الجمعيات النسائية ماذا بعد ؟؟



حنان أحمد الخريسات
2019 / 2 / 22

تداعت الجمعيات النسائية في الوطن العربي لمناقشة الثورات والحراكات العربية وانعكاساتها على حقوق النساء ، وتراوحت العناوين بين حقوق النساء الى اين ؟ وهل سيتم التراجع عن المنجزات التي تحققت للنساء في الحقبة الأخيرة وهل هناك امل بإحداث تغييرات جديدة في الدساتير لصالح المرأة ؟
تسعى المجتمعات المتحضرة لرفع لواء تقدم المرأة على قدم المساواة مع الرجل ، ولنأخذ الاردن مثالا على ذلك في ان الدعوة مفتوحة لمساهمة المرأة في سوق العمل بأمل ان الاستقلال الاقتصادي مفتاح التقدم ، ولكن دون ان توفر للنساء العاملات سبل التوفيق بين اعباء المشاركة في الانتاج وأعباء العناية بأطفالهن او تقديم الرعاية الجيدة لأسرهن .
والدعوة ايضا مفتوحة لمشاركة المرأة في المواقع السياسية في ظل توفير سبل وصول النساء الى المواقع القيادية والتمثيل الكافي .
من هنا في ظل الأجواء السياسية الناجمة عن التطورات العاصفة في العالم العربي نجد ان قضايا المرأة وخاصة التحديات التي تواجه مشاركتها السياسية تتطلب حوارات وطنية على مستوى الاردن بشكل خاص و العالم العربي بشكل عام حول كيفية ادماج قضايا المرأة في حركات الاصلاح في العالم العربي .
ان حقوق المرأة العربية هي حقوق انسان وهناك مواثيق دولية تلزم الدول العربية بنقل النساء من الوضع الهامشي الى قلب الاحداث وهناك قناعة ان المجتمع المدني وفي مقدمته الجمعيات النسائية والتي هي احد ادوات التغيير الاجتماعي يرغب في انهاء التمييز ضد المرأة بأشكاله المختلفة ويعتز بقيم المساواة بين المرأة والرجل حسب المواثيق الدولية
ورغم ذلك علينا ان لا نتوهم ان نزول النساء الى الساحات ككتل كان بالضرورة انعكاسا وتطورا طبيعيا لجهود الحركات النسائية بمختلف الوانها ، ولا اظنها في اليمن قد شاركت في الثورة إلا منضوية تحت سلطة الرجل وقوى سياسية اخرى تماما مثلما تستخدم في الانتخابات كقوة بشرية تؤدي الى افراز قوى اخرى تعمل ضد مصالح وحقوق المرأة .
كما انها شاركت في الحراك السياسي كأم وأخت وزوجة مسها الضرر وبدفع من الرجل ايضا .
ان الفصل ما بين قضايا النساء وحقوقها في المساواة الكاملة تعرضت لتفريغ محتواها في عمل وبرامج معظم المنظمات النسائية، وتسارعت التغيرات وخلقت خطابات بعيدة عن مصالح النساء ، كما أن هناك عجز عن التعبير الحر والحقيقي عن النساء العربيات وطموحاتهن ومعاناتهن الامر الذي اضعف هوية الحركات النسائية في الوطن العربي وخطابها وأدى الى عزل العدد القليل من الجمعيات التي كانت تعتبر تحرير النساء جزء من تحرير الاوطان والمجتمعات .
ان الفجوة تزداد اتساعا بين النساء الناشطات في الجمعيات النسائية ومراكز صنع القرار وبين الاخريات ممن يجاهدن لإيصال اصواتهن والمطالبة بحقوقهن في اطراف المدن بعيدا عن العواصم ، والأولى ان لا يتم تجاهل القيادات النسائية النشطة والاكتفاء بالتواجد في العواصم ، والتربة خصبة الان ومواتية لتطوير تيار نسائي يعيد الاعتبار الى كل الحركة النسوية العربية ومن كل المناطق على مستوى الاردن والعالم العربي.
د.حنان أحمد الخريسات