هوس بالمساواة



تماي كريمة
2012 / 8 / 3

ها أنا ذي أجلس على مسافة قبلة من هذا الانسان،الذكر الذي أكن له مقارنة ما ،قد تكون عقدة أو اختلالا أو هو أمر طبيعي فرضته طبيعة الحياة
أدار رأسه و نظر الى النافذة :لا يمكنك أن تكوني من هذا المكان و تفكري بتلك الطريقة ...
كنت صامتة أنظرالى ملامحه ،و أتمنى لو يبقى ساكنا بدون حراك لأطول مدة ممكنة ، أردت أن أقرأ في نظرته شيئا من التميز ،الاختلاف أو أي شيء قابل للقراءة ، بلا جدوى ... اقترب أكثر ليقبلني ،لما يجب أن أجاريه ؟ لما يجب أن أرفض ؟لا أدري ،شعرت بأننا غير متساويين هو يعرف بالضبط ما يريده ومتى ؟ بينما أنا هنا في هذه اللحظة لا أعرف ماذا أريد منه بالضبط ،فقط أستجيب لرغباته ،أو أعاندها دون سبب وجيه ، خفضت رأسي و وضعته على صدره،قلت له: أستطيع سماع دقات قلبك ،ارتبك و قام يمسك بي من يدي سرنا بضع خطوات صامتة،ثم توقف و أمسك ذراعي و دنى مني مجددا ليقبلني فراوغته ، عدل قبضته على ذراعي و قال : أحبك
لم يكد يكمل حتى انفجرت ضاحكة ضحكا هستيريا لكنه كان من أعماق قلبي :
تحبني ؟
قلت في نفسي :يحبني ؟من بعد بعض ساعات من أول حوار بيننا ، هو ابن المدينة الجامعي الواعي المتحرر ، وأنا ابنة القرية التي قادها الحرفان اللذان تعلمتهما في الابتدائي الى جحيم كتب و أفكار جعلتها في عذاب مستمر و حرب باردة مع كل من حولها ، الحياة ليست عادلة أو هي الظروف التي لم تساو بين فرصنا في التحرر و التعلم ،وهو كان أول من تشاركت معه أفكاري ،فشعرت بشعور أروع من الحب ...
تحركت ،أفلت ذراعي و قال مستدركا : أحب شخصيتك ... أفكارك ...
كنت أفكر : أحب شخصيتك أفكارك أما أنت فلا ،أو لكان مختصرا أن يقول أحب جسدك ،نهديك فخديك ،لسنا متساوين ، أنا لا أقوى على حب أي شيء من جسده ، يعجبني تفكيره الليبيرالي، تعجبني أمازيغيته التي تكون أحيانا صعبة الفهم يضطر الى اعادة ترجمتها الى العربية الفصحى ، يعجبني تنقله بينهما دون عناء ،كان شيطاني يقول لي اني أضيع فرصتي الوحيدة ، شيطاني على حق فقد كنت أعي تماما أنه الوحيد في قريتي الذي يمكنني أن أقبله دون أن يعتقد أني عاهرة آثمة و هذا كان مهما بالنسبة لي لكن لا زلنا غير متساوين ، فأنا أريد أن نتكلم أكثر و أكثر و نتبادل أكثر بينما أصبح هو ثملا برغبته في تقبيلي ...
ابتسمت وقلت له :سأودعك الآن ،الى فرصة أخرى
- أرجوك ابقي ، قد لا تكون هناك فرصة أخرى
هنا كان يجب أن أعيد النظر ... جلس و حنى رأسه ،انسدلت خصلات من شعره حتى بدى وجهه غيرا مرئيا لي ، قد أكون أعاند فقط لكنني لن أبقى ،اقتربت منه وغرزت أناملي في شعره و شددته منه بعنف حتى صار وجهه مقابلا لوجهي ،كان فقط ينظر الي ، ما سأفعله نابع بشكل خالص من ارادتي ،سأفعل ما أوقن من رغبتي في فعله ...
أعرف أني أبالغ في التفكير
اقتربت منه وقبلته على شفته في أقصى اليمين ، أبعدت وجهي عنه قليلا ،بينما بقي هو دون أن يحرك ساكنا ،اقتربت مجددا و قبلته على شفته في أقصى اليسار ثم رحلت ...هوس بالمساواة