في (8) آذار تصدح الاصوات ب لا لدستور أسلامي.. نعم للمساواة التامة للمرأة مع الرجل



الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2005 / 2 / 17

يحل علينا (8) من اذار يوم المراة العالمي. انه اليوم الذي تصدح فيه صوت المراة وسائر التحررين بوجوب انهاء عالم اضطهاد المراة، سلب حقوقها، فرض المكانة الدونية عليها والتمييز الجنسي بحقها. انه اليوم الذي نرفع فيه عاليا راية مطاليبنا المتمثلة بالمساواة التامة للمراة مع الرجل. انه يوم نؤكد فيه على تلك الحقيقة الساطعة: ان ارساء عالم افضل، عالم يليق بالانسان، يستحيل دون مساواة المراة وتحررها التام. لقد قيل قبل اكثر من قرن "ان معيار تحرر مجتمع ما هو تحرر المراة فيه". ان تحرر المراة ومساواتها هو الشرط المسبق وركن اساسي لمجتمع متحرر وانساني. ان النضال من اجل الخلاص من اضطهاد المراة وعبوديتها هو خطوة لاغنى عنها لاقامة هذا المجتمع المنشود. ان (8) من اذار هو يوم التذكير بكل هذه الحقائق من جهة ويوم النضال من اجل فرضها على المجتمع الاستبدادي المقلوب.

ان (8) من اذار من هذا العام هو اليوم الذي ترفع فيه المراة "لا" كبيرة بوجه فرض امريكا لاجواء العسكرتاريا والحروب والاحتلال، و بوجه تطاول عصابات وجماعات الاسلام السياسي على حقوقها ومعيشتها. انها ترمي "لا" كبيرة بوجه هذا السيناريو الاسود الذي يداهم كل زاوية من زوايا حياة المجتمع عامة والمراة على وجه الخصوص بوجه الاسلاميين، القوميين، الطائفيين والعشائريين الذين يتسابقون في فرض القوانين والاخلاقيات والاحاسيس والمشاعر المعادية للمراة.

ان (8) من اذار اليوم لهو يوم تنظيم الصفوف وحشدها بوجه المستبدين الجدد الذين، ولشدة معاداتهم للانسان وللمراة بالذات، يشحذون انيابهم لفرض دستور اسلامي يعد "الاسلام المصدر الوحيد للتشريع"! انهم يسعون لسن دستور اسلامي وتشديد الاحكام والقوانين الاستعبادية التي فرضت على الجماهير من قبل النظام البعثي الفاشي! انهم يبغون مواصلة وتعميق ممارسات النظام البعثي المقبور بتوجيه ضربة اشد واعنف لعلمانية المجتمع وللحقوق والمكتسبات التي فرضتها المراة وسائر قوى التحرر والمساواة والعلمانية على الهيئات الحاكمة طيلة عقود من النضال العظيم والشاق.

ان دستورهم الذي ينشدونه هو هجمة سافرة على حق المراة وحريتها وامانيها وامالها وتطلعاتها، هجمة تبغي التطاول على كل زاوية من زوايا حياتها: في العمل، العائلة، التربية والتعليم، وسائر اشكال الحضور الاجتماعي.

لا تتطلع الجماهير النسوية والتحررية الى هذا، انها تتطلع الى اركان الدين والاسلام بالذات، العشيرة، الطائفة وغيرها من ترهات بغيضة وبالية جانبا. انها تتطلع، وتناضل صوب اليوم الذي تنال فيه مجمل حقوقها السياسية والمدنية. ليس للشريعة ولا لمثل هذه الاحكام والقوانين البالية أي مكان في الدستور وفي حياة الجماهير.

ان (8) اذار هو يوم احتجاج كل النساء الناقمات على فرض الحجاب، على التمييز والفصل الجنسي الذي هو اهانة بكل معنى الكلمة لكرامة الانسان سواء اكان رجل ام امراة، يوم المحتجات على تدخل الاسلام والعصابات الاسلامية والملالي ورجالات الدين في حياتهم وابسط قضاياهم الشخصية، على انتهاك كرامة الفتيات الاطفال وطفولتهن لا لشيء الا لانهن "انثى"، الناقمين على حياة الذلة والهوان. انه يوم كل الناشدين للحرية والمساواة واعادة الحقوق المدنية والانسانية للمجتمع. يجب ان نضمد الجراح التي الحقها بنا البعثيون والاسلاميون وسائر القوى والتيارات التي عملت كل ما وسعها من اجل تابيد دونية المراة واضطهادها. ان يوم (8) اذار هو اليوم الذي نرفع فيه راية "كفى" بوجه كل هذه القوى الظلامية والمناهضة للمراة. انه اليوم الذي نرص فيه الصفوف من اجل امحاء ذلك العالم الذي يرى في الفروقات الجنسية سببا كاف لاضطهاد نصف المجتمع. لن تتحول هذه التطلعات الحية للجماهير الى واقع الا عبر التدخل الحر والواعي للجماهير النسوية والتحررية حول راية راديكالية وانسانية تحررية، راية اشتراكية عمالية.

ان مدنية المجتمع وحرياته وسعادته وعلمانيته لهي اليوم واكثر من أي وقت اخر امام خطر جدي وداهم. اذ كلنا يرى بام عينه كيف ان ايادي الرجعيين على اختلاف اشكالهم تمتد لبعضها البعض من اجل فرض البدائل والقوانين المغرقة في الرجعية وتعميق السيناريو الاسود. ان هذه الاوضاع الخاصة التي يمر بها المجتمع والتي خلقتها امريكا، وليست مكانتهم لدى الجماهير، هي التي اعطت المجال للاسلاميين ليتحدثوا بثقة عن فرض دستور يعد الاسلام المصدر الوحيد للتشريع! على جبهة اليسار والتقدم، جبهة التحرر والتمدن في المجتمع والجبهة العريضة الداعية لعالم افضل ان ترص صفوفها النضالية وتقف وبالاخص اليوم بكل امكانياتها وطاقاتها بوجه البدائل الرجعية البالية ورفض السلطة الاسلامية والقومية وطرد القوات الامريكية وحلفائها من العراق وان تسعى لارساء حكومة علمانية غير قومية تعبر بشكل تام عن مصالحهم وامالهم وامانيهم في الحرية والمساواة والرفاه.

عاش (8) اذار!
عاشت المساواة التامة للمراة مع الرجل!
عاشت الحرية والمساواة!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
15شباط 2005