النقاب يحول النساء إلي أشباح (1)



عبدالعزيزخليل ابراهيم
2012 / 8 / 8

الإسلام الحنيف جاء للناس بالمحبة والرحمة والتسامح والصدق والعدل والمساواة ودعا الناس إلي إصلاح أنفسهم التي أفسدتها التقاليد والعصبيات الجاهلية وجاء أيضا بقبول الآخر المختلف معه دينيا وغير دينيا فكلنا إخوة في الإنسانية وفي الحياة الدنيوية وكلنا عباد لله تعالي والله تعالي أعطي للمرأة كافة الحقوق في الدنيا والآخرة وهي إنسانه كأمله في كل شئ وهي شقيقة الرجل وإيمانها كإيمانه في الدنيا وثوابها مثل ثوابه في الآخرة فالكل متساوي أمام الله في الدنيا والآخرة .
وقد أفسح الله تعالي للمرأة في الحياة أن تعمل في كل المجالات بحرية تامة مثل الرجل في الشعائر الدينية والأعمال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والزراعية والصناعية وغير ذلك ، وقد أمرها الله بالتعلم ونشر العلم والثقافة التي تفيد الناس في الأرض وقد بايعها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كما بايع الرجل وفرض لها جميع الحقوق في نواحي الحياة كما فرضها علي الرجل .
وقد جاء الإسلام أيضا ليرفع عن المرأة الحرج والأغلال جميع الأغلال التي تعرقل خطاها في الدنيا قال تعالي في كتابه الكريم ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) سورة الأعراف الآية 157
والرسول الأمين صلي الله عليه وسلم يقول للرجال والنساء جميعا في الحديث (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري ومسلم .
لكن للأسف الشديد نحول هذا الدين الكريم السمح في فكر وعقل الخوارج والوهابية وبعض فرق الشيعة المتطرفة وغيرها من جماعات التطرف إلي دين آخر يتبني الحرج والتعسير والتنفير خصوصا إذا تعلق الأمر بالمرأة عند هذه الفرق المنحرفة والمتطرفة في كل شئ والتي منها الإسلام براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام ، فهؤلاء الخوارج الضالين قد ضيقوا علي المرأة كل شئ في حياتها وحرموا عليها كل المباحات التي أحلها الله تعالي لها وقد حبسوها خلف النقاب ومنعوها من المشاركة في الحياة الاجتماعية تحت دعوي فاشية بأن المشاركة في الحياة مع أخيها الرجل حرام ، وهذا هو الفقه الخوارجي الجديد الملعون الذي يبشرون به ويدعون المرأة لاعتناقه هؤلاء المجرمون الجهلاء أعداء المرأة وأعداء الإنسانية يؤخذون علمهم من دعاة الجهل والتطرف والتكفير والذين لا قيمة لهم عند الله وعند الناس ومن هؤلاء ابن تيمية ومن بعده محمد عبد الوهاب النجدي والمودودي وحسن البنا وسيد قطب فهؤلاء لا علم ولا فقه لهم وهم عملاء للصهيونية العالمية لضرب الإسلام والمسلمين قديما وحديثا بأفكارهم الشيطانية المتطرفة والتي منها الإسلام براء فهؤلاء الخوارج قد تعدوا علي وسطية الإسلام وسماحته التي أمرنا الله بها مع كافة الناس في الحياة فرسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بالوسطية والتسامح وأمرنا بعدم الغلو في الدين وأمرنا باحترام الآخر المختلف معنا في الدين والرأي وأمرنا باحترام المرأة وفي ذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم ( إياكم والغلو في الدين فإنه قد أهلك من كان قبلكم ) وقال في حق المساواة للمرأة ( النساء شقائق الرجال ) وقال في حق الناس جميعا ( وقولوا للناس حسنا) وفي الحديث ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ) فالإسلام الوسطي تخرج من جامعته الآلاف من العلماء الوسطيين في جميع المجالات منذ ما يقرب من 1433 عام منهم الصحابة الكرام والأئمة الكبار مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن سينا والخوارزمي والرازي وابن الهيثم والإمام الطبري والإمام محمد عبده وسعد زغلول وصفية زغلول وهدي شعراوي والمراغي ومحمد حسنين مخلوف ومحمد حسين الذهبي الذي قتل علي يد الخوارج في مصر في عصر السبعينات من القرن الميلادي السابق والشيخ محمد سيد طنطاوي وعلي جمعة ونجيب محفوظ والدكتور طه حسين وفرج فوده ومصطفي محمود والعقاد وطلعت حرب باشا ونصر أبو زيد وأم كلثوم ويوسف وهبي وغيرهم من دعاة التنوير في الدين والفكر والأدب والفن والثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة في العالم العربي والإسلامي .
فالخوارج من الوهابية والإخوان وبعض فرق الشيعة قد أساءا لدين الإسلام بأفكارهم المغلقة المتزمتة المتطرفة والمكفرة والتي ليس لها أصل في دين الرحمة والسلام فهؤلاء الأدعياء أصحاب الأفكار الشريرة أظهروا حقدهم علي المرأة وحولوها إلي إنسانة معدومة الحقوق وإخفاءها في نقاب حولها من إنسانة إلي شبح مخيف تلبسه حتى الموت هكذا يقول وعاظ الوهابية والإخوان وبعض الشيعة في كتبهم وخطبهم وقنواتهم الفضائية الصفراء وهذا هو الاحتقار الكامل للمرأة في الحياة .
وللحديث بقية