أنا أمارس الجنس .... أنا موجود



نادر عبدالله صابر
2012 / 7 / 29

أراكم وقد أعتلت الدهشة وجوهكم جراء عنونتي لمقالتي بهذا العنوان المريب !!!! لا .. لا ... لست بصدد كتابة موضوع جنسي مثيرا للغرائز انما أردت فقط أن تشاركوني تجربتي الحوارية مع سيدة( اسف هي انسة وليست سيدة ) رائعة في خريف عمرها قد تخطاها قطار الزواج منذ زمن طويل .... تبلغ هذه المراة السابعة والخمسين من عمرها ولا تزال بتولا ._أي انها لم تعرف الجنس بتاتا !!!!أليس ذلك بغريب في ايامنا هذه ؟؟؟
ظروف وطبيعة عملي هي التي جعلتني اتعرف ب هيام ( هيام هو اسم حركي ووهمي لتلك المرأة ) عندما أجتمعنا سوية بمكتبي ( ولم يكن _ والحمد لله _الشيطان ثالثنا نظرا لحبسه في مكان ما طوال أيام شهر رمضان الفضيل ) من اجل انجاز عمل يختص بدارة ( فيلا ) قيد ألأنجاز.
وهي°°° أي هيام °°° بالمناسبة مهندسة ديكور متميزة جدا بعملها الذي بسببه كونت ثروة لا بأس بها مع بيت مستقل وسيارة حديثة الطراز
كنت ارى وألأحظ _ خلال حواراتنا المتكررة _ غمامة من حزن تلف ملامحها الذكية وكآبة جراء روتين حياتها الممل ..أخذت علاقتي بها تتعمق واخذت ثقتها بي تزداد شيئا فشيئا حتى سالتها ذات صباح_ ونحن نرتشف فنجاني قهوة في مكتبي _ سؤالا جريئا فيه شيئا من عدم اللباقة( اللعنة على فضولي الذي ما فتأ يستبد بي ) :
لماذا يا هيام لم تتزوجين بعد وأنا ارى انك جميلة جدا _ كانت تمتلك بالفعل بقايا جمال من الزمن الغابر حتى هذه اللحظة
ردت علي بابتسامة خجلى :
بالحقيقة كنت انا السبب في ذلك جراء رفضي المتكرر لكل العرسان بسبب رغبتي بعريس ذو مواصفات محددة !!!!حتى فاتني الوقت وداهمني المشيب
قلت لها _ معتذرا عن تدخلي الفظ في خصوصياتها وطالبا منها الأذن بالتكلم معها بكل صراحة( وقد اعطتني الأذن بذلك )_:
سيدتي... أرجو أن لا تفتهمينني خطأا.. انت متعلمة جدا ومثقفة ومتفتحة على الحياة, وانا ارى جيدا بانك لست متدينة من خلال عدم ارتدائك ما يغطي شعرك !!! اذن
كيف تملئين وقتك الطويل بدون رجل يأويك ويحميك ويغمطك حقك من الناحية العاطفية والجسدية؟؟
قالت بحزن ولكن بثقة وبوضوح :
بعدما تقدمت بالعمر قلت فرص زواجي وقد اصبحت معتادة على عدم وجود الرجال في حياتي والجنس لا يمثل لي شيئا !!!!!
قلت لها باسف :
لكن الجنس مثل الأكل والشرب لا يمكن الأستغناء عنه نهائيا .... لا يمكن لأنسان طبيعي أن يحيى حياة طبيعية دون جنس .. وضرورته _ أي ضرورورة الجنس _ مثلها مثل ضرورة المأكل والمشرب ....نحن نحتاج الطعام لنعيش ومع ذلك نحن نتفنن في الأستمتاع باطاييب الطعام وكذلك الأمر ينسحب على الشراب والجنس
ردت علي بحدة لم أعهدها بها :
وكيف تريدني أن أمارس الجنس بدون زواج اذن ؟؟؟ انتبه لكلامك فأنا لست بائعة هوى !!!!!!
قلت لها وأنا بالكاد أكتم غيظي :
ها انت قد وصلت لعقدك السادس بدون زواج !! فما الذي سيضيفه الزواج بعدئذ ؟؟؟ ما الذي كسبتيه طوال حياتك البائسة ؟؟ لا تقولي لي بأنك سعيدة , فأنا ارى الشقاء مرتسم على وجنتيك بوضوح
ابتسمت باستهزاء وردت :
يبدو أنك لم تنتبه لموضوع الدين يا استاذ !!! هذا الدين الذي حضنا على العفة والتحصين ( هي بالطبع لا تعرف مدى عدم ايماني بالأديان )
قلت لها وأنا متقمص دور شيخ دين فقيه:
لاحظي يا هيام ان القران قال ( وأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) أي مارسوا الجنس مع النساء مثنى وثلاث ورباع ولم يقل ( تزوجوا ما طاب لكم من النساء مثنى ثلاث ورباع!!!!) اليس كلام الله واضح هنا وجلي ؟؟؟
ردت علي وهي مطلقة ضحكة مصلصلة :
وعلى أفتراض أن تفسيرك صحيح !!! فان كلام الله هنا موجه للرجال وليس الى النساء !!! اليس كذلك يا شيخ ؟؟؟
قلت لها بنبرة واثقة :
أذن الله يميز ما بينكن وما بين الرجال !!!! يسمح للرجال بافراغ مخزون كبتهم الجنسي بينما يبقي عليكن محرومات من ذلك !!!! وحتى في جنان الخلد تجدين الرجال محاطين بحوريات متخصصات بفن الجنس والخلاعة!!!!
وعندما صمتت هيام ولم تنبس ببنت شفه تابعت كلامي قائلا :
لا تضيعي ما تبقى من عمرك هباءا واقتنصي اي فرصة لائحة وعندها ستعرفين طعم الحياة الضائعة منك . وغير ذلك لن يفيدك مجتمعك والهك ودينك وبتولتك بشيء
وبعد انتهاء حواري مع هيام اخذت افكر بقريبتي _المتوفية منذ شهر_ التي توفي زوجها وهي بالخامسة والعشرين من عمرها وقد كرست كل حياتها بعده لتربية اولادها الثلاثة الذي اصبح اصغرهم يبلغ الاربعين عاما الان !!!! يا الهي لكم قاست تلك الأرملة المسكينة بدون عاطفة وجنس !!!!!!
تذكرت ايضا جارنا _ ذلك الرجل الكهل _الذي اقسم يمينا غموسا امامنا بانه لم يمارس الجنس منذ وفاة زوجته قبل ثلاثين عام !!! سؤالي الذي لا استطيع أن اتفهم اجابته : هل يستطيع ألأنسان _ ذكرا أم أنثى - ان يكون طبيعيا بدون تلك الغريزة الطبيعية