الحَمَّام



أيوب بن حكيم
2012 / 8 / 9

انقضتْ أيام دورتها الشهرية،غريبة هي في باريس،تريد حمَّاما على الطريقة المغربية المعروفة،تخبرها صديقة جزائرية أن هناك حمَّاما مغربيا في قلب باريس،تستقل الترام إليه،في الطريق تشاهد معالم عاصمة الأنوار الجميلة،نظافة و رقي لم تتعود عليه في بلادها،وهذا ما يزيد من غربتها،فالأوساخ و النفايات أصبحت جزءً من ذاكرتها في المغرب،عليها أن ترى في الطريق نفايات و اكتظاظ و فوضى حتى تستأنس بباريس.
تصل الحي الذي يقع فيه الحمام،تنزل من الترام،تخطو خطوات في اتجاهه،يعترض سبيلها شاب فرنسي و يرمقها بنظرة إعجاب،فهي جميلة جدا ، تتذكر حبيبها المسكين في المغرب،تبتسم لنفسها و تقول "الله يلعن الشيطان" ..
تدلف باب الحمام،تلفي القيمة عليه تجمع أمتعتها و تعد النقود، تسألها الدخولَ إليه فتتجيبها أنّ الحمام لديه وقت محدود،و وصتها أن ترجع غدا .
طفقت صديقتنا الجميلة تحوقل،مدمنة هي على الحمَّامات،ترجع إلى منزلها ، على أن تعود غدا إلى الحمام .
يوم كامل من العمل،وتعب و مشقة،من العمل تستقل "تراما" مباشرة إلى الحمام،وكل لوازم الاِستحمام في محفظة صغيرة وردية اللون،تدلف قاعة الاِنتظار في الحمام،تجد نفس القيمة عليه،تسألها الدخول فتجيبها أن اليوم مخصص للرجال في هذا التوقيت،تغتاظ صديقتنا الجميلة أيما اِغتياظ،تسب العالم و الكون و الحمام و قيّمتـَه..تقسم ألا تعود إليه.
تتواصل و حبيبَها عبر الشات أو عبر الهاتف،يشك حبيبها في كثرة ترددها على الحمام،يسألها هل تضاجعين أحدا من ورائي كل يوم ؟ تضحك من المخبول و لا تأخذ كلامه على محمل الجد،فهو مجنون و يشعر بألم الاِشتياق..
لم تبرْ الجميلة بقسمها ، وعادت إلى الحمام في اليوم الثالث،وبما أن الثالثة ثابتة،فقد وجدت مبتغاها هذه المرة،ودلفت الحمام المغربي الجميل،لمحت لافتة "الدفع مسبقا" أعطت للقيّمة 25 يورو مقابل الاستحمام و الدلك ، فسُمِح لها بالولوج إلى غرفة الاِستحمام الواسعة.
ترمق مرتاداتٍ للحمام بسحنتهن المغربية الواضحة على جوانب الغرفة الكبيرة ، حرارة عالية ذكرتها بحمامات طنجة،إلا أن هذا الحمام نظيف،مما عزّز جو الغربة الذي تعيشه،اقتربت منها القيمة على الدلك،وشرعت تدلكها دلكا رفيقا أحست معه براحة و نشوة،بدأت الدلاكة تدلك في أماكن حساسة،شعرت الجميلة بامتعاض و استلذاذ،نظرت إليها شزرًا كما أميرة خليجية،ارتبكت الدلاكة،ثم ابتسمت وواصلت لمسها للأعضاء الحساسة...
يُتبع .