنسبة 25% لا توجد سوى وزيرة واحدة لشؤون المرأة.
فاذا كان هذا مايحصل في البلدان التي تحولت الى الديمقراطية فكيف هو الحال في البلدان التي لا زالت ترزح تحت نير الدكتاتورية, لذلك اعتقد بان أمام المرأة العربية مشوار طويل من النضال لنيل حقوقها وعليها تكثيف الجهود واستغلال فسحة الديمقراطية لتبني بشكل سريع فوق الدعائم التي ثبتتها الرائدات الأول اللاتي قدمن الغالي والنفيس من أجل تثبيت هذه الدعائم.
وفي الختام اتمنى أن يعي الرجل العربي الدور المهم والخلاق للمرأة في حياة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ويفهم ان المرأة تمثل نصف المجتمع وتقوم بتربية النصف الآخر. واتمنى للمرأة التقدم والازدهار.
د. رعد عباس ديبس